واشنطن بوست: فضائح الاعتداءات الجنسية داخل الكنيسة الكاثوليكية لا تزال مستمرة
قالت “واشنطن بوست” (Washington Post) الأميركية في افتتاحيتها إن البابا فرانشيسكو أقرّ مؤخرًا بتراجع جهود الفاتيكان في عملية إصلاح “عادات” الكنيسة الكاثوليكية، المتمثّلة في إنكار جرائم الاعتداء الجنسي لرجال الدين والتّستّر عليها، موضحًا أن هناك من رجال الكنيسة “من لا يزال غير قادر على الرؤية بوضوح”.
وذكرت الصحيفة أن الكشف عن سلوك جنسي مسيء في الكنيسة الفرنسية خلال الآونة الأخيرة، حطّم أوهام مضي السلطة الكنيسة قُدمًا نحو إرساء شفافية مساءلة التسلسل الهرمي بشأن قضايا الاعتداء الجنسي.
نموذج فرنسي
وحسب الصحيفة فقد تبلورت هذه المعضلة في اعتراف رئيس أساقفة بوردو الكاردينال جان بيير ريكارد (تقاعد عام 2019) بأنه “أساء التصرّف” مع فتاة تبلغ من العمر 14 عامًا قبل 35 سنة.
علمًا أن ريكارد قضى في منصبه مدة طويلة دون أن يبلّغ عنه أحد، حتى في ذروة الكشف عن فضائح الاعتداءات الجنسية في فرنسا والولايات المتحدة وفي جميع أنحاء العالم خلال السنوات الأخيرة.
ويخضع جان بيير الآن للتحقيق من قِبل المدّعين في مرسيليا الفرنسية بتهم “الاعتداء الجنسي”.
تباطؤ
وعلى الرغم من تشديد البابا على أنه لا تراجع عن الإصلاحات المعتمدة داخل الكنيسة، وتكريس مبدأ عدم التسامح مطلقًا مع من يخالف القانون داخل التسلسل الكنسي، توضّح واشنطن بوست أن التباطؤ في التبليغ عن الانتهاكات لا يزال مستمرًا.
وأكّدت أن الفضائح التي سُجّلت خلال العقدين الماضيين يُنظر إليها على أنها فضح نصف الكرة الأرضية الشمالية فقط، بحيث لم يُبلَّغ سوى عن نسبة قليلة جدًا من الاعتداءات في الدول الفقيرة.
وأوضحت أن الحكم على جهود الفاتيكان في محاربة هذه الظاهرة، سيتم بناء على مدى التقدم الذي أحرزه في محاربة الانتهاكات الجنسية.