هل تدفع حادثة بولندا لزيادة تسليح أوكرانيا؟
واشنطن – تنفس الأميركيون الصعداء بعد إعلان الرئيس البولندي أندريه دودا أن الصاروخ الذي وقع دخل أراضي بولندا -الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO)- وقتل شخصين كان “حادثا مؤسفا” من الجانب الأوكراني، وليس “هجوما متعمدا” من الجانب الروسي.
وقال الرئيس البولندي إن الدفاعات الأوكرانية هي مصدر الصاروخ بصورة شبه مؤكدة.
وجاءت تصريحات الرئيس البولندي بعد ساعات من الترقب والقلق اعترت واشنطن، التي أكدت منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا أنها ستدافع عن كل شبر من أراضي دول الناتو طبقا للبند الخامس من اتفاقية تأسيس الحلف، والذي يتعلق بالدفاع المشترك بين دول الحلف. كما أثار انفجار الصاروخ قلقا عالميا ومخاوف من امتداد الحرب في أوكرانيا إلى البلدان المجاورة.
اللوم على روسيا
وفي حديث مع الجزيرة نت، أشار روبرت بيرسون أستاذ العلاقات الدولية والخبير العسكري في أكاديمية ويست بوينت العسكرية، إلى أنه من حسن الحظ تأكيد بولندا أن “هذه الحادثة نتجت عن صاروخ أوكراني كان يستهدف هجوما صاروخيا روسيا قادما، وقد أخذت القيادة البولندية وقتها وتشاورت مع حلفائها في حلف شمال الأطلسي قبل الرد على التقارير الأولية التي تفيد بأن صاروخا روسيا قد ضرب بولندا”.
وأضاف بيرسون أن وفاة مواطنين بولنديين اثنين أمر مأساوي، ولكن تم الاعتراف به باعتباره ضررا جانبيا مؤسفا للدفاع عن النفس في أوكرانيا، مشيرا إلى أن “هذا الحدث يسلط الضوء على التهديد المستمر الذي تشكله هجمات الصواريخ الروسية المتهورة والوحشية ضد البنية التحتية الأوكرانية والسكان المدنيين”.
زيادة الضغط على أميركا وحلفائها
وفور الإعلان عن سقوط صاروخ داخل الأراضي البولندية، اجتمع قادة الدول الأعضاء بحلف الناتو من المشاركين في قمة الـ20 بمدينة بالي بإندونيسيا، وأكد قادة كل من الولايات المتحدة وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وهولندا وإسبانيا والمملكة المتحدة على إدانة “الهجمات الصاروخية البربرية التي وجهتها روسيا إلى المدن الأوكرانية والبنية التحتية المدنية”.
وأعرب القادة عن دعمهم لبولندا، والتأكيد “على دعمنا الثابت لأوكرانيا والشعب الأوكراني في مواجهة العدوان الروسي المستمر، وعن استعدادنا المستمر لمحاسبة روسيا على هجماتها الوقحة على المدن الأوكرانية”.
وفي حديثه للجزيرة نت، أشار روبرت بيرسون إلى “أنه لو لم تكن موسكو تطلق النار على أهداف قريبة جدا من حدود حلف شمال الأطلسي لما وقع هذا الحادث”، وتوقع أن يؤدي ذلك إلى زيادة الضغط على الولايات المتحدة وغيرها من حلفاء الناتو لإرسال أنظمة إضافية مضادة للصواريخ والطائرات من دون طيار إلى أوكرانيا، قائلا إن “هذا هو أكثر ما يحتاجون إليه بشكل عاجل للدفاع عن مدنهم وعن البلدان المجاورة في المستقبل”.
من ناحية أخرى، أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن -خلال كلمة أمام الاجتماع السابع لمجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية- تفهم بلاده “لاحتياجات أوكرانيا الأكثر إلحاحا”.
وأشار الجنرال أوستن إلى أن روسيا تواجه انتكاسة تلو الأخرى في ساحة المعركة، وتضع المدنيين الأوكرانيين والبنية التحتية المدنية في مرمى أنظارها.
وكانت إدارة الرئيس جو بايدن قد أعلنت الاثنين الماضي حزمة أخرى من مبادرة المساعدة الأمنية الأوكرانية بقيمة 400 مليون دولار، ليبلغ إجمالي المساعدات العسكرية الأميركية نحو 18.6 مليار دولار منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا.
وأكد أوستن أن واشنطن تعمل على بذل “المزيد من الجهد لتلبية احتياجات الدفاع الجوي العاجلة في أوكرانيا، والتي من الممكن أن تساعد في حماية البنية الأساسية للطاقة في أوكرانيا وتوفير الحرارة والدفء لأطفالها”.