رغم تأكيدات زيلينسكي.. ما مصلحة أميركا والغرب بتبرئة روسيا من صاروخ بولندا؟
لم تكن روسيا من أطلق الصاروخ في بولندا، وتم تطويق الحادث ضمن ارتدادات محدودة لم تتجاوز مسارعة أعضاء الناتو لإبداء الانشغال والتعاطف والاستعداد لمؤازرة دولة عضو.
ولم تمنع هذه الحقيقة بحسب واشنطن أن تستمر التحقيقات لاستكمال صورة ما حدث، على وقع إشارة إيجابية من موسكو التي أشادت باحترافيتها في التعامل مع الموضوع، مقابل ما وصفه المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف بتصريحات تشكل استفزازا متعمدا صدرت عن القيادة الأوكرانية وغيرها.
وفي تحليل حادث الصاروخ في بولندا، فسر دونالد جنسن الدبلوماسي الأميركي السابق في موسكو -في حديثه لبرنامج ما وراء الخبر- التسارع الغربي لاحتواء هذه الأزمة مبكرا بأنها تثبت مدى خطورة العدوان الروسي على أوكرانيا، حيث قد تؤدي إلى أزمة عالمية.
كما أن أوكرانيا تقاتل من أجل استمراريتها ضد حرب روسية قاسية عدوانية، ولذلك كان من الطبيعي أن تكون هناك توقعات بسوء تصرف روسيا كرة أخرى، كما أنه كان هناك تدقيق غربي دقيق للحادثة، حيث كانت إدارة بايدن حريصة جدا لكشف تفاصيل الحادث.
وعلى الجانب الروسي، كانت موسكو مندهشة من هستيريا زيلينسكي الذي بدأ بدعوة الناتو للانضمام للمعارك، وكأن روسيا تهاجم بولندا ويذكر بالمعارك المحورية في التاريخ لتوجيه رسالة للدول الغربية لمواجهة مباشرة مع روسيا، حسب قول أستاذ الصحافة الدولية بجامعة موسكو للعلاقات الدولية ألكسندر غورنوف.
وعلق على رد فعل بولندا بأنها تنشر الكراهية ضد روسيا وتحاول أن تزيد الأوضاع صعوبة، رغم نفيها أن يكون هذا الصاروخ روسيًّا، حسب ما جاء في تصريحاتها الرسمية.
يذكر أن الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ قال في ختام الاجتماع إنه لا تأكيدات لدى الحلف على أن إطلاق الصاروخ على بولندا كان متعمدا ولا على أن روسيا تقوم بأعمال ضد الناتو.
وبين الشبهات والاتهامات جاء الموقف الأميركي من أعلى مستوى ليؤكد أنه لا يد لروسيا في الصاروخ الذي سقط على الأراضي البولندية، دون أن يلغي ذلك ضرورة التحقيق والاجتماع بين سفراء الممثلين للدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي.
كما عاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ليؤكد مجددا في آخر تصريحاته أن الصاروخ الذي سقط في الأراضي البولندية روسي.