الاخبار العاجلةسياسة

فيديو الأسير الإسرائيلي.. رسائل القسام تفرض ملف الأسرى على أجندة حكومة نتنياهو

غزة- القدس المحتلة- حقق مقطع فيديو قصير بثته كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مساء أمس الاثنين، يظهر الجندي الإسرائيلي الأسير لديها في غزة، أفيرا منغستو؛ الهدفَ الذي أرادته، بإثارة الأوساط السياسية والأمنية في إسرائيل، ووضع رئيس أركان جيش الاحتلال الجديد هرتسي هليفي أمام تحد بمجرد تسلمه منصبه خلفا لأفيف كوخافي.

وكان للرسالة المصورة القصيرة، التي ظهر فيها منغستو متحدثا باللغة العبرية “إلى متى سأظل هنا أنا ورفاقي بعد هذه السنوات الطويلة من المعاناة والألم؟ أين دولة وشعب إسرائيل من مصيرنا؟”، وقعها الواضح لدى أسرته، والأوساط الإسرائيلية، التي تناولت بالتحليل رسائل كتائب القسام، ومصير واحتمالات إنجاز صفقة تبادل أسرى.

وقالت كتائب القسام في رسالتها “إننا نؤكد فشل رئيس الأركان الإسرائيلي السابق أفيف كوخافي ومؤسسته وكذبه على شعبه وحكومته بإنجازات مدعاة وموهومة، وعلى خلفه هليفي أن يعد نفسه لحمل أعباء هذا الفشل وتوابعه”.

رسائل القسام

وحدد القيادي البارز في حماس الدكتور إسماعيل رضوان -في حديثه للجزيرة نت- رسائل عدة أرادتها كتائب القسام من وراء بث هذه الرسالة المصورة في هذا التوقيت، وقال “هي رسالة مهمة ومتزامنة مع مراسم التسلم والتسليم لرئاسة أركان الاحتلال”.

وفي مقدمة هذه الرسائل -وفقا لرضوان- رسالتان، “الأولى موجهة لكوخافي الذي يكذب على شعبه، وما صرح به من تطور في ملف الأسرى وصفقة التبادل مع المقاومة الفلسطينية، والثانية تحد من المقاومة لخلفه هليفي، بأنها لن تنسى أسراها، ولن يرى أسرى العدو النور قبل أن ينعم أسرانا بالحرية”.

وتثبت كتائب القسام مرة بعد أخرى أنها تدير هذا الملف باحترافية عالية، وأن الأسرى في سجون الاحتلال على سلم أولوياتها، وأن سعيها لتحريرهم لن يتوقف بكل الوسائل، وفق تأكيد القيادي في حماس والوزير السابق في حكومتها العاشرة.

وقال رضوان “هي رسالة قوة من كتائب القسام بأنها قادرة على فرض شروطها على الاحتلال الصهيوني، وإجباره إن آجلا أم عاجلا للرضوخ لمطالبها بإنجاز صفقة تبادل مشرفة”.

وحول ما إذا كانت حماس تعتقد بأن فيديو لإسرائيلي من أصل إثيوبي يمكن أن يحرك ملف صفقة التبادل، يرى رضوان أن الفيديو حمل “رسائل واضحة وأخرى مبطنة” وقد وصلت بالفعل للاحتلال، وقال “كتائب القسام تدرس خطواتها جيدا وكل شيء لديها له ثمن”.

وما هو الثمن من وراء بث رسالة منغستو؟ يجيب رضوان “كان بث الفيديو ضروريا لتأكيد صدقية كتائب القسام بأنها تمتلك أوراق قوة، مهما حاول الاحتلال تكذيب ذلك وخداع شعبه بأن “لا أسرى أحياء في غزة”، وقد كان ظهور منغستو وكلمات رسالته القصيرة واضحة في هذا الخصوص.

الصفقة أو النسيان

وأضاف رضوان “بعد هذه الرسالة لم يعد من سبيل أمام الحكومة الصهيونية المتطرفة الجديدة سوى تحديد موقفها إما بصفقة تبادل تلبي شروط المقاومة أو سيغرق أسراها في غياهب النسيان”.

وبهذا الخيار أعاد رضوان التذكير بتهديد رئيس المكتب السياسي لحماس في غزة يحيى السنوار، منتصف الشهر الماضي، واضعا إسرائيل أمام مهلة محددة وقصيرة لاختيار أحد احتمالين: إما صفقة تبادل، أو اعتبار أسراها في عداد المفقودين للأبد.

ويعتقد رضوان أن “المقاومة التي نجحت في الاحتفاظ بأسرى العدو لـ9 سنوات، محققة نجاحا أمنيا وعسكريا، قادرة على فرض إرادتها على الاحتلال، وإجباره على صفقة تبادل بما تمتلكه من أوراق قوة، وما أظهرته حتى اللحظة هو جزء من الصيد الثمين الذي تمتلكه، مهما حاول الاحتلال التقليل من حجم الصدمة”.

اقرأ ايضاً
"الصحة الخليجية": الجرعة الثالثة كافية لمواجهة "أوميكرون"

وفي أبريل/نيسان عام 2016، أعلنت كتائب القسام -لأول مرة- عن وجود 4 جنود إسرائيليين أسرى لديها، من بينهم الجنديان شاؤول آرون وهدار غولدن اللذان أسرتهما خلال الحرب الثالثة على غزة عام 2014، إضافة إلى منغستو وهشام السيد وقد دخلا إلى غزة في ظروف غامضة.

وتتمسك كتائب القسام بإنجاز صفقة تبادل تصفها بـ”المشرفة” وتعد بها أهالي الأسرى وتطلق عليها “وفاء الأحرار 2″، تضمن تحرير أسرى من ذوي الأحكام العالية في سجون الاحتلال، بعد نجاحها عام 2010 في انجاز صفقة “وفاء الأحرار 1” وتحرر بموجبها 1027 أسيرا وأسيرة، في مقابل إطلاق الجندي جلعاد شاليط الذي أسرته في منتصف عام 2006.

وفي شأن أسماء الأسرى القادة التي تداولتها الصحافة الإسرائيلية، وتطالب بهم المقاومة، لم يشأ رضوان التعقيب على هذا الأمر، واكتفى بالقول “لدى المقاومة شروطها ومعاييرها لإنجاز صفقة مشرفة ولا بد للاحتلال من الرضوخ لتحرير أسراه”.

تفاعل إسرائيلي

وعلى الجانب الإسرائيلي، وضع فيديو منغستو قضية صفقة التبادل مجددا على أجندة الحكومة الإسرائيلية الجديدة، واهتمامات المستويين العسكري والأمني في تل أبيب مع تعالي الأصوات التي تطالب بتعيين منسق لشؤون الأسرى والمفقودين في مكتب رئيس الحكومة خلفا ليارون بلوم، حيث ما زال المنصب شاغرا منذ أكثر من شهرين.

ويعتقد آيال عليمه المحلل العسكري للإذاعة الإسرائيلية الرسمية “كان”، أن حماس ببثها فيديو لإسرائيلي من أصول إثيوبية، حققت إنجازا في معركة الوعي والحرب النفسية التي تخوضها مع إسرائيل في ملف تبادل الأسرى.

وقال المحلل العسكري الإسرائيلي للجزيرة نت إن توقيت نشر الفيديو خلال تنصيب هليفي خلفا لكوخافي، الذي تحدث عن فشل المؤسسة الإسرائيلية في إنجاز صفقة تبادل وإعادة الأسرى الإسرائيليين خلال ولايته، بمثابة إنجاز إضافي لحماس، حيث يفهم وكأنها على دراية بما يفكر به الجانب الإسرائيلي.

ورجح أن بث الفيديو بمثابة ورقة ضغط من قبل حماس على حكومة بنيامين نتنياهو، عبر محاولتها خلق حالة من الاحتجاجات والمظاهرات التي قد تدفع الحكومة الجديدة للتوجه نحو إتمام صفقة التبادل.

غير أن المحلل الإسرائيلي استبعد أن يسهم ذلك في تحقيق مطالب حماس والثمن الباهظ الذي تطالب به في مقابل إنجاز صفقة تبادل شاملة، بسبب عدم تفاعل الرأي العام الإسرائيلي مع ملف المدنيين المحتجزين لدى حماس.

واستذكر عليمه نشر حماس فيديو الإسرائيلي هشام السيد قبل 6 شهور، والذي لم يسهم بتأليب الرأي العام الإسرائيلي ولم يخلق حالة احتجاجات في الشارع الإسرائيلي، ولا حتى أي تقدم أو نتيجة على مستوى المفاوضات، مشيرا إلى أن حماس عبر هذه الفيديوهات تسعى لتحقيق إنجازات على غرار ما حققته بصفقة الجندي شاليط.

وعن أسباب عدم تفاعل المجتمع الإسرائيلي مع فيديوهات منغيستو والسيد، عزا المحلل العسكري ذلك إلى أنهما من أصول إثيوبية وعربية وينحدران من طبقات مجتمعية مهمشة في إسرائيل، وليسا من اليهود الغربيين أو حتى الشرقيين، وهو ما يحول دون التفاعل والاحتجاجات الواسعة.

وقال إن هناك فجوة بالمفاوضات والمطالب بين حكومات إسرائيل وحماس، كما أن المجتمع الإسرائيلي يعيش حالة إجماع وتوافق بضرورة عدم دفع ثمن باهظ مقابل صفقة تبادل، وذلك على الرغم من تلميحات حماس بين الحين والآخر بأن الجنديين الأسيرين أرون وغولدين على قيد الحياة.

واستنادا لذلك، شكك المحلل العسكري في أن توافق الحكومة الإسرائيلية على إتمام صفقة تبادل بالشروط والمطالب وقائمة الأسماء التي تحددها حركة حماس، حيث تنظر إسرائيل لملف السيد ومغنيستو على أنه “قضية إنسانية”، بينما تعتبران الجنديين الآخرين في عداد القتلى.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى