الاخبار العاجلةسياسة

قبيل الانتخابات الماليزية.. هذه خارطة التحالفات الحزبية وتوقعات التصويت

كوالالمبور- بدت الطالبة الجامعية ريا كوار سعيدة جدا بمشاركتها لأول مرة في التصويت للانتخابات التشريعية غدا السبت، وذلك بعد خفض عمر من يحق لهم التصويت إلى 18 عاما بعد أن كان 21 عاما، وهو ما زاد عدد الناخبين لأول مرة إلى ما يزيد على 4 ملايين ناخب، ونحو مليوني ناخب آخر أدمجوا ضمن قوائم الناخبين بسبب إدخال نظام التسجيل التلقائي اعتمادا على السجلات الحكومية، ليرتفع عدد المقترعين بالمجمل  إلى نحو 21 مليونا.

وريا ناشطة طلابية تشجع على المشاركة السياسية، وتقول للجزيرة نت إن كثيرا ممن يحق لهم التصويت لا يعلمون حقوقهم بعد دخول قانون الانتخاب عند الثامنة عشرة حيز التنفيذ.

وتجد ريا وزملاؤها من جامعة تيلرز الخاصة صعوبة في التمييز بين البرامج الانتخابية للأحزاب، لكنها تدعو إلى إلغاء قانون يحظر الأنشطة السياسية في الجامعات، واستبداله بقوانين تعزز المشاركة السياسية من خلال اتحادات الطلاب وانتخابات المجالس المحلية والبلديات.

أما أحمد نقي الدين الذي تخرج لتوه من الجامعة، فيثمن البرامج الانتخابية التي وعدت بتقديم حوافز طائلة للشباب، لكنه قال للجزيرة نت إن الأوليات يجب أن تتصدر المشاكل التي تواجهها البلاد مثل مواجهة غلاء المعيشة والتصدي لمشكلة الفيضانات المتكررة، وشدد على أن رفع الحد الأدنى للأجور لا يعالج مشكلة التضخم، ودعا الحكومة المقبلة إلى البحث عن وسائل للسيطرة على التضخم المستمر في الأسعار.

أنور إبراهيم رئيس حزب عدالة الشعب يكافح للمرة الرابعة من أجل الفوز برئاسة الوزراء. Malaysia's opposition leader Anwar Ibrahim delivers a speech during his campaign rally for Malaysia's general election in Ulu Klang, Selangor, Malaysia November 16, 2022. REUTERS/Hasnoor Hussain
أنور إبراهيم رئيس حزب “عدالة الشعب” يكافح للمرة الرابعة من أجل الفوز برئاسة الوزراء (رويترز)

منافسة الشيوخ

بانفعال واضح، ترفض مجموعة من الشباب تنتمي لمختلف الأعراق الماليزية، فكرة هزيمة مرشحهم زعيم تحالف الأمل، زعيم المعارضة أنور إبراهيم الذي ينتظر الوصول إلى سدة الحكم منذ نحو 24 عاما، وقد تجمعوا بالقرب من كوالالمبور في إطار حملة انتخابية لصالح تحالف الأمل، وذلك لدى سؤال للجزيرة نت عن رأيهم بحظوظ أنور إبراهيم.

يفضل جون فيلا -الهندي الأصل- مرشحين من فئة الشباب، إلا أنه يقول إنه سينتخب عزيزة إسماعيل زوجة أنور إبراهيم التي تترشح عن دائرته، والبالغة من العمر 70 عاما، وذلك لأنه يرفض من تدور حولهم شبهات فساد، وهو يشير إلى مرشحي ائتلاف الجبهة الوطنية الحاكم، أو من يغيرون ولاءهم ويتنكرون لناخبيهم، في إشارة إلى مرشحي تحالف العقد الوطني، وهو تحالف يصبغه منشقون عن أحزاب مختلفة ويقوده رئيس الوزراء السابق محيي الدين ياسين.

ويقول فيلا، الذي يبدو في العشرينيات من عمره، إنه يؤيد جيلا جديدا من المرشحين، لكن مرشحي الأطراف الأخرى لا يمثلون الجيل الجديد ولا يتصفون بالنزاهة.

غير بعيد تهتف مجموعة من أنصار تحالف الجبهة الوطنية لمرشحها الصيني الأصل في نفس الدائرة، ويقول عدنان سامان إن مرشحه يمثل الشباب والتنوع، فهو يبلغ من العمر 59 عاما، مقارنة بمنافسيْه اللذين تجاوزا 70 عاما، كما أنه يمثل التنوع الديني والعرقي، حيث إنه مرشح صيني في دائرة تسكنها أغلبية ملايوية.

شعارات الانتخابات الماليزية المصدر الجزيرة
69 حزبا مسجلا تخوض السباق الانتخابي (الجزيرة)

إحباط وشرذمة

ويجمع ممثلو الأحزاب على ضخامة التحدي الذي تواجهه قبيل الانتخابات الخامسة عشرة، ولا سيما أن 69 حزبا سياسيا تخوض الانتخابات وتتوزع على 6 كتل حزبية رئيسية.

وبينما توقعت مراكز أبحاث واستطلاعات رأي هزيمة مدوية لرئيس الوزراء السابق مهاتير محمد (97 عاما)، فقد سخر مهاتير من محاولات أنور إبراهيم المتكررة للوصول إلى منصب رئيس الوزراء، واعتبره مرشحا دائما.

وقد استبعدت استطلاعات للرأي فوز أي من الكتل الحزبية في الانتخابات المزمعة السبت 19 نوفمبر/تشرين الثاني، ورجح مركز مِرديكا لاستطلاعات الرأي خسارة رموز سياسية كبيرة، وهو ما من شأنه إذا ما حدث أن يعيد تشكيل المشهد السياسي في البلاد.

اقرأ ايضاً
تسهيلات سعودية للمعتمرين المصريين

وفي تقرير أصدره مركز إلهام لاستطلاع الرأي، توقّع أن يتصدر تحالف الأمل عدد مقاعد البرلمان دون الحصول على الأغلبية المطلقة، ويحظى “الأمل” بدعم واسع في أوساط الأقليتين الصينية والهندية.

1000
مهاتير محمد يعوّل على حاجة الأحزاب له بالنظر لعدم قدرة أي منها على الحصول على الأغلبية (أسوشيتد برس)

وتعتمد نتيجة الانتخابات على حجم إقبال الناخبين، بحسب تقارير مراكز أبحاث، ولا سيما الأغلبية الملايوية التي تشكل نسبتها نحو 70% من عدد الساكن الذي يقدر بنحو 33 مليون نسمة.

وتوقعت توزيع أصوات الأغلبية الملايوية على 3 كتل، هي: الجبهة الوطنية وتحالف الأمل والعقد الوطني، وتنذر بتفكك تحالف مهاتير بعد الانتخابات مباشرة، وهو تحالف شكل مؤخرا ويضم أحزابا صغيرة ومنظمات أهلية.

ورغم التعويل على نسبة اقتراع عالية، فإن محللين سياسيين رصدوا عوامل عدة تفيد بفقدان كثير من المواطنين ثقتهم بالسياسيين، أهمها: الفساد الذي أصبح خارجا عن السيطرة، وتغيير الولاءات والقفز من حزب لآخر لتحقيق المصالح الشخصية.

ولذلك صادق البرلمان على قانون بالإجماع يحظر تغيير ولاءات النواب بعد الانتخابات، وغياب كثير من النواب عن دوائرهم وإهمالها بعد وصولهم إلى البرلمان، ثم الترشح في دائرة مختلفة في الانتخابات التالية، بما يجعل الناخبين يتساءلون عن نجاحات الساسة في دوائرهم السابقة، وعن سبب تغيير مكان الترشح.

وأخيرا حملات التشويه وطعن الساسة ببعضهم، وعدم الوفاء بالوعود والتعهدات فيما بينهم، ومثال ذلك أن مهاتير لم يجد من يتحالف معه في هذه الانتخابات وفقد شعبيته إلى حد كبير، حتى أن استطلاعات رأي ومراكز أبحاث توقعت نهاية تاريخه السياسي وتاريخ أسرته، وتفكك حزبه الجديد “بجوانغ” بعد الانتخابات مباشرة.

عزيزة إسماعيل قادت حزب عدالة الشعب أثناء غياب زوجها في السجون قرابة ١٠ سنوات واليوم تكافح من أجل الحفاظ على مقعدها في البرلمان
عزيزة إسماعيل (وسط) قادت حزبها أثناء غياب زوجها في السجن وهي تكافح حاليا للحفاظ على مقعدها في البرلمان (الجزيرة)

فساد وتطرف

ووصف زاهد حميدي رئيس المنظمة اليومية الملايوية المتحدة (أمنو) الذي يقود تحالف الجبهة الوطنية، الانتخابات الخامسة عشرة بأنها أمّ الانتخابات، وحذر من تدمير المبادئ التي قامت عليها ماليزيا بانتخاب المعارضة، واعترف بنجاح المعارضة في لصق شبهات الفساد في التحالف الذي يقوده، وقال في تصريحات للجزيرة نت إن الحكومة المقبلة ستعمل على تغيير هذا الانطباع الذي أصبح سائدا في الأوساط السياسية والشعبية.

وقد بدا زاهد حميدي واثقا بفوز الجبهة الوطنية، ومستعدا للعمل مع جميع القوى السياسية من أجل حكومة وطنية، وذلك وسط شائعات تشير إلى تفاهم مع أنور إبراهيم لتشكيل تحالف جديد تفرزه نتيجة الانتخابات.

لكن أنور إبراهيم حذر من أن يضطر تحالفه إلى تقديم تنازلات لمن وصفهم بالفاسدين أو المتطرفين الإسلاميين (في إشارة إلى الحزب الإسلامي)، في حال لم يحصل تحالف على الأغلبية المطلقة التي تمكنه من تشكيل حكومة.

أما مهاتير محمد، فيعوّل على حاجة الأحزاب له في ظل عدم قدرة أي منها على الحصول على الأغلبية، وقال في تصريح للجزيرة نت إنه سوف يشكل حكومة تستبعد المجرمين الذين أدينوا بتهم فساد وسرقة أموال الشعب.

وكانت تصريحات لقادة في الحزب الإسلامي الماليزي (باس) قد أثارت جدلا وسعا في الأوساط السياسية، واضطر أحد قادة الحزب إلى التراجع عن تصريحات في إطار الحملات الانتخابية قال فيها إن من لا ينتخب حزبه سوف يذهب إلى الجحيم، وأعلن محامي أنور إبراهيم نيته مقاضاة قيادي آخر لاتهامه بالترويج للشذوذ الجنسي.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى