الاخبار العاجلةسياسة

لماذا ترحب إدارة بايدن بتقرير الجيش الإسرائيلي بشأن مقتل أبو عاقلة؟

واشنطن- رحبت إدارة الرئيس جو بايدن بتحقيقات إسرائيل بشأن حادث مقتل الزميلة شيرين أو عاقلة. ودعت واشنطن إسرائيل إلى المحاسبة وتعديل الإجراءات الخاصة بالعمليات العسكرية، بعد الكشف عن نتائج التحقيقات النهائية الخاصة بمقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة.

واختار بايدن، الذي شارك وتحدث في عدة فعاليات أمس في ولايتي ويسكونسن وبنسلفانيا، تجاهل التطرق إلى خبر انتهاء تحقيقات الجيش الإسرائيل حول مقتل شيرين أبو عاقلة.

وكان بيان للجيش الإسرائيلي قد ذكر أنه بعد ختام تحقيقاته بملابسات مقتل الصحفية الفلسطينية، الاثنين، فإن هناك “احتمالا كبيرا أن أحد جنوده هو الذي أطلق النار عليها، ولكن لا يمكن تأكيد ذلك”.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، في بيان صدر مساء أمس الاثنين “نرحب بمراجعة إسرائيل للحادثة المأساوية، ونجدد التأكيد على أهمية المحاسبة في هذه القضية، كالسياسات والإجراءات التي قد تحول دون حصول حوادث شبيهة في المستقبل”.

وأضاف أن “قلوبنا تظل مع عائلة أبو عاقلة، في فترة حزنهم على خسارتهم العميقة، ومع الكثيرين غيرهم حول العالم، ممن جلبت شيرين تقاريرها الصحفية إلى منازلهم لأكثر من عقدين من الزمان”.

واختتم برايس بيانه بالقول إن “شيرين لم تكن مواطنة أميركية فحسب، بل كانت مراسلة لا تعرف الخوف، وكسبت بصحافتها وملاحقتها للحقيقة احترام الجماهير حول العالم”.

في الوقت ذاته، لم يصدر عن عدد من أعضاء مجلس الشيوخ -يزورون إسرائيل حاليا- أي رد فعل على تقرير الجيش الإسرائيلي. ويترأس وفد مجلس الشيوخ السيناتور بوب مينينديز، ديمقراطي من ولاية نيوجيرسي، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية. ويضم الوفد السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام من ولاية كارولينا الجنوبية، والسيناتورة الجمهورية مارشا بلاكبيرن من تينيسي، والسيناتورة الجمهورية سيندي هايد سميث من ولاية ميسيسبي.

لا جديد في موقف إدارة بايدن المتواطئ مع إسرائيل

منذ اليوم الأول لمقتل شيرين أبو عاقلة قبل 4 أشهر، انتقدت واشنطن، على خجل، استخدام إسرائيل للقوة والاعتداء على المشيعين خلال مراسم تشييع جنازة هذه الصحفية دون أن تُطالب إسرائيل بفعل أي شيء أو تغيير سياستها، رغم حمل أبو عاقلة للجنسية الأميركية، ولم تطلب واشنطن المشاركة في التحقيقات، واكتفت بتبني الموقف الإسرائيلي الداعي لإجراء تحقيقات مشتركة في الحادث.

وتأرجح موقف إدارة بايدن بعد ذلك بين محاولات إخفاء حقيقة ما جرى ومجرد الإشارة الخجولة بالاتهام لإسرائيل.

ولم تشفع جنسية شيرين الأميركية عند إدارة بايدن للضغط على إسرائيل وتحميلها مسؤولية قتلها، في وقت تبنى فيه البيت الأبيض بصورة كاملة الرواية الإسرائيلية للجريمة.

تحقيقات أميركية ودولية تدين الاحتلال

في 12 يونيو/حزيران الماضي نشرت صحيفة “واشنطن بوست” (The Washington Post) نتائج تحقيقها الخاص الذي يشير إلى أن جنديا إسرائيليا “أطلق النار على الأرجح صوب شيرين أبو عاقلة وقتلها”.

وفي 20 من الشهر ذاته نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” (The New York Times) ما وصفته بأنه “تحقيق استمر شهرا” خلص إلى أن “الرصاصة التي قتلت شيرين أطلقت من موقع قريب للتجمع العسكري الإسرائيلي على الأرجح من قبل جندي من وحدة النخبة”.

اقرأ ايضاً
السعودية تدعو لحل الخلاف الجزائري المغربي بعد قطع العلاقات الدبلوماسية

وخلصت إلى النتائج نفسها تحقيقات مستقلة أجرتها وكالة “أسوشيتد برس” (Associated Press) وشبكة “سي إن إن” (CNN).

وفي 24 يونيو/حزيران الماضي خلصت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إلى أن شيرين أبو عاقلة قتلت برصاصة أطلقها الجيش الإسرائيلي، وذلك بناء على معلومات قدمها الجيش الإسرائيلي والنائب العام الفلسطيني، فضلا عن مراجعة الصور ومقاطع الفيديو والمواد الصوتية وزيارة مكان الحادث واستشارة الخبراء ومراجعة الاتصالات الرسمية وإجراء مقابلات مع الشهود.

وخلال زيارته لمدينة بيت لحم في يوليو/تموز الماضي، اضطر بايدن للحديث عن شيرين أبو عاقلة، ودعا إلى إجراء تحقيق، وتعهد بمحاسبة المسؤولين عن مقتلها، وقال “ستواصل الولايات المتحدة الإصرار على سرد كامل وشفاف لوفاتها، وسنواصل الدفاع عن حرية الإعلام في كل مكان بالعالم”.

وعلى العكس من التحقيقات المستقلة، خلص الموقف الرسمي الأميركي إلى أن إطلاق النار من جانب الجيش الإسرائيلي كان “مسؤولا على الأرجح” عن مقتل شيرين أبو عاقلة، لكن “لا يوجد سبب للاعتقاد بأن هذا كان متعمدا”.

كما أعلنت واشنطن أن منسق الأمن الأميركي الخاص بين الفلسطينيين والإسرائيليين الجنرال مايكل فينزل خلص بعد الاطلاع على تحقيقين منفصلين أجراهما الجيش الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية، إضافة إلى التحليل الجنائي، إلى أن الصحفية شيرين أبو عاقلة قتلت على الأرجح بإطلاق نار من موقع الجيش الإسرائيلي.

حدود الضغط الأميركي على إسرائيل

ودخل الكونغرس على خط الضغط على البيت الأبيض للتدخل في تحقيقات مقتل أبو عاقلة، وقدم المشرعون التقدميون تعديلا على ميزانية وزارة الدفاع لإجبار وزارة الخارجية ومكتب التحقيقات الفدرالي -الذي يحقق بانتظام في الجرائم الخطيرة المرتكبة ضد المواطنين الأميركيين في الخارج- على التحقيق في مقتل شيرين أبو عاقلة.

وطالب نحو نصف الديمقراطيين في مجلس الشيوخ بتدخل الولايات المتحدة في التحقيق في اغتيال أبو عاقلة وقاد المبادرة السيناتور كريس فان هولن من ولاية ميريلاند، ووقعها 22 ديمقراطيا، إلى جانب السيناتور بيرني ساندرز عن ولاية فيرمونت، وهو مستقل يمثل 24 من أصل 50 عضوا من مجلس الشيوخ في التجمع الديمقراطي.

لماذا ترفض إسرائيل التحقيق الخارجي أو التحقيق الجنائي؟

من جانبه، اعتبر مدير برنامج الشؤون الفلسطينية الإسرائيلية في معهد الشرق الأوسط بواشنطن خالد الجندي في حوار مع الجزيرة نت أنه “ولسوء الحظ، لا يوجد شيء مثير للدهشة هنا، كلنا نعرف أن جنديا إسرائيليا هو المسؤول عن قتل شيرين. كنا نعلم أيضا أنه لن تكون هناك أي مساءلة حقيقية، لأن الجيش الإسرائيلي أخبرنا أنه لن يكون هناك تحقيق جنائي، وبسبب تاريخه الطويل من الإفلات من العقاب الداخلي”.

وأشار الجندي إلى الحقيقة التي تدفع إسرائيل للرفض القاطع لإجراء أي تحقيق مستقل، وقال إنه “بالإضافة إلى ذلك، فإن أي تحقيق جاد وشفاف من شأنه بالضرورة أن يفتح قواعد الاشتباك للجيش الإسرائيلي ويفتح لوائح إطلاق النار أمام التدقيق الخارجي، وهو أمر لا تريد المؤسسة العسكرية القيام به. كما أنه ليس من المستغرب أن تستمر إدارة بايدن في وضع ثقتها في قدرة إسرائيل على التحقيق بنفسها، رغم سجلها السيئ في هذه الشأن”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى