وتحقق الحلم.. قطر تستعد لافتتاح أول كأس عالم في المنطقة العربية
تشهد قطر اليوم افتتاح كأس العالم 2022، في أضخم حدث رياضي ينظم للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط، وبداية من حفل الافتتاح الذي يحتضنه ملعب البيت في منطقة الخور، سيكون العالم على موعد مع بطولة استثنائية مختلفة عن كل ما حدث طوال 90 عاما من تاريخ المسابقة.
وقبل حلول اللحظة الحاسمة، بحساب توقيت المونديال، في السابعة من مساء اليوم الأحد، وعندما يطلق الحكم الإيطالي دانيلي أورساتو صافرة انطلاق المباراة الافتتاحية بين قطر والإكوادور، ستكون تلك اللحظة بمثابة بداية التحدي ليس فقط ليحقق المنتخب القطري المستضيف نتائج لافتة في مشاركته الأولى في البطولة، بل لإثبات نجاح قطر كأول دولة عربية تنال شرف تنظيم مسابقة بحجم كأس العالم.
احتضان كأس العالم لكرة القدم كان بمثابة رحلة تحد طويلة بدأت قبل نحو 12 عاما، وتستمر حتى 18 ديسمبر/ كانون الأول المقبل موعد نهائي المونديال والذي يصادف اليوم الوطني لدولة قطر.
وخصصت قطر ميزانية ضخمة للإعداد لتنظيم كأس العالم عبر تجهيز بنية تحتية متكاملة، وإنشاء 7 من الملاعب الـ 8 التي ستسضيف 64 مباراة في البطولة.
حلم عربي
وفضلا عن أن تنظيم قطر للمونديال، سيكون حدثا عربيا بامتياز، وشرفا تتقاسمه كل الدول العربية، فإن النهائيات تشهد مشاركة 4 منتخبات عربية وهي قطر المستضيف والسعودية عن منطقة آسيا وتونس والمغرب عن منطقة أفريقيا.
وتتباين حظوظ هذه المنتخبات في الصعود إلى الدور الثاني، وذلك بعد أن حلت في مجموعات تبدو صعبة للبعض ومتوازنة للبعض الآخر.
ويلعب منتخب قطر ضمن المجموعة الأولى بجانب منتخبات السنغال وهولندا، إضافة إلى الإكوادور، المنتخب الذي سيكون منافسا للعنابي في المباراة الافتتاحية.
ورغم أنه يخوض كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه، يتطلع منتخب قطر إلى أن يكتب صفحة ناصعة في تاريخ البلاد من خلال الصعود للدور الثاني على الأقل رغم أن منافسيه السنغال، التي ستحرم من أيقونتها ساديو ماني، أفضل لاعب في أفريقيا 2022، وهولندا سيكونان خصمين صعبين.
أما في المجموعة الثالثة فسيكون منتخب السعودية الذي يخوض النهائيات السادسة في تاريخه، ضمن مجموعة قوية جدا ويصنفها الخبراء أنها الأكثر صعوبة للمنتخبات العربية، والتي تضم الأرجنتين، بطلة كوبا أميركا 2021 وإحدى الدول المرشحة بقوة للذهاب بعيدا في المسابقة، وبولندا التي يقودها روبرت ليفاندوفسكي أفضل لاعب في أوروبا 2022، فضلا عن المنتخب المكسيكي أحد المنتخبات المتمرسة جدا بكأس العالم.
وفي المجموعة الرابعة يعمل منتخب تونس على تجاوز مصاعبه الأخيرة ليحقق إنجازا عجز عنه في مشاركاته الخمس السابقة ألا وهو التأهل للدور ثمن النهائي.
ويلعب منتخب تونس الثلاثاء أمام نظيره الدانماركي في افتتاح صعب لنسور قرطاج، لكنه سيواجه أيضا خصما آخر لا يقل صعوبة ومراسا وهو منتخب فرنسا بطل النسخة الماضية روسيا 2018، في حين ستكون مباراته الثانية أمام أستراليا.
ويعد منتخب المغرب، بحسب الخبراء أحد المنتخبات العربية المرشحة للبروز في مونديال قطر، وذلك رغم أن القرعة وضعته في مجموعة تبدو صعبة تضم بالخصوص منتخب كرواتيا وصيف بطل العالم 2018، وبلجيكا ثالث النسخة ذاتها، فضلا عن منتخب كندا العائد للسباق المونديالي بعد غياب استمر 36 عاما.
الأرجنتين والبرازيل في صدارة المرشحين للقب
ويعتبر الفنيون وخبراء الساحرة المستديرة أن مونديال قطر 2022 سيكون إيذانا بعودة لقب كأس العالم لأميركا اللاتينية، وذلك بعد أن غاب التتويج الأعظم عن خزائن منتخباتها في آخر 4 نسخ وهي 2006 (إيطاليا) و2010 (إسبانيا) و2014 (ألمانيا) و2018 (فرنسا).
وكانت البرازيل آخر منتخب جنوب أميركي يتوج بالمونديال في كوريا واليابان 2002، لكن الكثير من الترشيحات تصب في خانة منتخب الأرجنتين بقيادة نجمه ليونيل ميسي كأبرز مرشح للتتويج، ومنتخب البرازيل الجاهز بأقوى نجومه.
أما من جانب القارة العجوز فيرجح الخبراء والفنيون أن يكون منتخب فرنسا، رغم تلاحق إصابات لاعبيه، أحد المرشحين للتتويج، والحفاظ على لقبه العالمي، في حين توجد أيضا منتخبات إسبانيا وألمانيا وإنجلترا وبلجيكا بدورها ضمن المرشحين لإحراز لقب مونديال 2022.
المونديال الأخير
وستكون نسخة قطر آخر كأس عالم يشارك فيه عدد كبير من نجوم الساحرة المستديرة، فبعض هؤلاء أفصحوا عن قرارهم النهائي بأن المونديال سيكون “مونديال الوداع” بالنسبة إليهم، في حين لمح آخرون إلى ذلك، لكن بحساب عامل السن، يبدو كأس العالم 2022 آخر فرصة لعدد من اللاعبين البارزين.
ومن بين اللاعبين الذين ينتظر أن يكون “قطر 2022” المونديال الأخير لهم، بطلا العالم في 2018 مع فرنسا، هوغو لوريس وأوليفييه جيرو، فضلا عن نجم وهداف منتخب البرتغال كريستيانو رونالدو ونجم منتخب الأرجنتين وأفضل لاعب في العالم 7 مرات ليونيل ميسي، وأفضل لاعب أوروبي في 2022 هداف بولندا روبيرت ليفاندوفسكي، ونجم كرواتيا لوكا مودريتش، ونجما منتخب أوروغواي لويس سواريز وإيدنسون كافاني وغيرهم.