أغلبية الناخبين الألمان بدؤوا الميل نحو التطرف السياسي
أورد مقال نشرته صحيفة “واشنطن بوست” (Washington Post) الأميركية أن التطرف -يسارا ويمينا- أصبح يسيطر على أغلبية الناخبين الألمان.
وذكر مقال كاتيا هوير كاتبة العمود بالصحيفة أن حجم السخط من سياسات الحكومة خطير، وأظهر مسح حديث أن أكثر من ثلثي الألمان لا يثقون في أن حكومتهم تقوم بعملها، وهو أعلى مستوى من عدم القبول على الإطلاق. ومع ذلك، يُظهر السياسيون في برلين القليل من القلق بشأن هذا الاتجاه.
واستشهد المقال بصعود السياسية اليسارية المتطرفة ساهرا واجنكنخت (53 عاما)، التي صنفتها استطلاعات الرأي على أنها الزعيمة الأكثر شعبية في ألمانيا حاليا. وقالت إنها امرأة تتمتع بشخصية جذابة للغاية في ألمانيا الشرقية السابقة.
معارضة السياسات البعيدة عن الهموم اليومية
وأضاف أن واجنكنخت نجحت في صعودها بمعارضة سياسات الحكومة التي يُنظر إليها على أنها بعيدة بشكل متزايد عن الأشخاص العاديين الذين يعانون من ارتفاع التضخم والآثار الاقتصادية للوباء، مثل عمليات إغلاق فيروس كورونا المستجد، ومعارضة دعم أوكرانيا.
وأشارت إلى أن واجنكنخت لديها مؤيدون ليسوا من اليسار “المتطرف” فقط، بل من أعضاء حزب البديل من أجل ألمانيا الشعبوي اليميني أيضا.
وقالت إنه ومع انخفاض الثقة في الحكومة إلى مستوى قياسي، يتطلع الناس إلى السياسات الراديكالية من أجل الحلول، وكان أبرز هتاف لهم في الاحتجاجات “أنهوا الحرب الآن واشتروا الغاز الرخيص من روسيا”.
انجذاب نحو طرفي الطيف السياسي
وأضافت الكاتبة أنه إذا أضفنا قوة واجنكنخت إلى حزب البديل من أجل ألمانيا الذي يقل نصيبه من الناخبين نقطتين فقط عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم بزعامة المستشار أولاف شولتز، الذي لم يفز إلا بنسبة 18% فقط من الأصوات، وفقا لآخر استطلاع للرأي؛ فيمكن القول إن الأغلبية الساحقة من الناخبين الألمان تنجذب حاليا نحو طرفي الطيف السياسي.
وتختم الكاتبة مقالها قائلة إن السياسيين في برلين يظهرون القليل من القلق بشأن هذا الاتجاه، ودعت التيار السياسي “المعتدل” إلى الحذر، ناصحة إياه بأنه لن يربح قلوب وعقول الشعب الألماني إلا من خلال العمل من أجل مصالحهم.