الاخبار العاجلةسياسة

سافرت 3700 كيلومتر لاستعادة أبنائها من روسيا.. لوباريزيان: ملحمة أمّ في حرب أوكرانيا

“اعتقدت إحدى الأمهات الأوكرانيات أنها تعمل خيرا لمصلحة أبنائها عندما أرسلتهم بعيدا عن مدينة إيزيوم إلى معسكر اقترحه المحتل الروسي، ولكنها اضطرت من أجل استعادهم، بعد أن تقطعت بهم السبل، إلى خوض غمار رحلة طويلة وخطيرة للغاية”.

هكذا لخصت صحيفة “لوباريزيان” (Le Parisien) الفرنسية -في تقرير لكريستل بريغودو مبعوثتها إلى إيزيوم- قصة ليودميلا، تلك المرأة التي ظلت مختبئة لمدة شهرين مع زوجها و3 أطفال و7 جيران، عندما سقطت مدينة إيزيزم في يد الجيش الروسي.

وكان مصدر الترفيه الوحيد المتاح للمختبئين -كما تقول المراسلة- هو الراديو الذي يعمل بالبطارية ويلتقط محطة روسية واحدة، ولا يقدم سوى موسيقى البوب ​​والإعلانات التجارية التي لفت أحدها انتباه الصبي كيريل (10 سنوات)، إذ يتحدث عن مخيم شاطئي وألعاب وكرة قدم وأصدقاء ومدرسة صغيرة في الصباح.

تجد ليودميلا -كما وجد أوكرانيون غيرها بمدينة إيزيوم- إقامة مجانية تقدمها الدولة الروسية “لتحسين صحة الأطفال” في المناطق المحتلة وفق الإعلان، ولذلك خرجت وسجلت كيريل وشقيقه يفغن (16 عاما) على قائمة الأشخاص الذاهبين لقضاء إجازة في روسيا، وبقي ابنها البكر لأن سنه أكبر من المطلوب.

سافر الطفلان في نهاية أغسطس/آب الماضي، مع 50 شابا من إيزيوم وكوبيانسك وبوروفا، لقضاء 3 أسابيع في كراسنودار، بين شبه جزيرة القرم ومنتجع سوتشي الساحلي، حيث المقر الصيفي لرئيس الكرملين، كما تقول مبعوثة الصحيفة.

Firefighters and Ukrainian army soldiers search for bodies of people killed during a Russian attack, among the remains of a building beside a TV tower, in the recently liberated town of Izium
قرية إيزيوم تعرضت لدمار واسع نتيجة القتال الشرس الذي شهدته بين القوات الروسية والأوكرانية (رويترز)

تهمة تعاون مع العدو

لم تفكر الأم قط في مخاطر الانفصال عن أبنائها أثناء الحرب ولا في أنها اختارت طرفا معينا يوم أرسلت أبناءها، ولكن ما قامت به، يعتبر اليوم جنونا في أحسن الأحوال وجريمة في أسوئها، إذ كيف ترسل أولادها للراحة مع العدو؟

اقرأ ايضاً
الأمم المتحدة وروسيا تتوقعان مغادرة أولى شحنات الحبوب الأوكرانية اليوم ولبنان يحقق بشحنة دقيق "مسروقة"

وعندما استعاد الجيش الأوكراني إيزيوم في سبتمبر/أيلول الماضي، كان الكبار موجودين في أوكرانيا بينما الشباب في روسيا، فتواصلت ليودميلا المصابة في قدمها والمذعورة، مع الأمهات الأخريات حتى أصبحن 32 امرأة، وقمن بتنبيه السلطات الأوكرانية إلى ما وقعن فيه، خاصة أن المعسكر أوشك على الانتهاء، والأطفال عالقون في روسيا.

ولكن السلطات الروسية -كما تقول المراسلة- تشترط حضور الأمهات شخصيا لاصطحاب أطفالهن، في حين أن ليودميلا بلا جواز سفر لأنها لم تبرح منطقتها من قبل، فنقلت السلطات الأمهات إلى كييف لاستخراج الأوراق المطلوبة، ليعبرن أوكرانيا ويسافرن بالحافلات عبر بولندا إلى بيلاروسيا.

وكان على ليودميلا أن تقطع 3700 كيلومتر وتقضي الساعات وهي تحاول الالتفاف على خط جبهة القتال البالغ 1500 كيلومتر، وكل ذلك من أجل أن تصل إلى كراسنودار التي لا تبعد أصلا عن إيزيوم سوى 600 كيلومتر، وتلتقي هناك بأبنائها.

ولصعوبة الرحلة، لم تستعد الأمهات بعد أولادهن سوى 3 أمهات.

يقول يفغن “في المخيم الذي كنا فيه، واصلنا الذهاب إلى الشاطئ، كان كل شيء هادئا. لم يكن هناك قصف ولا صفارات إنذار”، وتقول والدته إنهم “درسوا الرياضيات والفيزياء بشكل أساسي”، وهي تفترض أن “نوايا سلطات الاحتلال كانت إثبات سخاء روسيا الكبرى”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى