الاخبار العاجلةسياسة

“نُستخدم كأكباش فداء”.. تقرير في فايننشال تايمز: لماذا تقصف طهران الأكراد الإيرانيين اللاجئين في العراق؟

لعقود من الزمان وجدت جماعات المعارضة الكردية الإيرانية ملجأ نسبيا في العراق المجاور، حيث أقامت قواعد وتمتعت بالمزيد من الحريات هناك.

وفي تقريرهما -الذي نشرته صحيفة “فايننشال تايمز” (Financial Times) البريطانية- قالت الكاتبتان ريا جلبي ونجمة بوزورجمهر إن معاقل المعارضة الكردية تعرضت في الأسابيع الأخيرة إلى وابل من نيران طهران التي أطلقت عشرات الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية عبر الحدود إلى إقليم كردستان العراق.

وبحسب الكاتبتين، فإن إيران تتهم الأكراد الإيرانيين الذين يتخذون من العراق مقرا لهم بدعم الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي اجتاحت البلاد منذ منتصف سبتمبر/أيلول الماضي بعد وفاة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاما.

ونقلت الكاتبتان عن خليل نادري المتحدث باسم حزب الحرية الكردستاني -وهو واحد من جماعات المعارضة الكردية الإيرانية المسلحة المتمركزة في العراق التي تم استهدافها- قوله “يتم استخدامنا ككبش فداء”.

وأوضح نادري أن ما لا يقل عن 19 عضوا من حزب الحرية الكردستاني قتلوا منذ بدء الهجمات على قواعدهم في أواخر سبتمبر/أيلول الماضي، وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن لاجئين إيرانيين -بينهم نساء وأطفال- كانوا من بين ضحايا هجمات الشهر المذكور.

صرف انتباه

ووفقا للكاتبتين، فقد شُنت كل هذه الهجمات لصرف انتباه المجتمع الدولي عن الشؤون الداخلية والوضع في إيران.

وبحسب تقرير نيويورك تايمز، فقد قالت منظمة العفو الدولية إن 305 أشخاص على الأقل لقوا مصرعهم في إيران منذ اندلاع الاحتجاجات، بينهم 41 طفلا على الأقل، وقتل 42 من هؤلاء الأشخاص في الأسبوع الماضي فقط عندما اكتسبت الاحتجاجات زخما في المدن الغربية ذات الأغلبية الكردية، بما في ذلك مهاباد وجافانرود.

اقرأ ايضاً
في انتظار العالقين أو العودة للمنازل المتصدعة.. أهالي حي الغراف باللاذقية يفترشون العراء

وتقول إيران إن هذه الجماعات تقوم بتهريب الأسلحة عبر الحدود وإثارة الاحتجاجات، حيث صرح وزير خارجية البلاد يوم الأربعاء الماضي بأن هناك “76 قاعدة إرهابية” متورطة في مثل هذه الأنشطة، وهي اتهامات تنفيها الجماعات.

وتهدد التوترات المتصاعدة حاليا بإرباك حكومة إقليم كردستان في العراق، والتي دعت إلى التدخل الدولي لوقف الهجمات ولديها علاقات معقدة مع بغداد والأكراد الإيرانيين، وقال مسؤول في حكومة إقليم كردستان إنه “لا يمكن أن تستمر الأمور على هذا النحو، يجب وقف هذه الهجمات، فالمدنيون يموتون واقتصادنا يتعرض لضربة خطيرة”.

موقف بغداد

وتتلقى الحكومة الوليدة لرئيس الوزراء العراقي الجديد محمد شياع السوداني دعما من أطراف وجماعات مسلحة مقربة من طهران، وقد أدان السوداني الهجمات الأخيرة التي شنتها طهران على الأكراد، ووصفها بأنها “انتهاك للسيادة العراقية”.

وذكرت الكاتبتان أنه في اجتماع عقد ببغداد الأسبوع الماضي مع السوداني ومسؤولين حكوميين آخرين هدد إسماعيل قآني قائد فيلق القدس جناح الحرس المسؤول عن عملياته الخارجية بشن غزو بري إذا فشلت بغداد في نزع سلاح الجماعات وتحصين حدودها، وذلك حسب ما صرح به 3 مسؤولين عراقيين وأكراد لصحيفة “فايننشال تايمز”.

وقال السوداني إن حكومة إقليم كردستان رفضت طلبا لنزع سلاح الجماعات الكردية الإيرانية، وهو الأمر الذي نفى مسؤول في حكومة إقليم كردستان حدوثه، وقال المسؤول في بغداد إنه قبل هجمات هذا الأسبوع أرسل السوداني مستشاره للأمن القومي إلى طهران لمحاولة التفاوض لإيجاد حل.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى