ستراتفور: ماذا يعني الفوز الانتخابي للصهيونية الدينية في إسرائيل؟
توقع تقرير نشره موقع ستراتفور الأميركي (Stratfor) عن تأثير فوز اليمين المتطرف (الصهيونية الدينية) على إسرائيل أن يؤدي فوز هذا اليمين إلى المزيد من الدفع بالأجندة القومية المتشددة.
وأضاف أنه ورغم الانتقادات المحتملة من حلفاء إسرائيل مثل الولايات المتحدة والدول الأوروبية ودولة الإمارات، فمن غير المرجح أن تتغير سياساتها تجاه إسرائيل بشكل كبير، لأنها تريد الحفاظ على علاقاتها الإستراتيجية مع إسرائيل.
إعادة تشكيل النظام السياسي الإسرائيلي
وبعد أن أشار التقرير إلى نتائج الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة وبيانات المقاعد للقوى السياسية المختلفة، قال إن الصهيونية الدينية ستستخدم وجودها القوي في الكنيست لمحاولة إعادة تشكيل النظام السياسي الإسرائيلي والسياسات الخارجية لصالح أيديولوجيتها المتعصبة.
وقال إن قوى الصهيونية الدينية حاولت في مفاوضاتها مع حزب الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو، انتزاع وعود للحكومة الإسرائيلية المقبلة لتوسيع سيطرة البلاد في الضفة الغربية، وإضعاف المحكمة العليا (التي يعتبرونها حصنا ضد القانون الديني)، كما ضغطت من أجل السيطرة على المناصب الوزارية العليا، بما في ذلك، على سبيل المثال، وزارة الدفاع أو وزارة المالية لإعطائها لزعيم الصهيونية الدينية بتسلئيل سموتريتش.
تحذير من الشخصيات المثيرة للجدل
وذكر التقرير أن الحكومة الأميركية وجماعات الضغط اليهودية الأميركية المؤيدة لإسرائيل، إلى جانب مسؤولين من دولة الإمارات، حذروا من تعيين الشخصيات المثيرة للجدل في المناصب العليا.
وتابع التقرير بقوله إن ضم اليمين المتطرف المحتمل إلى الحكومة الإسرائيلية المقبلة سيضفي الطابع الرسمي على تأثيره على السياسة الداخلية والخارجية.
وستشمل الأولويات السياسية لمسؤولي اليمين المتطرف -وفق التقرير- في الحكومة الجديدة إضعاف المحكمة العليا في إسرائيل حتى لا تتمكن بسهولة من إعاقة تشريعات الكنيست، وحظر إظهار التعاطف العلني مع المسلحين الفلسطينيين والرموز الفلسطينية مثل الأعلام، وتعزيز الإعفاءات للمتطرفين الأرثوذكس في التعليم والخدمة العسكرية، وفرض القانون المدني (وليس العسكري) على المستوطنات والبؤر الاستيطانية في الضفة الغربية.
وأضاف أن الهدف النهائي لهذا اليمين هو السيطرة الكاملة على الأراضي في الضفة الغربية بموجب القانون المدني الإسرائيلي.
مجرد انتقادات دبلوماسية
وذكر التقرير أنه وفي حين أن شركاء إسرائيل الإقليميين والعالميين سينتقدون سياسات الحكومة الجديدة اليمينية والدينية المتطرفة، فمن غير المرجح أن يقاطعوها بنشاط بسبب أهمية تحالفاتهم الإستراتيجية مع إسرائيل. فمن المرجح أن تتلقى حكومة إسرائيل المقبلة مجرد انتقادات دبلوماسية من الولايات المتحدة والقوى الأوروبية والخليج العربي.
ورجح الموقع أن تتسبب الإدانات الدولية للحكومة الإسرائيلية الجديدة، التي لا تتجاوز الخطابة، في إقناع الإسرائيليين اليمينيين أكثر بأن اليمين المتطرف ليس عبئا دبلوماسيا، وتعزز الدعم الشعبي لمواقفهم عبر جمهور ناخبين قوميين بشكل متزايد.
وأشار إلى أن أميركا لا تزال بحاجة إلى إسرائيل لتحقيق التوازن بين النشاط الإيراني في المنطقة، ولا تزال هناك أغلبية عظمى من الحزبين في الكونغرس تدعم علاقات قوية بين إسرائيل والولايات المتحدة، ولفت الانتباه إلى أنه وفي عام 2021، مرر مجلس النواب الأميركي مساعدات لإسرائيل لإعادة إمداد نظام القبة الحديدية بأغلبية ساحقة (420 مقابل 9 أصوات)، على الرغم من الانتقادات الإعلامية والدولية المستمرة للسياسات الإسرائيلية خلال حرب غزة في وقت سابق من ذلك العام.