“غوانتانامو أوروبا”.. مركز يوناني لاحتجاز المهاجرين غير النظاميين
“معسكر ساموس” مركز جديد بنته اليونان في بلدة زيفرو بجزيرة ساموس بتمويل كامل من الاتحاد الأوروبي لاحتجاز المهاجرين غير النظاميين، وتسعى السلطات اليونانية إلى الترويج له باعتباره نموذجا يحتذى به، فيما يشير مراقبون إلى أنه يخفي حقيقة وجود مراكز أخرى يعيش فيها المهاجرون وضعا صعبا جدا.
وسمحت السلطات اليونانية لمجلة لوبوان (Le Point) الفرنسية بدخول المعسكر الذي خصص لاستقبال المهاجرين غير النظاميين، والذي تصفه المنظمات الإنسانية الدولية بـ”غوانتانامو أوروبا”.
وبحسب المجلة، يمتد المعسكر الموجود في جزيرة زيفرو على مساحة هكتار ونصف، ويخضع لمراقبة أمنية حثيثة على مدار الساعة، حيث ينتشر رجال الأمن في كل مكان، إلى جانب كاميرات المراقبة، بما فيها كاميرات الطائرات المسيرة.
ودُشن المعسكر عام 2019، وكلف بناؤه 43 مليون يورو قدمها الاتحاد الأوروبي لليونان كما أوضح ذلك مدير المعسكر ديمتري أكسيوتيس للمجلة، ويرى مسؤولون أوروبيون في هذا المعسكر نموذجا يمكن استنساخه في دول أوروبية أخرى.
وقالت المجلة إن المعسكر يتسع لـ3 آلاف شخص، وهناك أماكن مخصصة لـ200 قاصر، ويضم حاليا نحو ألف مهاجر يتوزعون على عدة مناطق بحسب الجنسية.
ويحظر التنقل داخل المعسكر بين الثامنة مساء والثامنة صباحا، وحرص أكسيوتيس على التأكيد أن الحياة داخل المعسكر مريحة ومناسبة، حيث يضم مرافق الحياة الضرورية من غرف بمساحة 25 مترا مربعا، ومطابخ مشتركة، وقاعات للدراسة، ومساحات للرياضة.
صورة أخرى
صورة لا تتفق معها المنظمات الإنسانية غير الحكومية التي تلقب المعسكر -حسب لوبوان- بكونه “غوانتانامو أوروبا” تراقب فيه الكاميرات المنتشرة بكثافة حركة المهاجرين غير النظاميين على مدار الساعة، وترتبط تلك الكاميرات بمركز تحكم عن بعد يوجد في مقر وزارة الهجرة بالعاصمة أثينا.
وتقول لوبوان إن عناصر الأمن الموجودين بمعسكر ساموس يتلقون أوامر من مركز المراقبة ذاك، ويتحركون على أساس تلك التعليمات، وينفذون المطلوب.
ونقلت المجلة عن رودي -وهو مهاجر من الكونغو برازافيل- قوله إن فقدان الحرية صعب مهما كانت الظروف، على الرغم من اعترافه بأن هذا المعسكر هو أفضل من معسكرات أخرى لاحتجاز مهاجرين تكثر فيها حوادث الاعتداء والعنف.
وبحسب المجلة، فإن إدارة المعسكر تنظم برامج لفائدة المهاجرين الموجودين داخل المعسكر، بينها برامج ترفيهية وتعليمية، ويحرص المهاجرون -خاصة الرجال- على متابعة مباريات كأس العالم المنظمة في قطر على الرغم من أن منتخباتهم الوطنية لم تتأهل للمونديال.