الاخبار العاجلةسياسة

عام على الحرب الروسية الأوكرانية.. هل يستمر الدعم الأميركي لكييف؟

واشنطن- تلعب الولايات المتحدة أحد أهم الأدوار في حرب أوكرانيا، إذ تقود المعسكر الغربي في فرض عقوبات واسعة وقاسية على روسيا، مع تأمين إمداد كييف بما تحتاجه من أسلحة ومال وعتاد بلغت قيمته عشرات المليارات من الدولارات حتى الآن.

ويقف أغلبية الأميركيين خلف تعهد الرئيس جو بايدن بمنع روسيا من الانتصار، في الوقت الذي ينمو فيه تيار انعزالي محدود بين الجمهوريين يطالب بتقليل المساعدات الأميركية لكييف، وهو ما دعا بايدن للتأكيد -في خطاب حالة الاتحاد قبل أيام- على دعم أوكرانيا “طالما تطلب الأمر”.

ومع دخول الحرب في أوكرانيا عامها الثاني، يستمر دعم الأميركيين عبر تقديم المساعدات العسكرية والمالية للجانب الأوكراني، وعلى الرغم من تباين مواقف الدعم، بيد أن أغلبية المجموعات الحزبية الأميركية تفضل استمرار دعم أوكرانيا لاستعادة أراضيها، حتى لو كان ذلك ينطوي على صراع طويل بدلا عن إنهاء الصراع بسرعة والتنازل عن بعض الأراضي لروسيا.

في الوقت ذاته، تحذر بعض الأصوات من تراجع حماس الأميركيين لدعم كييف بعد مرور عام من بدء الحرب الروسية، خاصة في الوقت الذي لا يبدو فيه أفق لنهاية قريبة للقتال.

%D8%A3%D8%B3%D9%84%D8%AD%D8%A9 %D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A%D8%A9 %D9%84%D8%A3%D9%88%D9%83%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7
بعد عام على الحرب الروسية الأوكرانية لا تزال الأسلحة الاميركية تصل كييف (رويترز)

الديمقراطيون الأكثر دعما

وبعد مرور ما يقرب من عام على الحرب بين روسيا وأوكرانيا، لا يزال دعم الأميركيين لكييف ثابتا، إذ أظهر استطلاع حديث للرأي أجرته مؤسسة غالوب على شبكة الإنترنت -الفترة من 3 إلى 22 يناير/كانون الثاني الماضي- أن 65% من الأميركيين يؤيدون تقديم دعم لأوكرانيا لاستعادة أراضيها، حتى لو أدى ذلك إلى صراع طويل.

في الوقت ذاته، عبّر 31% من الأميركيين -في نفس الاستطلاع- عن تفضيلهم رؤية بلادهم وهي تعمل على إنهاء الحرب بسرعة، حتى لو أدى ذلك بروسيا للاحتفاظ ببعض الأراضي الأوكرانية.

وأظهر الاستطلاع أن الديمقراطيين أكثر دعما لجهود مساعدة أوكرانيا من الجمهوريين أو المستقلين، حيث قال 81% من الديمقراطيين إنهم يريدون أن تقدم واشنطن دعما مطولا لكييف، مقارنة بـ 53% من الجمهوريين، و59% من الناخبين المستقلين.

ومن بين الجمهوريين، لا يمانع 41% المساعدة في إنهاء الحرب بسرعة، حتى لو كان ذلك يعني خسارة أوكرانيا بعض أراضيها، مقارنة بـ 38% من المستقلين و16% من الديمقراطيين، مع الأخذ بالاعتبار أن روسيا كانت قد ضمت 4 مناطق شرق أوكرانيا بعد إجراء استفتاء وصفته واشنطن بالصوري في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

4 35
الولايات المتحدة زودت أوكرانيا بأنواع مختلفة من الأسلحة في حربها ضد روسيا (غيتي إيميجز)

تباين في دعم كييف

وحتى اللحظة، يدعم الأميركيون -على نطاق واسع- تقديم مساعدات لأوكرانيا على الرغم من الثمن الاقتصادي الذي يتعين عليهم دفعه مقابل ذلك، إذ أظهر استطلاع حديث للرأي -أجرته مؤسسة بيو للأبحاث شمل 5152 أميركيا الفترة من 18 إلى 24 يناير/كانون الثاني الماضي- تزايد التباعد بين الجمهوريين والديمقراطيين بشأن حجم الدعم الأميركي.

ومع تكثيف واشنطن تقديم مساعداتها العسكرية لكييف، زادت نسبة الأميركيين الذين يقولون إن بلادهم تقدم الكثير من الدعم، ويقول 26% من المستطلعة آراؤهم إن واشنطن تقدم الكثير من الدعم لأوكرانيا، بينما يقول 31% إنها تقدم القدر المناسب، في حين عبّر 20% عن رغبتهم في تقديم المزيد من المساعدات لكييف.

اقرأ ايضاً
ولي العهد السعودي يبحث مع رئيس الوزراء العراقي سبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية

وارتفعت نسبة الجمهوريين ممن يرون أن بلادهم تقدم الكثير من الدعم لأوكرانيا لتصل إلى 40%، وهو ما يمثل ارتفاعا بـ 9 نقاط عن نسبة الذين تبنوا هذا الرأي في مارس/آذار من العام الماضي.

ليس هذا فحسب، إذ كانت هناك زيادة في نسبة الديمقراطيين الذين يقولون إن بلادهم تقدم الكثير من الدعم لأوكرانيا، إذ عبّر 60% من الديمقراطيين عن أن واشنطن تقدم دعما مناسبا، في حين اعتبر 23% أنها لا تقدم الدعم الكافي.

ورغم استمرار اهتمام غالبية الأميركيين بالصراع الروسي الأوكراني، تظهر فجوة حزبية واسعة حول ما إذا كان غزو روسيا لأوكرانيا يشكل تهديدا كبيرا للمصالح الأميركية أم لا، وهو تحول عن الأيام الأولى للصراع. ففي مارس/آذار الماضي، كان من المرجح أن يقول الجمهوريون والديمقراطيون على قدم المساواة إن الغزو يشكل تهديدا كبيرا للمصالح الأميركية بنسبة 51% من الجمهوريين مقابل 50% من الديمقراطيين.

غير أن نسبة الأميركيين الذين يرون في الصراع تهديدا كبيرا لمصالح بلادهم اليوم انخفضت عما كانت عليه في مارس/آذار 2022، إذ بات الجمهوريون أقل احتمالا بكثير من الديمقراطيين لقول ذلك، بنسبة 29% للجمهوريين مقابل 43% لنظرائهم في الحزب الديمقراطي.

3 copy 5
11 سيناتورا من الحزبين سبق أن صوّتوا ضد مشاريع قوانين تتيح تقديم مساعدات لأوكرانيا (رويترز)

أصوات معارضة

تفسر الخلافات بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري تبني إدارة بايدن دعم أوكرانيا كحجر الزاوية في سياستها الخارجية، إذ أن الديمقراطيين أكثر دعما بكثير من الجمهوريين والمستقلين على الرغم من أن الأغلبية من جميع المجموعات الحزبية الثلاث تفضل استمرار أوكرانيا في القتال لاستعادة أراضيها.

وفي الوقت الذي بلغت فيه نسبة الرضا الشعبي عن أداء بايدن 38% بين الأميركيين، يوافق عدد أكبر منهم على نهج إدارة بايدن تجاه الغزو الروسي لأوكرانيا أكثر من رفضهم، إذ عبر 43% من الأميركيين عن موافقتهم على رد إدارة بايدن على هذا الغزو، بينما يعارض حوالي الثلث 34% ذلك، في الوقت الذي يقول فيه حوالي 22% إنهم غير متأكدين من مواقفهم.

ورغم ذلك، لم يمنع الدعم الرسمي والشعبي الأميركي المقدم للأوكرانيين من ظهور أصوات معارضة لطبيعة وتكلفة هذا الدور، حيث سبق أن صوّت 11 سيناتورا من الحزبين ضد مشاريع قوانين تتيح تقديم مساعدات لأوكرانيا، إضافة إلى عشرات الأعضاء في مجلس النواب.

وتزداد معارضة تقديم الدعم لأوكرانيا بين الجمهوريين، حيث يتفق بات بوكانان المسؤول الجمهوري السابق وأحد رموز التيار الانعزالي الأميركي مع الطرح الداعي لعدم تورط واشنطن في أي نزاع أوروبي، ويقول “ليس هناك الآن ولم تكن أبدا مصلحة أميركية حيوية في أوكرانيا لتبرير المخاطرة بالحرب مع روسيا”.

وتتركز مخاوف القادة الجمهوريين بشأن السياسة تجاه أوكرانيا في إبقاء الولايات المتحدة بعيدة عن أي صراع مباشر مع روسيا وعدم تقديم ما وصفه البعض بأنه “شيك على بياض” في حين تركزت مخاوف أخرى على فساد وغياب الشفافية والمحاسبة لدى الحكومة الأوكرانية، في الوقت الذي تشير فيه جميع استطلاعات الرأي إلى تردد الأميركيين تجاه فكرة الدفع بقوات أميركية إلى وضع خطير يورطها في القتال بصورة مباشرة مع كييف.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى