لماذا لم تنسحب أوكرانيا حتى الآن من رابطة الدول المستقلة؟
ذكر تقرير لصحيفة “إزفيستيا” الروسية أن أوكرانيا لا تزال من الناحية القانونية عضوا في رابطة الدول المستقلة لأنها لم ترسل وثائق رسمية بشأن انسحابها.
وأوضح التقرير أن السبب وراء عدم مغادرة أوكرانيا هذه الرابطة حتى اليوم هو سعيها للحفاظ على مصالحها، مضيفا أنها ألغت نحو 20% من الاتفاقات المبرمة مع المنظمة بينما أبقت العديد من الاتفاقيات سارية المفعول، وأنها لا تزال، رغم رفضها العلني للتعاون مع الرابطة، تحتفظ بفرصة تطوير العلاقات مع الدول الأعضاء.
وأضاف أن أوكرانيا تنتهج منذ سنوات سياسة تهدف إلى قطع العلاقات مع الرابطة. ففي عام 2014 قرّر مجلس الدفاع والأمن القومي الأوكراني وقف عضوية البلاد في رابطة الدول المستقلة، وفي عام 2018 وقّع الرئيس الأوكراني آنذاك بيترو بوروشينكو مرسوما يقضي بتعليق مشاركة كييف في الهيئات القانونية للرابطة. ومع ذلك، لم تتقدم كييف إلى اليوم بطلب رسمي للانسحاب.
عضو مؤسس
وأعاد التقرير إلى الأذهان أن أوكرانيا أصبحت عضوا مؤسسا لهذه المنظمة في الثامن من ديسمبر/كانون الأول عام 1991، ورغم كونها لا تزال من الناحية القانونية من الأعضاء فإنها لم تشارك عمليا في أنشطتها في السنوات الأخيرة، كما علّقت مساهمتها في الميزانية الموحدة للمنظمة منذ عام 2014، واتخذت منذ مدة طويلة مسارا نحو الانسحاب من الاتفاقات المبرمة في إطار الرابطة.
وكانت أوكرانيا قد تمتعت منذ البداية بمكانة خاصة داخل الرابطة إلى جانب روسيا وبيلاروسيا. ومع أنها لم تصادق على ميثاق الرابطة ولم توقع عليه، فإن صفة الدولة المؤسسة يضمن عدّها جزءا من هذه المؤسسة التي تضم أذربيجان وأرمينيا وبيلاروسيا وكازاخستان وقرغيزستان ومولدوفا وروسيا وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان.
وفي العام الماضي صرح رئيس اللجنة التنفيذية لرابطة الدول المستقلة بأن أوكرانيا لا يمكنها الانسحاب رسميا إلا إذا أرادت ذلك، وأن المنظمة لا تخطط لاستبعادها.
العلاقات الثنائية مع دول الرابطة
وأفاد التقرير بأن أوكرانيا لا تزال تبقي على عدد من العقود والاتفاقيات وتواصل التفاعل مع بلدان رابطة الدول المستقلة على أساس ثنائي، مضيفا أن بقاءها مفيد لها من أجل العثور على ثغرة لتطوير العلاقات مع الدول الأخرى الأعضاء.
ونقلت الصحيفة عن أحد الخبراء قوله إن كييف كانت قد أقنعت جميع الأطراف الدولية بأنها لا علاقة لها برابطة الدول المستقلة. لذلك، فإن الانطلاق في إجراءات الانسحاب يضعها في موقف محرج الآن باعتبار أنها رسخت في أذهان الجميع أنها تركت الرابطة منذ مدة طويلة.
ونقل التقرير عن الخبير في معهد بلدان الدول المستقلة إيفان سكوريكوف قوله إن السلطات الأوكرانية تتصرف بعقلانية بخصوص هذه المسألة لأن عددا من الاتفاقيات في إطار الرابطة يخدم مصلحتها، على غرار تلك المتعلقة بالتجارة المتبادلة مع أعضاء المنظمة، باستثناء روسيا وبيلاروسيا.