أول زيارة خارجية ومحفوفة بالمخاطر منذ بدء الحرب.. زيلينسكي يحطّ الرحال اليوم في واشنطن لتعزيز دعم أوكرانيا
واشنطن- يزور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي واشنطن اليوم الأربعاء، ويلتقي الرئيس الأميركي جو بايدن، ويلقي خطابا أمام جلسة مشتركة لمجلس الكونغرس.
وستكون هذه أول رحلة خارجية للرئيس الأوكراني منذ بدء الحرب الروسية على بلاده في 24 فبراير/شباط الماضي، كما أنها ستكون محفوفة بالمخاوف الأمنية، مما يعني أن الخطط قد تتغير على الأرجح في غضون مدة قصيرة.
وفي رسالة وجهتها رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي لأعضاء الكونغرس، حثت بيلوسي الأعضاء على الحضور مساء الأربعاء، وكتبت “أرجو أن تكونوا حاضرين للتركيز بشكل خاص جدا على الديمقراطية”، دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
كما أخبرت عضوة الكونغرس مارسي كابتور رئيسةُ تجمع أنصار أوكرانيا في الكونغرس، شبكةَ “سي بي إس” (CBS) الأميركية أن هناك جهودا مستمرة وجادة من وراء الكواليس لإحضار زيلينسكي إلى مبنى الكابيتول يوم الأربعاء، وجعله يخاطب الكونغرس.
وأضافت “تشرفنا جدا زيارته. أنا مندهشة من أنه يمكن أن يفعل ذلك في ضوء الوضع الراهن في بلاده. ستكون هدية عظيمة أن يكون في مبنى الكابيتول. نحن نعمل مع بقية أعضاء الكونغرس لنكون مفيدين. نحن نفهم شخصيا ما إذا كان لا يستطيع الوصول إلينا في اللحظة الأخيرة”.
زيارة للكابيتول
وأشارت عضو مجلس النواب إلى أن هناك جهدا جاريا لترتيب زيارته للكابيتول، إلا أنها لا تملك تأكيدا قاطعا حتى الآن على أنه سيكون قادرا على القيام بذلك. وتقول إنها لا تستطيع قول المزيد في الوقت الراهن.
وتستعد شرطة الكابيتول الأميركية للزيارة المحتملة، حيث انضم الكثير من الضباط إلى الفريق الأمني بوزارة الخارجية وموظفي إدارة الطوارئ في جولة حول الكونغرس مساء الثلاثاء، حسبما قال مصدر مطلع على التخطيط تحدث لعدة وسائل إعلامية شريطة عدم الكشف عن هويته عند مناقشة الخطط الحساسة.
ومنذ بدء الحرب في أوكرانيا، استضاف زيلينسكي بانتظام زعماء أجانب في العاصمة كييف، وزار مواقع لقوات بلاده المسلحة في جميع أنحاء أوكرانيا، كما قام بزيارة غير معلنة لمدينة باخموت الواقعة على خط المواجهة يوم الثلاثاء الماضي.
كما تحدث الرئيس الأوكراني مرارا مع زعماء العالم عبر الهاتف وعبر مكالمات فيديو، غالبا من مكتبه في كييف، لكن زيارة غير معلنة إلى دولة أجنبية ستكون الأولى منذ بدء الحرب، وتشير أيضا إلى أهمية علاقة أوكرانيا مع الولايات المتحدة التي لعبت دورا رائدا في تقديم الدعم العسكري وقيادة المعسكر المناوئ للتدخل الروسي في أوكرانيا.
وفي مارس/آذار الماضي، بعد أسابيع من بدء الحرب، ألقى زيلينسكي خطابا عاطفيا -عبر الفيديو- أمام الكونغرس، طلب فيه الدعم بتدابير أكثر عدوانية للحد من الصراع.
وقال زيلينسكي في ندائه الذي استمر 16 دقيقة للمشرعين من كييف، “أن تكون زعيما للعالم يعني أن تكون زعيم السلام”، واصفا الحرب بأنها معركة من أجل الديمقراطية العالمية وحقوق الإنسان.
وقبل أيام، ذكرت تقارير إعلامية أن إدارة الرئيس بايدن تفكر في تزويد أوكرانيا بصواريخ باتريوت التي من شأنها أن تمكنها من حماية بنيتها التحتية الحيوية ضد الهجمات الروسية.
وقد استهدفت القوات الروسية على مدى أسابيع قطاع الطاقة في أوكرانيا، وأغرقت الملايين في الظلام في درجات حرارة شتوية أقل من الصفر.
مزيد من التدقيق
وتأتي الزيارة في وقت يستعد فيه المشرّعون للتصويت على مشروع قانون شامل للإنفاق، يتضمن 44.9 مليار دولار من المساعدات الطارئة لأوكرانيا وشركاء حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ومن المتوقع إلى حد كبير أن يعارض عدد كبير من الجمهوريين هذا الإجراء.
وجاءت هذه الحزمة من المساعدات ضمن تشريع تمويل حكومي بقيمة 1.7 تريليون دولار، كشف عنها الكونغرس في وقت مبكر من يوم الثلاثاء، لتمويل الوكالات الفدرالية حتى الخريف المقبل.
ومن المرجّح أن يمارس مجلس النواب، بعد انتقال الأغلبية للجمهوريين عقب الانتخابات النصفية، مزيدا من التدقيق بشأن المساعدات المقدمة لأوكرانيا، بعدما ذكر زعيم الجمهوريين بمجلس النواب كيفين مكارثي إنهاء عهد “الشيك على بياض” لأوكرانيا.
وسيتعين على إدارة الرئيس بايدن تقديم حجج أكثر قوة لاستمرار تقديم المساعدات المالية والعسكرية خلال 2023، وربط تقديم هذه المساعدات بمصالح الولايات المتحدة.
ويتوقع أن يطالب الجمهوريون كذلك بتوفير تصور لانتهاء الحرب، حيث ستتراجع شعبية دعم أي عملية عسكرية لا نهاية لها.
وتعدّ الولايات المتحدة حليفا قويا لأوكرانيا في حربها ضد روسيا. وحتى الآن، قدّم الكونغرس أكثر من 65 مليار دولار من المساعدات لأوكرانيا، بما في ذلك المساعدات الإنسانية.
وانتقدت النائبة مارغوري تايلور غرين -التي صوتت ضد تقديم دعم لأوكرانيا- الزيارة المحتملة في تغريدة على تويتر مساء الثلاثاء.
وكتبت غرين: “بالطبع يجب على رئيس الظل أن يأتي إلى الكونغرس ويشرح لماذا يحتاج إلى مليارات الدولارات من دافعي الضرائب الأميركيين للولاية رقم 51، أوكرانيا”، وأضافت “هذا سخيف. ضع أميركا أولا!”.