محاولات للخداع.. كيف فسر الخبراء إجهاض التفاوض في حرب أوكرانيا؟ ولماذا تتقرب الصين من روسيا؟
في ظل تبادل روسيا وأوكرانيا الاتهامات بالمسؤولية عن استمرار الحرب بينهما وإجهاض إمكانية التفاوض لإيقافها قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بلاده جاهزة للتفاوض، فهل حان وقت إنهاء هذه الحرب؟
واتهم بوتين خصوم بلاده بالسعي لتفكيكها، في إشارة إلى استقطاب دولي يشهد حراكا يدفع بكين إلى قطع علاقاتها الإستراتيجية مع موسكو.
في المقابل، تمارس أوكرانيا الكثير من التصعيد الميداني والاستقطاب الدولي بين قوى كبرى على علاقة بالحرب الدائرة رحاها في كييف.
من جهته، قال ميخائيلو بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني إن روسيا لا تريد المفاوضات، وهي تحاول تجنب المسؤولية وتواصل قتل المدنيين، وطالب المسؤول الأوكراني بوتين “بالعودة إلى الواقع”.
في هذه الأثناء، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي شعبه إلى عدم الخضوع للحرب المستمرة منذ 10 أشهر، وحث الأوكرانيين على الإصرار والمثابرة.
رغبة وحذر
وعن رغبة روسيا في التفاوض، قال السفير أندريه بكلانوف نائب رئيس جمعية الدبلوماسيين الروس -في حديثه لبرنامج “ما وراء الخبر” (2022/12/25)- إن بوتين أكد استعداده للتفاوض ولكن بحذر، لأن موسكو تواجه مشكلة في تحديد فحوى المفاوضات والضمانات التي تجعلها حقيقية وذات معنى.
واسترسل بكلانوف حديثه بأن المفاوضات السابقة كانت محاولة لخداع روسيا، ولم تكن هناك رغبة حقيقية لتلبية الشروط المتفق عليها، مشددا على أنه هناك مناطق تم ضمها للاتحاد الروسي فيما تطالب السلطات الأوكرانية بعودتها إلى سيطرتها، وهذا ما تعتبره روسيا قضية حساسة، وهو ما يجعل الدخول في مفاوضات أمرا صعبا لغاية الآن.
وخلال الحديث عن بوادر الدخول في مفاوضات، اعتبر السفير وليام كورتني مساعد الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون لشؤون روسيا وأوكرانيا أنه ليس هناك أي مؤشرات تبين أن الكرملين جاد في رغبته في المفاوضات مع أوكرانيا.
وأوضح كورتني أن نية المفاوضات تقتضي مؤشرات ميدانية، من بينها وقف قصف المنشآت المدنية الأوكرانية أو خفض حشد القوات الروسية في ساحة المعركة، ولكن لا توجد أي مؤشرات عسكرية توحي أن روسيا صادقة وأن تفكيرها جاد بشأن تفكيرها في الانسحاب من أوكرانيا.
ماذا يحدث في الميدان؟
أما على الصعيد الميداني فيذكر أن المعارك وعمليات القصف المتبادل تتواصل على طول الجبهة الأوكرانية، وتزامنت مع دوي صفارات الإنذار في عدد من المدن الأوكرانية تحسبا من غارات جوية روسية.
وفي الوقت الذي أعلن الجانب الأوكراني أن القوات الروسية جددت قصفها لمقاطعات خيرسون وزاباروجيا وميكولايف، وأن الجيش الأوكراني في المقابل وجّه ضربات للقوات الروسية وأمسك بخطوط القتال، ولا سيما في المناطق الريفية لزاباروجيا ركز الجانب الروسي على نتائج الخسائر المدنية التي تم تسجيلها جراء القصف الأوكراني على المناطق التي يسيطر عليها في لوغانسك جراء سقوط صواريخ من طراز “هيمارس” الأميركية، وفق كورتني.
ماذا تريد الصين؟
على صعيد آخر، يحيط بهذه التطورات مناخ دولي عنوانه العريض هو الاستقطاب الحاد، مما يجعل القوى الكبرى أبعد من ذي قبل عن التوافق حول حلول سلمية، حيث تتجه الصين صوب تعميق علاقاتها الإستراتيجية بروسيا، في ظل تصاعد التوتر مع الولايات المتحدة الأميركية على خلفية الملف التايواني.
وبهذا الصدد، قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إن علاقات بلاده مع واشنطن تواجه تحديات خطيرة بسبب استمرار ما سماه عناد واشنطن في رؤية بكين كمنافس رئيسي لها.
وأكد أن علاقة الصين مع روسيا قوية وتقوم على التعاون وعدم المواجهة وعدم استهداف طرف ثالث، مبديا رفض بلاده الشديد سياسة الإدارة الأميركية تجاهها.