أميركا 2023.. شعبية بايدن دون 40% مع انتصاف ولايته ومجلس نواب جمهوري
واشنطن- في ظل تعمق الانقسامات الاجتماعية والثقافية بشأن قضايا محورية مثل الإجهاض وحق حمل الأسلحة والهجرة بين الأميركيين، ومع استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية وبدء الموسم الانتخابي الرئاسي الجديد، سيكون 2023 عصيبا على الديمقراطيين والجمهوريين كذلك.
وتعرض الجزيرة نت -في سؤال وجواب- أفق انتصاف ولاية الرئيس جو بايدن في ظل سيطرة جمهورية على مجلس النواب، وتبعات ذلك على أجندة البيت الأبيض المستقبلية.
ما تأثير عودة الجمهوريين للسيطرة على مجلس النواب على أجندة بايدن؟
لن يتمكن الرئيس بايدن من تحقيق أي اختراقات كبيرة في أجندته التشريعية تجاه القضايا الداخلية خلال عام 2023.
وسيستمر العمل التقليدي غير السياسي الذي يقوم به الكونغرس مثل تمرير حزم الاعتمادات للإنفاق الدفاعي، والميزانية الفدرالية. لكن كل شيء آخر سيتباطأ إلى حد كبير في ظل وجود حكومة منقسمة خلال العامين المقبلين. وكل ما لم يفعله بايدن بحلول نهاية عام 2022 من غير المرجح أن يتحقق خلال 2023.
ولا يوجد إلا القليل الذي يتفق عليه الديمقراطيون والجمهوريون، بخلاف التشكيك المشترك تجاه شركات التكنولوجيا الكبرى ومخاطر الصين.
ومن المرجح أن يصطدم مجلس النواب “الجمهوري” في معظم القضايا مع مجلس الشيوخ “الديمقراطي” خلال العامين المقبلين من رئاسة بايدن.
مع انتصاف ولايته ما الذي يمكن لبايدن إنجازه خلال 2023؟
يبدأ بايدن العام الجديد في ظل تراجع كبير في شعبيته، انخفضت على إثرها نسبة الرضا عن سياساته إلى ما دون 40%، ولا يوافق غالبية الأميركيين الآن على أداء الرئيس لمهام منصبه، بل اعتبروه فاشلا في مهمة توحيدهم، أو مواجهة الأزمة الاقتصادية، وفقا لنتائج آخر استطلاع أجرته شبكة “إن بي سي نيوز” (NBC News).
وأبرزت عرقلة تمرير أجندة الرئيس الطموحة المتعلقة بالبنية التحتية واضطراره لتعديلها، ثم عرقلة تشريع “إعادة البناء للأفضل” وتقدر قيمتها بعدة تريليونات من الدولارات، حجم الصراع الداخلي بين تيارات الحزب الديمقراطي، خاصة بين الأعضاء التقدميين والأغلبية التقليدية.
كما لم يتمكن بايدن من مواجهة أزمة قضية الهجرة غير النظامية التي وعد بالعمل على حلها خلال حملته الانتخابية.
في الوقت ذاته، سيتمكن بايدن من الاستمرار في تقديم الدعم العسكري والمالي لأوكرانيا على الرغم من تهديدات بعض الزعامات الجمهورية.
وتعني الأغلبية الجمهورية الجديدة في مجلس النواب أن الأجندة التشريعية لبايدن قد ماتت بشكل أساسي، ما لم يتمكن من العثور على حلول وسط ودعم من الحزبين لبعض المقترحات التي تفيدهما معا.
ومن المرجح أن ينصب تركيز بايدن -خلال العامين المقبلين من رئاسته- على الدفاع عن إنجازاته المميزة، مثل مشروع قانون خفض أسعار الأدوية، واستثمار مئات المليارات من الدولارات لمعالجة تغير المناخ.
من ناحية أخرى، يقول مشرعون من الحزب الجمهوري بالفعل إنهم يريدون التراجع عن بعض برامج بايدن، أو وقف تمويل العديد منها.
ما أهم الملفات التي تشغل الأميركيين عام 2023؟
لن يشهد 2023 داخليا العديد من الأحداث الساخنة التي ستجعله عاما استثنائيا بالمعايير الأميركية التي لم يعد يميزها الانقسام المجتمعي بين المحافظين والليبراليين، أو استمرار الاستقطاب السياسي الحاد بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، مع استمرار اتساع الهوة بينهما.
غير أن ملف الهجرة يبرز كإحدى القضايا التي تصب في جانب الحزب الجمهوري، من هنا سيتم إبراز هذه القضية بعدما عمل البيت الأبيض والإعلام الليبرالي على التخفيف من خطورتها وحدتها خلال العامين الماضيين.
ولن يتراجع اهتمام الأميركيين بالاقتصاد والتضخم وارتفاع الأسعار خلال العام الجديد، خاصة مع توقع الكثير من خبراء الاقتصاد الوقوع في براثن ركود اقتصادي خلال عام 2023.
ما أهم الملفات المُرحّلة من 2022؟
يعد إصلاح نظم التصويت والاقتراع من أهم تلك القضايا التي لم يحسمها الكونغرس أو المحكمة العليا خلال عام 2022. ومنذ تشكيك الرئيس السابق دونالد ترامب في نزاهة انتخابات 2020، اتفق الجمهوريون والديمقراطيون على ضرورة إصلاح نظام وطريقة وإجراءات التصويت، لكن يرى كل طرف الأزمة من زاوية مناقضة ومعاكسة لما يراه الطرف الآخر.
ويطالب كل حزب بتبني حزمة إصلاحات انتخابية تدعي استهداف نزاهة ومصداقية العملية الانتخابية، إلا أن جوهرها يهدف لدعم حظوظ مرشحي كل حزب في الانتخابات المستقبلية.
ما تأثير ضآلة أغلبية الجمهوريين في مجلس النواب على ما يمكنهم إنجازه؟
قد تحد ضآلة الأغلبية الجمهورية من قدرة زعيم المجلس كيفين مكارثي على حرية الحركة، إذ يجب عليه مراعاة تجمع أنصار ترامب بالمجلس، وبين الجمهوريين التقليديين الذين يهمهم تمرير أجندة متوازنة مفيدة للأميركيين في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشونها.
ولا تمنح نتيجة الانتخابات النصفية تفويضا كبيرا لأي من الحزبين، ولا لأي كتلة داخل المحورين. وعليه، يُنتظر أن تكون هناك الكثير من المساومات والمواءمات، خاصة وأن الديمقراطيين يسيطرون على مجلس الشيوخ، وقد يعرقلون أي مبادرات متهورة من جانب جمهوري مجلس النواب.
كيف يمكن للجمهوريين شل إدارة جو بايدن خلال العامين المقبلين؟
تعهد النائب الجمهوري جيمس كومر، الرئيس الجديد للجنة الرقابة والإصلاح في مجلس النواب، بإجراء تحقيقات في 6 قضايا على الأقل، من شأنها شل بايدن في سنتي حكمه الأخيرتين، وهذه القضايا هي:
- أزمة الحدود المفتوحة وتدفق المهاجرين غير الشرعيين، وانتشار مخدر الفنتانيل.
- إهدار أكثر من 560 مليار دولار من مخصصات الإغاثة من جائحة كوفيد-19.
- أصل فيروس كوفيد، وهل هناك دور لمختبرات أو تمويل أميركي لمعامل منطقة ووهان الصينية؟
- الانسحاب الفوضوي من أفغانستان.
- أزمة الطاقة وارتفاع أسعار الوقود مع التضييق على المنتجين الأميركيين.
- فساد هانتر بايدن، ابن الرئيس، خاصة علاقته المشبوهة بصفقات تجارية مع أوكرانيا والصين.