تقرير روسي: ما عواقب نشوب حرب كورية ثانية؟
أوضح تقرير نشره موقع “المركز الروسي الإستراتيجي للثقافات” للكاتب أرتيم إغناتيف، أن الكتيبة الأميركية المتمركزة في كوريا الجنوبية دقّت ناقوس الخطر بعد اختراق مسيّرات كوريا الشمالية لسماء نظيرتها الجنوبية، في الوقت الذي رأت العاصمة سول الحادث استفزازًا خطيرًا، وعزّزت قواتها على الحدود بين الكوريتين.
وردًّا على انتهاك المجال الجوي الخاص، وضعت سلطات كوريا الجنوبية في 26 من الشهر الجاري المقاتلات والمروحيات وأنظمة الدفاع الجوي في حالة تأهب قصوى.
ونقل الكاتب إغناتيف عن عدد من المعلّقين قولهم إن من بين النتائج المحتملة لنشوب حرب كورية، مضاعفة خطر اندلاع حرب عالمية ثالثة، تُستخدم خلالها متفجرات نووية تكتيكية.
الصين مستفيدة
ويضيف أن اندلاع الحرب وتوسّع العمليات العسكرية بالمنطقة سيمكّن الصين من خبرة مهمة في مجالات التعبئة وتطوير مهارات إدارة حرب حديثة، وهو ما من شأنه تنمية النفوذ السياسي للرئيس شي جين بينغ زعيمًا وطنيًا.
وحسب الكاتب؛ من شأن الحرب -أيضًا- أن تعزّز المشاعر المناهضة للولايات المتحدة داخل الصين.
علمًا أنه طيلة سنوات فقد ظلّت السلطات الصينية تشارك بخطاب عند الاحتفال بالذكرى السنوية للحرب الكورية الأولى، والتى تطلق عليها الصين الحديثة اسم “حرب المساعدة لكوريا”.
التدخل الروسي
وبالنسبة إلى ما يتعلّق بروسيا؛ يرى الكاتب أنها ستضطر إلى التدخل في الصراع في حال احتدامه من أجل الصين. مع العلم أن وزارة الخارجية الكورية الجنوبية كانت قد ندّدت قبل يومين بتوقيع كوريا الشمالية صفقة مع شركة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة، داعمة رغبة الولايات المتحدة في طرح هذه القضية على مستوى مجلس الأمن الدولي.
ومن شأن الصراع -كذلك- تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي بين الصين وروسيا، في وقت تتزايد فيه أهمية إمدادات النفط الروسية بالنسبة للصين.
ومع ذلك -كما يذكر الكاتب- فقد يتحوّل ميزان القوى في كوريا الشمالية في حال تنفيذ عملية برية، من مؤيد مشروط لروسيا إلى طرف أكثر ولاء للصين.
ميزان جديد
ومن غير المستبعد أن يجبر تحوّل اليابان إلى خصم عسكري لروسيا والصين على تكثيف هاتين الدولتين لوجودهما العسكري في الشرق الأقصى، والتدخل في الوضع في شبه الجزيرة الكورية على المستويين التنظيمي والسياسي.
وذكر الكاتب أن الصراع المحتمل يهدّد سياسة “تصيين الاقتصاد” التي تنتهجها كوريا الجنوبية ودول أخرى في المنطقة، مما سيدفع هذه الدول -مرة أخرى- إلى حضن الولايات المتحدة، ويجبرها على الاعتماد عليها اقتصاديًا.
ويشير الكاتب الى أن الحرب المحتملة قد توجّه ضربة إلى المعاملات التجارية بين روسيا والصين عبر الحدود، وتعيق تطوير بنيتها التحتية، بما في ذلك المواني والخطوط البرية.