صحيفة إيرانية: لهذه الأسباب لا يعتبر الروس علاقاتهم مع طهران إستراتيجية
طهران- في ضوء تصنيف الجانب الإيراني علاقاته مع روسيا بأنها إستراتيجية، تمتنع الأخيرة عن استخدام المصطلح لأنها لا تعتقد برقي العلاقات بينهما إلى أعلی المستويات، وأن مجرد توقيع اتفاقيات التعاون المشترك في سوريا لا يعني بلوغ العلاقات بينهما تحالفا إستراتيجيا.
وفي هذا السياق، نشرت صحيفة “اسكناس” الإيرانية الناطقة بالفارسية مقالا تحت عنوان “التعقيد في العلاقات الإيرانية الروسية” للكاتب والباحث السياسي حسن بهشتي بور. توقف خلاله أمام التباين في وجهات النظر لدى كل من طهران وموسكو بشأن طبيعة العلاقات الثنائية بين البلدين.
ولدى إشارته إلى الدور الإيجابي الذي لعبته موسكو من أجل التوصل إلى الاتفاق النووي عام 2015، يؤكد الكاتب أن الروس استثمروا في منشآت بوشهر النووية وأسهموا في تطوير البرنامج النووي الإيراني. لكنه استدرك أن التعاون النووي بينهما سيستمر طالما تلتزم طهران بعدم التحرك نحو عسكرة برنامجها، لأن موسكو وبكين ستعتبران إيران النووية تهديدا مباشرا لأمنهما القومي.
الحرب على أوكرانيا
وعن دور موسكو في المفاوضات الرامية إلى إنقاذ الاتفاق النووي، يرى الباحث أن غالبية الرأي العام الإيراني يتهم الروس بعرقلة مفاوضات فيينا، رغم أن روسيا لم تعارض إنقاذ الاتفاق النووي حتى قبيل العقوبات الغربية التي فرضت عليها إثر الهجوم على أوكرانيا.
وعقب عودة العقوبات الأميركية على طهران إثر انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي عام 2018، كانت الشركات الروسية والصينية أول من غادرت السوق الإيرانية من أجل ضمان مصالحها واضطرارها للاختيار بين كل من الجمهورية الإسلامية والولايات المتحدة الأميركية.
وتدعو الصحيفة إلى الفصل بين الموقف الروسي من المفاوضات النووية قبل الحرب على أوكرانيا وبعدها، موضحة أن موسكو لم ولن ترغب بإحياء الاتفاق النووي في المرحلة الراهنة، حتى لا يسهل الاتفاق في انضمام طهران إلى سوق الطاقة العالمية.
ويعتقد الكاتب، أن العلاقات الإيرانية الروسية لم ترتقِ بعد إلى التحالف الإستراتيجي، مؤكدا أن المبادلات التجارية بين البلدين لم تبلغ ملياري دولار، ناهيك عن أن علاقاتهما على شتى الصعد الأمنية والدفاعية والسياسية ليست عند أعلی المستويات.
عوائق كثيرة
ووفقا للصحيفة؛ فإن الإيرانيين يصنّفون علاقاتهما مع الروس بأنها إستراتيجية في حين أن الطرف المقابل لم يستخدم المصطلح مرة واحدة حتى الآنّ وذلك لأنه لا يعتقد برقي العلاقات بينهما إلى هذا المستوى، موضحة أن مجرد توقيع الاتفاقيات وتعاون البلدين في سوريا لا يعني بلوغ العلاقات بينهما تحالفا إستراتيجيا.
ويرى الكاتب أن هناك عوائق كثيرة تمنع بلوغ العلاقات الإيرانية الروسية مرحلة التحالف الإستراتيجي؛ ولعل الإطار السياسي للحكومة الروسية يحل في صدارة القائمة.
أما العقوبات الغربية على طهران، فإنها تحل في المرتبة الثانية؛ حيث تتسبب في ظهور تحديات كثيرة على الصعيد الدولي لكل دولة تريد إقامة علاقات مع الجمهورية الإسلامية، وفق بهشتي بور الذي يعتقد بأن حظوظ العلاقات الإستراتيجية معدومة بالكامل في ظل العقوبات الأجنبية المفروضة على طهران.
ويحث الكاتب الإيراني الجهات المعنية في بلاده على العمل من أجل رفع العقوبات وإقامة علاقات واسعة مع الدول الأخرى.