الاخبار العاجلةسياسة

لوموند: بعد 20 عاما على غزو العراق.. الحرب في كل الأذهان والجميع من المريخ!

قالت صحيفة “لوموند” (Le Monde) الفرنسية إن الولايات المتحدة وأوروبا لم تصلا منذ زمن إلى مثل التقارب الذي هما عليه الآن، وذلك بسبب دعمهما لأوكرانيا بعد أن كادت الروابط بينهما تنقطع بصفة نهائية، حتى قيل إن الأميركيين من المريخ، في إشارة إلى اعتماد الحرب، والأوروبيين من كوكب الزهرة المسالم.

وأوضحت الصحيفة، في افتتاحية بقلم جيل باريس، أن الأميركيين كانوا يرون الحرب صنوا للقوة، في حين يعتمد الأوروبيون على الروابط التجارية والتسويات الدولية لإبعاد النزاع المسلح عن قواعد العلاقات الدولية، وهم يحلمون بالسلام الدائم المستوحى من فلسفة إيمانويل كانط، بينما يتمسك الأميركيون برؤيتهم لعالم فوضوي.

الجميع من المريخ

أما اليوم، وبعد 20 عاما على حرب العراق التي فرّقت القارتين، فقد أصبحت الحرب في أذهان الجميع، وأصبح الجميع من طبيعة المريخ، حتى إن ألمانيا متذرعة “بتغير العصر” استطاعت في نتيجة فورية لتأثير الغزو الروسي لأوكرانيا إنشاء صندوق بقيمة 100 مليار يورو لجعل جيشها “البوندسوير” الجيش الرائد في الاتحاد الأوروبي، وهو ما لم تستطعه من قبل رغم إيمان مستشارتها السابقة أنجيلا ميركل بضرورة أن يأخذ الاتحاد الأوروبي “مصيره بين يديه”، وهذا يعني التخلي عن الراحة التي تضمنها المظلة العسكرية الأميركية.

اقرأ ايضاً
أطاحت بمحافظ البنك المركزي.. لماذا تتعالى انتقادات المرجعية الدينية في قم للحكومة الإيرانية؟

بل إن التحول -كما يرى الكاتب- امتد نحو آسيا إلى اليابان التي اعتمدت عقيدة دفاعية جديدة في ديسمبر/كانون الأول الماضي، بعد أن نبذت أي شكل من أشكال الترويج للحرب عقب هزيمة عام 1945، وذلك لشعورها بتهديدات جديدة أو متجددة مرتبطة بالصين وكوريا الشمالية وروسيا، أيقظها غزو الروس لأوكرانيا.

تحفظات

ورغم الدعم غير المسبوق الذي قدمته أوروبا والولايات المتحدة لأوكرانيا، وتصاعد الأصوات بأن الوقت ليس في مصلحة كييف، فإن هذه الرغبة تصطدم بتحفظين: أولهما ملموس وهو أن أوكرانيا استنفدت في أسبوع واحد ما يعادل إنتاج الولايات المتحدة من القذائف خلال شهر، أما الثاني فهو احتمال حدوث تصعيد ينتهي بالانجراف بعيدا عن الأهداف الأصلية، خشية تكرار التدخل الكارثي للولايات المتحدة في الصومال.

وخلص الكاتب إلى أن التحول في أوروبا أصبح ضروريا بسبب سنوات اللامبالاة الإستراتيجية التي مرت بها، وانهيار نموذج النظام العالمي السلمي الذي اعتمدت عليه، ولكنه سيكون مفيدا فقط بشرط ألا يمنع من التفكير في الحرب ومآزقها المحتملة.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى