مَن المستهدف من التحالف الإستراتيجي بين واشنطن وطوكيو؟
ربط أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية في باريس، الدكتور زياد ماجد، اتفاقيات تعزيز القدرة العسكرية لليابان بالتحولات الدولية الجارية وبالتوسع الصيني الذي بات يقلق جيرانها والأميركيين على حد سواء.
ويجري المسؤولون اليابانيون ما بين لندن وواشنطن مباحثات ويوقعون اتفاقيات لتعزيز القدرة العسكرية لليابان، وذلك بعد أقل من شهر على إجراء طوكيو تغييرا جذريا على سياساتها الدفاعية.
وقال ماجد -في حديثه لحلقة (2023/1/12) من برنامج ” ما وراء الخبر”- إن التحرك الياباني لتعزيز تعاونها مع الأميركيين وغيرهم يأتي في سياق إعادة رسم العلاقات الدولية مع عودة روسيا من الناحية العسكرية للعديد من الصراعات الدولية، فضلا عن توسع ونمو الصين اقتصاديا وطموحها السياسي الذي بات يقلق جيرانها وواشنطن.
كما أن اليابان تريد التحسب -وفق المتحدث- لما حصل لأوكرانيا التي لم تكن عضوا في حلف شمال الأطلسي، وجاءها الدعم العسكري من الدول الغربية بشكل متأخر بعد أن قامت روسيا باحتلالها.
وبينما استبعد نشوب حرب بين الصين وجيرانها، أكد أستاذ العلوم السياسية أن المنطقة ستكون بؤرة توتر وتنافس شديد، مؤكدا أن التحالف بين حلفاء أميركا في المحيط الأطلسي وخاصة جيران الصين مثل اليابان وكوريا الجنوبية يهدف إلى توجيه رسالة إلى بكين مفادها أن الصعود الاقتصادي لا ينبغي أن يترافق مع مطامع عسكرية.
ردع الصين
وفي السياق نفسه، قال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، الدكتور خليل العناني إن هناك مخاوف يابانية من توسع الصين، بالإضافة إلى التحول الإستراتيجي الحاصل في العلاقات الدولية جراء حرب أوكرانيا والتحول في المحيط الهادي وشرق آسيا والذي يتعلق جزء منه بتحول في عقيدة الأمن الدفاعي.
ويذكر أن المباحثات الأميركية اليابانية تزامنت مع إعلان رئيس الوزراء الياباني، أن بلاده تستعد لمضاعفة ميزانيتها العسكرية، بما يجعلها صاحبة ثالث أكبر ميزانية عسكرية في العالم، بحلول عام 2027 بعد الولايات المتحدة والصين.
وأشار أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية إلى وجود سعي أميركي واضح جدا بتقوية الدفاعات والتحالفات الإقليمية بهدف ردع الصين ومحاولة احتوائها لمنع صعودها الذي يخشى الأميركيون أنه سيكون عسكريا، مؤكدا أن واشنطن تسعى إلى دعم حلفائها مثل اليابان وكوريا الجنوبية، مشيرا إلى أن معاهدة الدفاع المشترك المبرمة بين واشنطن وطوكيو تعني أن أي تهديد لطرف يشكل تهديدا للطرف الآخر.
وتوقع العناني -وهو أيضا باحث بالمركز العربي في واشنطن- بأن تكون منطقة جنوب آسيا البؤرة الملتهبة المقبلة، وخاصة في ظل الوجود العسكري الأميركي هناك.
وكانت الولايات المتحدة واليابان أعلنتا الأربعاء عن مبادرات جديدة تهدف إلى تعزيز تعاونهما الأمني في مواجهة “تهديدات” الصين وكوريا الشمالية، وسط تصاعد التوترات في منطقة المحيطين الهندي والهادي. وجاء ذلك بعد نحو 3 أسابيع على إجراء اليابان أكبر تعديل على سياستها الدفاعية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وإقرارها وثيقة سياسية دفاعية جديدة تعتبر الصين تحديا إستراتيجيا.
وفي رد فعلها، قالت الصين على لسان المتحدث باسم الخارجية، وانغ وين بين، إن التعاون العسكري بين واشنطن وطوكيو يجب ألا يضر بمصالح طرف ثالث.