“لعبة خطرة”.. موقع روسي: موسكو غاضبة من سول بسبب قضايا السلاح
خلال مؤتمر “نادي فالداي” الدولي الذي عقد في 27 من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، حذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من احتمال قطع العلاقات الروسية بكوريا الجنوبية بسبب تزويدها أوكرانيا بالأسلحة والذخائر.
وفي تقرير نشره موقع “المجلس الروسي للشؤون الدولية”، قال المحلل فيتالي سوفين إن رئيس كوريا الجنوبية يون سيوك يول أعرب عن تضامنه مع المجتمع الدولي فيما يتعلق بتقديم الدعم “السلمي والإنساني” لأوكرانيا. وردا على بيان الجانب الروسي، أكد رئيس كوريا الجنوبية “لم نزود أوكرانيا بأي أسلحة فتاكة، وفي جميع الأحوال تتعلق هذه المسألة بسيادتنا”.
لعبة خطرة
وذكر التقرير أنه عقب انطلاق “العملية العسكرية” الروسية داخل الأراضي الأوكرانية، فرضت سول -بضغط من واشنطن- حزمة من العقوبات ضد موسكو، مما أدى إلى تصنيفها ضمن قائمة الدول غير الصديقة لروسيا.
وأضاف أنه في يوليو/تموز الماضي، راجت أخبار عن إبرام كندا وبولندا عقود توريد لكميات كبيرة من الأسلحة والذخائر الكورية الجنوبية. ويعكس هذا النطاق والحجم غير المسبوق للمنتجات العسكرية الكورية الجنوبية المقدمة إلى الدول المذكورة عزمها على تجديد مستودع الأسلحة الأوكرانية في المستقبل القريب.
وأكد التقرير أنه رغم عدم تحديد القيمة الإجمالية للصفقة، فإنها تعتبر أكبر صفقة لتصدير الأسلحة تعقدها كوريا الجنوبية في تاريخها، إذ تناهز قيمتها حوالي 15 مليار دولار بحسب تقديرات خبراء.
دعم غير مباشر
وتحدث التقرير عن توقيع وكالة الأسلحة التابعة لوزارة الدفاع البولندية وشركة “سامسونغ تكون” في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني 2022، عقدا بنحو 4 مليارات دولار مقابل الحصول على أنظمة إطلاق الصواريخ من طراز “تشونمو” المماثل لراجمات الصواريخ الأميركية “إم 142 هيمارس”، طيلة الفترة الممتدة بين 2023 و2027.
ويعزو الخبراء شراء بولندا لراجمات الصواريخ الكورية الجنوبية إلى فشلها في الحصول على الكمية المطلوبة من الولايات المتحدة.
وبحسب الموقع، فإن حجم المنتجات العسكرية الكورية الجنوبية التي اشترتها كندا وبولندا تعزز احتمال أن يتم إرسال جزء معين منها إلى أوكرانيا.
ويرى الكاتب أن خوف الدول الأعضاء في “الناتو” من التورط في مواجهة مباشرة مع روسيا بسبب تزويد كييف بأنواع معينة من الأسلحة الغربية، يفسر محاولتها جر سول إلى الصراع في أوكرانيا، كونها ليست عضوا في حلف شمال الأطلسي وتمثل خيارا احتياطيا.
ومن الواضح أن الاتفاق بشأن هذه المسألة وقع خلال قمة الناتو التي احتضنتها مدريد في يونيو/حزيران من العام الماضي وشارك فيها رئيس كوريا الجنوبية.
ويشير الكاتب إلى إمكانية أن تزود سول كييف بالأسلحة بشكل غير مباشر من خلال أطراف أخرى، وذلك عن طريق بيع الأسلحة للبلدان التي ترسل أسلحتها إلى أوكرانيا.
ردود محتملة
ويوضح التقرير أن كوريا الجنوبية تستبعد انتقام روسيا منها لمجرد ظهور طائرات مقاتلة أو دبابات أو ذخيرة من إنتاج كوريا الجنوبية وسط القوات المسلحة الأوكرانية.
وأشار إلى أنه في الوقت نفسه، يتعين على قيادة كوريا الجنوبية إدراك حقيقة امتلاك روسيا جميع الوسائل لتقديم مساعدة ملموسة إلى كوريا الشمالية، التي تحتاج إلى طائرات حديثة ومركبات مصفحة وتعتبر المنافس العسكري والسياسي لكوريا الجنوبية.
وذكر التقرير أن روسيا تستطيع تزويد كوريا الشمالية بشاحنات على هيئة ناقلات أخشاب لأغراض إنسانية، ليقوم الكوريون الشماليون بتحويلها -دون إعلام الجانب الروسي- إلى هيكل لقاذفات الصواريخ الباليستية، بما في ذلك العابرة للقارات.
وما يزيد الوضع تعقيدا- يوضح التقرير- أن سول لم تف بوعودها بشأن ضمان عدم تأثير الوضع في أوكرانيا بشكل سلبي على حل مشكلة إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية، وبسبب الضغط المسلط عليها من طرف واشنطن، انضمت سول إلى العقوبات غير المسبوقة التي فرضها الغرب على روسيا.