حزبا الرابطة والشعب يتحالفان لانتخاب رئيس بلدية كراتشي.. هل تتغير خارطة التحالفات الحزبية في باكستان؟
إسلام آباد- يبدو أن خارطة التحالفات الحزبية في باكستان ستتغير كثيرا خلال الفترة المقبلة في ظل التحالف الجديد الذي ظهر بين حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية (جناح نواز شريف) وحزب الشعب.
فقد ظهر التحالف الجديد بين الجانبين في ظل الانتخابات التي يشهدها إقليم السند جنوب البلاد بعد اتفاقهما على العمل معا لانتخاب رئيس بلدية مدينة كراتشي، كبرى مدن البلاد، وفي الانتخابات الفرعية في الإقليم الذي يعتبر المعقل الرئيسي لحزب الشعب وثاني أكبر الأقاليم الباكستانية من حيث التعداد السكاني.
وقد أكد حزب الرابطة الإسلامية دعمه الكامل لحزب الشعب في انتخابات بلدية كراتشي التي تشهد تنافسا قويا بين عدة أحزاب، وهي حزب الشعب والجماعة الإسلامية وحزب إنصاف.
في المقابل، ناقش أمير الجماعة الإسلامية حافظ نعيم الرحمن وقيادة حزب إنصاف في السند الوضع السياسي المستجد في أعقاب انتخابات الهيئات المحلية في كراتشي، وفقا لموقع “راديو باكستان” الحكومي.
بينما أعرب الوزير الإقليمي ورئيس قسم كراتشي في حزب الشعب، سعيد غني عن رغبته في العمل مع الجماعة الإسلامية، قائلا إنها كانت ثاني حزب في انتخابات الهيئات المحلية الأخيرة في كراتشي.
اتهامات بالتزوير
وتشهد انتخابات إقليم السند منافسة قوية بين كبرى الأحزاب في الإقليم، خاصة في مدينتي كراتشي وحيدر آباد، حيث يتقدم حزب الشعب وتليه الجماعة الإسلامية ثم حزب إنصاف.
ولم تخلُ الانتخابات المحلية في إقليم السند من اتهامات بالتزوير وخاصة انتخابات كراتشي، وكانت أحد الاتهامات على لسان زعيم حزب إنصاف رئيس الوزراء السابق عمران خان الذي قال إنه خلال الانتخابات المحلية في كراتشي وحيدر آباد، حدث “تزوير على نطاق واسع” بالتواطؤ مع الشرطة ولجنة الانتخابات الباكستانية وحكومة الإقليم وفقا لما ذكرته صحيفة “ذا نيشن” (The Nation) الباكستانية.
ومن جهته، قال القيادي البارز في الحركة القومية المتحدة وسيم أختر إن الانتخابات المحلية المتنازع عليها مؤخرا كشفت الوجه الحقيقي لحزب الشعب الباكستاني، متهما حزب الشعب بالتزوير في الانتخابات وفقا لصحيفة مراقب باكستان (Pakistan Observer). وكان حزب الحركة القومية قد أعلن عن مقاطعته للانتخابات المحلية في كل من كراتشي وحيدر آباد وتاتا.
من جانبها، حذرت الجماعة الإسلامية من أن أي محاولة “لسرقة” تفويض الشعب ستؤدي إلى رد فعل قوي في جميع أنحاء البلاد، وفقا لما أوردته صحيفة “دون” الباكستانية.
تحالف لمواجهة حزب إنصاف
في هذا السياق، يقول الصحفي والمحلل السياسي جاويد رانا إن كلا من حزب الرابطة (جناح نواز شريف) وحزب الشعب هما أكبر أحزاب الحركة الديمقراطية الباكستانية التي تشكل الائتلاف الحكومي في العاصمة.
ويضيف جاويد رانا في حديث للجزيرة نت أن التحدي الأكبر لهذين الحزبين في الوقت الحالي هو حزب إنصاف الذي يقوده عمران خان.
ويتابع رانا، “بالرجوع إلى انتخابات فرعية سابقة فإن حزب إنصاف حقق انتصارات كبيرة، ملحقا هزيمة بأكبر حزبين في الائتلاف الحكومي”، لافتا إلى أن هناك لاعبا جديدا ظهر في إقليم السند وهو الجماعة الإسلامية، ويبدو أن حظوظ حزب إنصاف والجماعة الإسلامية قد تم تقويضها من خلال التلاعبات الانتخابية التي جرت في الإقليم، وفقا لبعض التقارير الصادرة في هذا الشأن.
ويضيف رانا، أن هذا يعني أن الائتلاف الحكومي بما فيه من أحزاب وبعض الجهات السيادية في البلاد تقف في صف واحد مقابل حزب إنصاف، معربا عن اعتقاده بأن هذا جزء من إستراتيجية يتبعونها لتقويض حظوظ حزب إنصاف في الفوز بالانتخابات الإقليمية في البنجاب وخيبر بختونخوا.
من جهته، يقول الصحفي والمحلل السياسي محمد مهدي، إن التحالف بين حزب الرابطة (جناح نواز شريف) وحزب الشعب لا يبدو تحالفا بالمعنى الحقيقي، وإنما هو تحالف لانتخاب رئيس بلدية كراتشي.
ولدى سؤاله حول إمكانية أن يتحالف الحزبان في انتخابات إقليم البنجاب ـكبرى الأقاليم الباكستانيةـ قال مهدي، إنه لا فائدة كبيرة ترجى من تحالفهما في إقليم البنجاب، نظرا لعدم وجود شعبية كبيرة لحزب الشعب في وسط وشمال البنجاب، مضيفا أن حزب الشعب له فقط شعبية في جنوب الإقليم نظرا لوجود بعض العائلات التي لا تزال تدعم الحزب.
اندماج حزب الرابطة
على الجانب الآخر، وفي منتصف الشهر الجاري، ألمح رئيس وزراء البنجاب السابق والقيادي البارز في حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية (جناح قائد أعظم) برويز إلهي تشودري، الحليف الرئيسي لعمران خان، إلى إمكانية اندماج حزبه مع حزب إنصاف.
وحول اندماج حزب الرابطة (جناح قائد أعظم) مع حزب إنصاف، يقول جاويد رانا، إن حزب الرابطة من الأحزاب الصغيرة ويعتمد اعتمادا كليا على حزب إنصاف، وبالنظر إلى الخلافات داخل حزب الرابطة، فإن البعض داخل الحزب يرون ضرورة الاندماج مع حزب إنصاف.
واستبعد رانا أن يشكل حزب الرابطة (جناح قائد أعظم) أهمية كبيرة، لكنه بحاجة إلى حزب إنصاف من أجل الحصول على رئاسة الوزراء في إقليم البنجاب.
بدوره، يقول محمد مهدي في السياق نفسه، إنه يجب أن يوضع في الاعتبار أن هذين الحزبين (الرابطة وإنصاف) قد خاضا انتخابات 2018 كوحدة واحدة.
ويشير مهدي إلى الاختلاف الواضح في الموقف داخل حزب الرابطة (جناح قائد أعظم)، حيث تحالفت إحدى المجموعات بقيادة برويز إلهي مع حزب إنصاف، بينما تحالفت المجموعة الأخرى بقيادة شجاعت حسين مع حزب الرابطة الإسلامية (جناح نواز شريف) والائتلاف الحكومي.
ويوضح مهدي أن شجاعت حسين هو زعيم الحزب، وطارق بشير شيما هو الأمين العام، وهما من مؤيدي التحالف مع حزب نواز شريف، لذلك يتعين على برويز إلهي مغادرة الرابطة والانضمام إلى حزب إنصاف.