اخبار العالم

إسرائيل إلى حضور أقوى في أفريقيا عبر بوابة تشاد

بينما يشتعل التنافس الدولي على النفوذ في قارة أفريقيا، تمارس إسرائيل جهوداً سياسية ودبلوماسية لزيادة حضورها في القارة. ويرى خبراء أن المساعي الإسرائيلية تأتي في سياق الاهتمام المتزايد بأفريقيا من جانب قوى كبرى على رأسها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وافتتحت تشاد، الخميس، سفارة لها في إسرائيل، بعد استئناف العلاقات بين الجانبين عام 2019، وفق بيان مشترك لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس تشاد محمد إدريس ديبي، الذي زار إسرائيل.

وقال نتنياهو: «أقامت إسرائيل وتشاد علاقات بين بلدينا مع والدك الراحل (الرئيس التشادي السابق إدريس ديبي)، ونرى أن هذه العلاقات مهمة للغاية مع دولة كبيرة في قلب أفريقيا. وأضاف: «هذه هي العلاقات التي نريد الارتقاء بها إلى مستويات جديدة، وزيارتكم هنا في إسرائيل وافتتاح السفارة تعبير عن ذلك».

وبحسب نتنياهو، فإن التعاون بين إسرائيل وتشاد «يمكن أن يساعد في عودة إسرائيل إلى أفريقيا وعودة أفريقيا إلى إسرائيل».

وتولى تنظيم زيارة ديبي إلى إسرائيل جهاز الموساد، الذي أخذ زمام المبادرة في التعامل مع العلاقة الدقيقة والحديثة لمنعها من الانهيار، بحسب ما قاله مسؤولون إسرائيليون لموقع «أكسيوس». وكان نتنياهو زار تشاد عام 2019 أثناء ولايته السابقة، ووصف الزيارة بأنها «اختراق تاريخي».

وفي مارس (آذار) الماضي، أعلن وزير الاستخبارات الإسرائيلي (وزير اخارجية حالياً) إيلي كوهين، عن اتصالات تقوم بها حكومة نتنياهو مع أوساط مقربة من الرئيس المنتخب في النيجر، محمد بازوم، لتطبيع العلاقات بين البلدين. وقال كوهين إن رئيس النيجر الحالي محمد بازوم معروف بتوجهاته الغربية، ويسعى لنقل بلاده إلى المعسكر الغربي. وقال إن الإدارة الأميركية معنية بهذا الانتقال.

وحاولت إسرائيل الانضمام إلى الاتحاد الأفريقي بصفة عضو مراقب. وتقدمت بطلبات لمنحها هذه الصفة ورفضت طلباتها أعوام 2013 و2015 و2016، لكن رئيس المنظمة موسى فقي قرر منفرداً إعطاءها هذه الصفة في 22 يوليو (تموز) 2021، وهو الأمر الذي اعترضت عليه 25 دولة أفريقية.

وفي فبراير (شباط) العام الماضي، قررت قمة الاتحاد الأفريقي تعليق النقاش والتصويت حول سحب صفة المراقب من إسرائيل؛ لتجنب مزيد من الانقسام حول قرار فقي المفاجئ الذي اعتبر خروجاً على تقاليد الاتحاد الذي صنف إسرائيل تاريخياً كنظام استيطاني عنصري ودولة احتلال.

اقرأ ايضاً
إطلاق سراح عمران خان بكفالة من قبل محكمة مكافحة الإرهاب في باكستان

وبعد العصر الذهبي للعلاقات الأفريقية الإسرائيلية في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، شهدت العلاقات تراجعاً مع قطع العلاقات الدبلوماسية بين الدولة العبرية وعدد من الدول الأفريقية بعد حربي 1967 و1973. ولم تتم إعادة بعض هذه العلاقات حتى تسعينات القرن الماضي.

وتقيم إسرائيل اليوم علاقات دبلوماسية مع نحو 40 دولة أفريقية. وبين 2009 و2021، حدد بنيامين نتنياهو هدفاً يتمثل باستئناف العلاقات الدبلوماسية التي قطعت مع الدول الأفريقية. وقالت وكالة الصحافة الفرنسية، في يوليو الماضي، في تقرير بعنوان «إسرائيل تعول على أفريقيا لتعزيز دعمها في المؤسسات الدولية»، إن إسرائيل أطلقت حملة استقطاب جديدة في القارة.

ويرى رامي زهدي، الخبير في الشؤون الأفريقية، أن كثيراً من الدول الأفريقية «يرى العلاقات مع إسرائيل بعين المصالح فقط، وبالتالي يمكن أن نرى مثل هذه الخطوات من دول أفريقية أخرى في المستقبل في ظل معاناة اقتصاديات أفريقيا ونظمها السياسية والأمنية في عالم ما بعد جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية».

وأشار زهدي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن نحو نصف الدول الأفريقية «لم يكن لديها مانع من انضمام تل أبيب كعضو مراقب في الاتحاد الأفريقي». وقال: «في ظل تفشي الإرهاب في عدة مناطق في أفريقيا، ومنها منطقة الساحل، قد تستغل إسرائيل قوتها الأمنية والعسكرية كورقة تفاوض مع بعض الدول في إطار الجهود لمكافحة الإرهاب».

ونوه إلى أن إسرائيل شريك سياسي واستراتيجي وعسكري واقتصادي لأميركا والاتحاد الأوروبي، وهما قوتان «تتجهان بقوة إلى الحضور في القارة على كل المستويات»، وعليه فإن إسرائيل «تقوم ببعض الأدوار بالتنسيق مع القوى الغربية الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة».

بدوره، قال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق صلاح حليمة، لـ«الشرق الأوسط»، إن إسرائيل لديها وجود بارز في منطقة شرق أفريقيا في دول مثل كينيا وإثيوبيا ورواندا وأوغندا، من خلال استثمارات في مجالات الطاقة والزراعة والأمن.

وأضاف أن إحدى أبرز المناطق التي تركز عليها إسرائيل هي الدول الأفريقية التي تطل على البحر الأحمر مثل إثيوبيا وإريتريا، علاوة على دول حوض النيل، بينما تحاول الآن توسيع رقعة نفوذها و«تبذل جهوداً دبلوماسية وسياسية كبيرة نحو التوجه إلى مناطق أخرى في أفريقيا، ومنها منطقة جنوب الصحراء والساحل»، وفقاً لحليمة.

منبع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى