اخبار العالم

«إزهاق الأرواح ليس لعبة»… عسكريون سابقون ينتقدون اعتراف هاري بقتل 25 من «طالبان»

انتقد قدامى المحاربين البريطانيين البارزين، ادعاء الأمير البريطاني هاري بأنه قتل 25 جندياً من «طالبان» في أثناء خدمته مع الجيش البريطاني في أفغانستان، وحذروا من أن الاعتراف البارز قد يزيد من المخاطر على أمنه الشخصي، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

وقال الكولونيل تيم كولينز، المحارب المتقاعد، الذي اشتهر بإلقاء خطاب مثير قبل بدء حرب العراق في عام 2003، إن حديث الأمير عن عدد القتلى كان فظاً، وإنهم لا يقومون بعد جثث الأعداء بهذه الطريقة.

وقال آخرون إن هاري قام بتجريد المقاتلين من إنسانيتهم من خلال وصفهم بأنهم «قطع شطرنج أزيلت من اللوح»، في حين اتهمت «طالبان» الأمير بارتكاب جرائم حرب في جولته قبل عقد من الزمان.

وقال أنس حقاني، العضو المؤثر في الحكومة الأفغانية: «من قتلتهم ليسوا قطع شطرنج، إنهم بشر. كان لديهم عائلات تنتظر عودتهم. من بين قتلة الأفغان، لا يتمتع الكثيرون بالقدرة على الاعتراف بجرائم الحرب التي ارتكبوها».

وتظهر إفصاحات الأمير حول عدد القتلى في السيرة الذاتية لهاري بعنوان «سبير».

ويروي الأمير في مذكراته الوقت الذي قضاه في طائرة هليكوبتر هجومية من طراز «أباتشي» في أثناء جولته الثانية في أفغانستان عام 2012. وقال إنه كان من الممكن تحديد عدد القتلى؛ لأنه كان قادراً على مشاهدة لقطات مصورة لكل مهمة قام بها.

ومن المقرر أن تُطرح مذكرات الأمير هاري للبيع رسمياً في 10 يناير (كانون الثاني).

وكتب هاري أنه «في عصر (الأباتشي) وأجهزة الكمبيوتر المحمولة» كان من الممكن تحديد «بدقة عدد المقاتلين الأعداء الذين قتلتهم. وبدا لي أنه من الضروري ألا أخاف من هذا الرقم… لذا فإن رقمي هو (25). إنه ليس الرقم الذي يرضيني، لكنه لا يحرجني».

في وقت لاحق، أقر الأمير بأنه نزع إنسانية أولئك الذين أطلق عليهم النار في المعركة: «عندما وجدت نفسي غارقاً في حرارة وارتباك القتال، لم أفكر في هؤلاء الخمسة والعشرين كأشخاص. كانوا قطع شطرنج أزيلت من اللوح. يتم القضاء على الأشرار قبل أن يتمكنوا من قتل الناس الطيبين».

اقرأ ايضاً
الناتو والاتحاد الأوروبي يتفقان على حماية بنى تحتية حيوية

كولينز، في مقابلة مع «فورسيس نيوز»، اعترض على تعليقات هاري، وقال: «من بين تأكيداته ادعاء أنه قتل 25 شخصاً في أفغانستان. هذا ليس سلوكنا في الجيش. إنها ليست الطريقة التي نفكر بها. لقد خذلنا من هذا الجانب. نحن لا نقوم بعد القتلى… لم نفعل ذلك أبداً».

واتهم الجندي السابق هاري بالانخراط في «عملية احتيال مأساوية لكسب المال لتمويل أسلوب الحياة الذي لا يستطيع تحمله».

من جهتهم، تساءل قدامى المحاربين الأفغان عن مدى تأكد هاري من عدد الأشخاص الذين قتلهم. وقال أحد الجنود السابقين: «لم أسمع قَطّ أي شخص يتحدث عن أعداد القتلى، إنه أمر فظ بصراحة… إزهاق الأرواح هو أخطر شيء يمكنك القيام به في العمليات، فالأشخاص الجادون لا يتحدثون عنه كلعبة في بعض الكتب».

وفي حين أنه ليس من غير المألوف بالنسبة للجنود أن يشاهدوا لقطات الكاميرا لتحليل كيفية تطور المهمة، فإن المحارب الأفغاني المخضرم أضاف أنه «لا يمكنك دائماً معرفة مَن الذي قُتل أو جُرح».

وقال العقيد المتقاعد ريتشارد كيمب، قائد الجيش البريطاني السابق في أفغانستان، إن التصريحات قد تُعرّض أمن الأمير لخطر أكبر. وأوضح لشبكة «سكاي نيوز»، أن المقاتلين الذين يدعمون «طالبان» قد يكون لديهم الآن «دافع لقتل هاري» بسبب الذكريات التي «أُحييت» بتعليقاته.

كما قال متحدث باسم وزارة الدفاع، إن الجيش لن يناقش قضية هاري هذه، مضيفاً: «نحن لا نعلق على تفاصيل العمليات لأسباب أمنية».

وانخرطت القوات البريطانية في عمليات قتالية في أفغانستان بين عامي 2001 و2014، وجهود تدريبية بعد ذلك، قبل أن ينسحب الغرب من البلاد في ظروف فوضوية في صيف 2021. واستولت «طالبان» في أغسطس (آب) من ذلك العام على أفغانستان، قبل اكتمال الانسحاب النهائي.

منبع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى