الاخبار العاجلةسياسة

الأمين العام السابق للناتو: يجب ألا تعاني تايوان مصير أوكرانيا نفسه

شرعت الصين هذا الأسبوع في مناورات عسكرية كبيرة حول ساحل تايوان، وهذا هو ثاني تدريب من نوعه في أقل من شهر والأحدث في سلسلة من الاستفزازات تقوم بها بكين بهدف ترهيب تايبيه. كانت تلك خلفية زيارة الأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي (ناتو) أنديرس فوغ راسموسن لتايوان الأسبوع الماضي لإعلان دعمه الكامل للحرية والديمقراطية وحق الشعب التايواني في تقرير مستقبله في سلام.

ولفت راسموسن في مقال بصحيفة “فايننشال تايمز” (Financial Times) إلى أنه من الصعب تجاهل أوجه التشابه مع أوكرانيا وروسيا، حيث يتحول زعيم استبدادي إلى قمعي في الداخل وعدواني في الخارج. وقال إن العالم الديمقراطي فشل في ردع هجوم روسيا على أوكرانيا، وإنه لا يجب أن نرتكب الأخطاء نفسها مع الصين وأن نتعلم الدروس الصحيحة من الحرب في أوكرانيا لمنع حدوثها في مضيق تايوان.

وأشار إلى ما سماه بعض الدروس المستفادة، وأولها أن أوكرانيا لا تزال دولة حرة لأن شعبها كان مستعدا للقتال، وقد أثبتت إمدادات الأسلحة الغربية فعاليتها فقط لأن الشعب الأوكراني كان مستعدا للموت لحماية وطنه، ويعتمد ردع الصين على الاعتقاد الوثيق بأن أي غزو منها لتايوان سيأتي بتكلفة باهظة.

اقرأ ايضاً
وسط استمرار سياسات «أوبك بلس»... بلينكن يُسدل الستار على التهديدات الأميركية للرياض

والدرس الثاني، حسب الكاتب، هو أهمية الاستجابة القوية والموحدة من قادة العالم الديمقراطي، وأن يوضحوا أن أي محاولة من جانب الصين لتغيير الوضع الراهن في تايوان بالقوة ستثير استجابة موحدة بالقدر نفسه، وطالب الكاتب السياسيين الأوروبيين بالتوقف عن إرسال إشارات متضاربة.

والدرس الثالث يتمثل في الطريقة الأخيرة والأهم لردع التحرك الصيني بشأن تايوان وهي ضمان انتصار أوكرانيا في الصراع الحالي، لأن روسيا إذا تمكنت من احتلال أراض أوكرانية وإرساء وضع راهن جديد بالقوة، فإنها تشكل بذلك سابقة خطيرة، ستتعلم منها الصين والقوى الاستبدادية الأخرى أن تصميم العالم الديمقراطي ضعيف وأن الابتزاز النووي والعدوان العسكري ينجحان.

وختم الكاتب مقاله بأن درس التاريخ يقضي بأن مهادنة الطغاة لا تحقق السلام، بل تؤدي إلى الحرب والصراع. ولهذا السبب، يجب على كل الذين يؤمنون بتايوان ديمقراطية وبنظام دولي قائم على القواعد أن يعملوا لضمان سيادة أوكرانيا. وإذا تعلم العالم الديمقراطي هذه الدروس وتحرك الآن، يمكن أن تتجنب تايوان الأهوال التي تتعرض لها أوكرانيا، ومن خلال الدعم المستمر يمكن تمكين شعبي تايوان وأوكرانيا لتقرير مستقبلهما، مستقبل واحد مبني على الحرية والديمقراطية وتقرير المصير.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى