عائشة المرطة.. أول مطربة كويتية تقدم التراث برفقة فرقة موسيقية
اعتمدت خلال مشوارها الفني على الحب والموسيقى فدومًا ما كان عشقها للفن هو المحرك والدافع لتحقيق أحلامها بموهبتها النادرة حتى تصبح أول فنانة كويتية تغني بمرافقة فرقة موسيقية في الكويت وجاءت أولى أغنياتها من تأليف خالد الزايد وكلمات ماجد سلطان لتقدم بعد ذلك العديد من الأعمال الغنائية الشعبية النابعة من التراث العربي الأصيل، ونقشت حروف اسمها من نور في تاريخ الفن العربي هي الفنانة عائشة المرطة.
النشأة
هي عائشة إبراهيم المرطة من مواليد دولة الكويت في مثل هذا اليوم عام 1934 في فريج الفوادرة وكانت نشأتها في أسرة محافظة بمنطقة “قبلة” حيث كان منزل العائلة قرب منزل الصقر والثنيان، توفي والدها حينما كانت تبلغ من العمر ستة أعوام فقط لتعيش مع خالها سالم المرطة وبعد مرور أشهر من وفاة والدها تصاب بمرض الجدري الذي أفقدها نعمة البصر في السابعة من عمرها.
والتحقت بمعهد النور التابع للمعاهد الخاصة منذ بداية إنشائه وحفظت القرآن الكريم وهي طفلة وهناك عُرفت بحلاوة الصوت من خلال تلاوة القرآن الكريم وأحبّت عائشة المرطة الغناء منذ كانت في السابعة من عمرها، وبدأت بالغناء في الأعياد والمناسبات وحولها الفتيات يرددن الغناء، وحينها شعرت بأن لديها ما تستطيع أن تقوله بدلًا أن تبقى وحيدة..
وكانت تذهب مع والدتها إلى قرية الفنطاس والتي كان يتميز أهلها بحبهم للشعر والفن بشكل عام وكان الغناء دومًا رفيقهم خلال عملهم في الزراعة، وظلت الطفلة عائشة تستمع إلى أغنياتهم وتحفظها أغان لتترك هذه الألحان أثرها في نفسها و كانت بوابتها لحفظ التراث الغنائي القديم، وبشكل خاص فن السامري والذي كانت تقدمه فرقة “مزيعل”.
صعوبات لتحقيق الحلم
حينما كبرت قليلًا بدأت الغناء في بعض الحفلات العائلية إلا أنها بدأت في مواجهة بعض الصعوبات لعدم موافقة عائلتها على السير درب الغناء والفن إلا أنهم بعد مرور فترة بدأوا بالإقتناع بموهبتها وحينما توفيت والدتها وهي في الثالثة عشرة من عمرها التحقت بفرقة عودة المهنا الشعبية، لتواجه تحدي أخر حينما طلب منها زوجها أن تتوقف عن الغناء، وتوقفت بالفعل فترة قصيرة لتعود مرة أخرى بعد اقتناعه وموافقته أن تستكمل تحقيق حلمها.
النجاح والانطلاقة الفنية
عام 1970 جاءت انطلاقتها الفنية حينما توجهت إلى الإذاعة الكويتية بصحبة الفنانة عودة المهنا وقدمت أمام لجنة الاختبار أغنية “يا متلف الروح” من كلمات عيسى النشمي ولحن تراثي ليتم اعتمادها كمطربة و كانت الإنطلاقة في عالم الغناء والطرب لتصبح عضواً في جمعية الفنانين الكويتيين.
كونت ثلاثي مع كل من الملحن خالد الزايد والشاعر ماجد سلطان ليقدموا العديد من الأغنيات الناجحة ويكونوا فرقة موسيقية لتصبح أول مطربة كويتية تغني بصحبة فرقة موسيقية ويتم تسجيل وتصوير أغانيها وإذاعتها عبر تلفزيون الكويت والإذاعة الكويتية.
علاقتها بـ كوكب الشرق أم كلثوم
وخلال إحدى حواراتها الصحفية سردت المطربة عائشة المرطة علاقتها بالفنانة المصرية أم كلثوم، قائلة أنه في مطلع سبعينيات القرن الماضي سافرت إلى مصر والتقيت هناك السيدة أم كلثوم وأكدت بأنها تربطها بها صداقة قوية، وبأنها تعرفت عليها عند الشيخة منيرة حرم الشيخ دعيج السلمان، لأنها صديقتها، ودائمًا وكانوا دائمًا ما يجلسون سويًا ويذهبون إلى مدينة الإسكندرية وبأن أم كلثوم دومًا ما كانت تسأل عنها وهي من شجعتها للعودة للغناء و إقناع زوجها بذلك.
الرحيل
رحلت الفنانة عائشة المرطة بعدما تركت إرثًا فنيًا كبيرًا بعد رحلة طويلة مع المرض حيث نُقلت إلى مستشفى الصباح في إبريل عام 1978 للعلاج من آلام حادة كانت شعرة بها لفترة وتماثلت للشفاء بعض الوقت ولكن القدر لم يمهلها فعاودها المرض مرة أخرى لتنتقل بعد ذلك في رحلة علاج إلى باريس ولندن وفارقت الحياة مساء الإثنين 13 يوليو عام 1979 عن عمر ناهز 45 عاماً.
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا “إنستغرام سيدتي“
وللاطلاع على فيديوجراف المشاهير زوروا “تيك توك سيدتي“
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر “تويتر” “سيدتي فن“