استطلاعات رأي غربية تجيب.. هل ما زال المواطن الغربي داعما لأوكرانيا بعد سنة من الحرب؟
لندن – بدخول الحرب الأوكرانية عامها الثاني، تواصل الدول الغربية دعمها السخي للجيش الأوكراني، وتقديم المساعدات المالية والإنسانية للأوكرانيين، وتحول الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى ضيف شرف فوق العادة يحل على العواصم الغربية ويحظى باستقبال تاريخي.
ولا يتردد أي مسؤول غربي في تأكيد دعم بلاده لأوكرانيا في حربها ضد روسيا، رغم ما لهذه الحرب من تبعات اقتصادية كبيرة على جُل الدول الأوروبية.
وتقر معظم التقارير الاقتصادية أن اقتصاد الدول الأوروبية قد تضرر بسبب هذه الحرب، ومعها تضرر المواطن الأوروبي، الذي يعاني من ارتفاع فواتير الطاقة ونسبة التضخم، وسط توقعات باستمرار هذه الأزمة سنة أخرى مع استمرار الحرب.
وهنا يطرح السؤال عن المزاج الشعبي الأوروبي وموقفه من هذه الحرب بعد مرور سنة على اندلاعها، وهل ما زال المواطن الغربي متحمسا لتقديم كل الدعم والمساندة لأوكرانيا؟
دعم بشروط
أظهر استطلاع رأي أجرته مؤسسة “إبسوس” (Ipsos) -عن موقف الأوروبيين من الحرب الأوكرانية والذي يهم كل دول الاتحاد الأوروبي إضافة لمواطني بريطانيا- استقرارا في حجم الدعم الشعبي الأوروبي لكن مع تراجع ملحوظ في بعض الجوانب.
ويظهر الاستطلاع أن 70% من الأوروبيين ما زالوا يؤيدون تدخل دولهم لمساعدة دولة أخرى تتعرض للمس بسيادتها، وهي نسبة أقل بنقطة واحدة عن العام الماضي، لكن يبقى الخط الأحمر بالنسبة للمواطنين الأوروبيين هو تورط بلادهم في أي تدخل عسكري؛ حيث أعلن 70% من الأوروبيين رفضهم التدخل العسكري من أجل مساعدة أوكرانيا.
وطرأ تغير كبير على موقف الأوروبيين من العقوبات الاقتصادية، لما كان لها من ارتفاع أسعار في الغاز والنفط، ذلك أن 45% فقط من الأوروبيين يؤيدون فرض المزيد من العقوبات على روسيا، علما أن النسبة كانت خلال العام الماضي في حدود 50%.
وقال 53% فقط إن دفع أسعار مرتفعة للغاز والنفط هو أمر يمكن تحمله في سبيل الدفاع عن سيادة دولة أخرى، وزادت نسبة الذين يقولون إن هذه الحرب ليست من شأنهم ولا يجب التدخل فيها من الأصل إلى 42% بزيادة نسبتها 3 نقاط عن العام الماضي.
ولا يؤيد أكثر من نصف الأوروبيين إقدام دولهم على تزويد الجيش الأوكراني بمنظومات دفاعية قادرة على إسقاط الطائرات الروسية، وبنسبة 52% يقول المستجوَبون إنهم لا يوافقون على التورط في منح هذا النوع من الأسلحة.
تعب أو ضجر
ويحذر مركز الدراسات والاستطلاعات إبسوس، مما يسميه “خطر التعب” الذي بدأ يصيب المواطن الأوروبي، وهذا يظهر في نسبة تأييد الأوروبيين لاستقبال اللاجئين من أوكرانيا، حيث تراجعت نسبة المؤيدين لاستقبال اللاجئين من 73% خلال العام الماضي إلى 66%.
كما تراجع حجم الاهتمام بأخبار الحرب الأوكرانية داخل دول الاتحاد الأوروبي بنسبة 5 نقاط مقارنة مع السنة الماضية، حيث أكد 64% من الأوروبيين أنهم ما زالوا حريصين على معرفة أخبار الحرب، في المقابل فإن ما يشغل بالهم هذه الأيام هو الأزمة الاقتصادية، وأكد 82% منهم أنهم يتابعون أخبار التضخم وارتفاع الأسعار.
لا مزيد من الدعم
على الضفة الأخرى من المحيط الأطلسي؛ في الولايات المتحدة، الدولة التي تتصدر الدعم العسكري والمالي لأوكرانيا، بات الرأي العام الأميركي، يرى أن بلاده قامت بالواجب وزيادة تجاه أوكرانيا.
ووفق استطلاع رأي لمؤسسة استطلاع الرأي الأميركية “بيو” (PEW)، فإن ربع الأميركيين (26%) باتوا يرون أن بلادهم قدمت أكثر من اللازم لأوكرانيا، بينما قال 31% منهم إن أميركا تقدم المستوى المطلوب من الدعم، وقالت نسبة 20% من الأميركيين فقط إن على بلادهم تقديم المزيد لدعم أوكرانيا بالسلاح والمال.
وزادت نسبة الأميركيين الذين يرون أن بلادهم تقدم الكثير لأوكرانيا بـ6 نقاط، مقارنة مع استطلاع أجرته نفس المؤسسة في سبتمبر/أيلول من العام الماضي.
ووفق المعهد نفسه، فقد تراجعت نسبة الأميركيين الذين يرون أن الحرب الروسية الأوكرانية تشكل تهديدا على الأمن القومي الأميركي، فخلال مايو/أيار من العام الماضي، كان نصف الأميركيين يرون أن هذه الحرب تشكل خطرا على بلادهم، في المقابل وصلت هذه النسبة مع نهاية يناير/كانون الثاني الماضي إلى 35% فقط.
بينما أظهر استطلاع أجراه مركز “غالوب” (Gallup)، أن نسبة الذين يرون أن بلادهم قدمت مساعدات لأوكرانيا أكثر من اللازم، تصل إلى 28%، وهي نسبة أكثر من النسبة التي توصل لها استطلاع مؤسسة “بيو”.
وما زال ثلثا الأميركيين يؤيدون استمرار دعم بلادهم لأوكرانيا إلى حين استرجاعها كل أراضيها من روسيا، في المقابل يرى 31% من الأميركيين أن على بلادهم أن تقوم بجهود من أجل إنهاء هذه الحرب بسرعة.
ولا يختلف المزاج العام الأميركي كثيرا عن نظيره الأوروبي في متابعة أخبار الحرب، حيث قال 65% من المستجوبين أنهم ما زالوا حريصين على متابعة أخبار المعارك الدائرة في أوكرانيا.