الاخبار العاجلةسياسة

صحيفة روسية: هل تحل فاغنر محل قوات الأمم المتحدة في أفريقيا؟

نشرت صحيفة “نيزافيسيمايا” الروسية تقريرا يسلط الضوء على الاهتمام الروسي المتنامي بأفريقيا، تزامنا مع ما قالت إنه انحسار لدور قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام في بلدان عديدة بالقارة السمراء.

وأشار تقرير الصحيفة إلى أن الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى مالي، والانسحاب التدريجي لوحدات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة من البلد ودول أفريقية أخرى عديدة، مؤشر واضح على فشل المنظمة الأممية في حل النزاعات في القارة السمراء، ورغبة الدول الأفريقية في الاستعانة بالشركات العسكرية الخاصة، بما في ذلك الشركات الروسية.

وقالت الصحيفة إن أفريقيا تضم 6 بعثات تابعة لقوات حفظ السلام الدولية، لكن تلك البعثات ركزت جهودها خلال السنوات الأخيرة على تقديم المساعدات الإنسانية بدل ضمان إحلال السلام في المناطق الساخنة، مثل جنوب السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية ومالي.

ورغم الدور الذي تقوم به قوات حفظ السلام في بلدان مثل لبنان وقبرص والذي ساهم في تطبيق وقف إطلاق النار، فإن تقرير الصحيفة الروسية يقول إن قوات حفظ السلام كانت أحد عوامل تدهور الوضع السياسي والأمني في مناطق أخرى من بينها دول أفريقية.

إشكالات

وتطرق التقرير إلى جملة من الإشكالات التي تحد من دور القوات الأممية، ومنها المشاكل السنوية المتعلقة بالموافقة على ميزانية بعثات حفظ السلام، حيث تتعارض المصالح السياسية للرعاة الرئيسيين، ممثلين في الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية، مع مصالح الدول التي تتمركز فيها القوات الأممية.

وذكرت الصحيفة الروسية أن وحدات حفظ السلام الأممية الموجودة في بلدان مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان ومالي وجمهورية أفريقيا الوسطى، تواجه صراعات سياسية وثقافية وقبلية، وأن الأوضاع المتأزمة في تلك البلدان تتعارض بشكل مباشر مع التفويض الذي تتمتع به تلك القوات هناك.

وضربت مثالا على ذلك بما يحدث في جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث شكلت منظمة الأمم المتحدة بعثة في عام 1999 أسندت لها مهمة تحقيق الاستقرار في البلد، والقضاء على الجماعات المسلحة، ومنع انهيار الدولة، لكن الفوضى ما زالت سائدة هناك في ظل غياب القانون، الأمر الذي أثر سلبا على رأي سكان الكونغو بشأن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.

لماذا فاغنر؟

وقالت “نيزافيسيمايا” إن الأسباب المذكورة آنفا دفعت قادة عدد من الدول الأفريقية التي تتخبط في مشاكل أمنية، للتخلي عن الاعتماد على قوات الأمم المتحدة، واستبدالها واختيار الشركات العسكرية الخاصة على غرار شركة فاغنر الروسية، التي تستطيع إعادة ترتيب الأمور بنفسها بشكل أسرع وبتكلفة أقل مما تتطلبه قوات الأمم المتحدة.

ومن بين الدول التي تبنت هذا الخيار مالي وبوركينا فاسو وجمهورية أفريقيا الوسطى، وفق الصحيفة.

كما أشارت إلى أن اتهامات وجهت لقوات حفظ السلام الأممية في بعض الدول الأفريقية بارتكاب جرائم، من بينها اغتصاب الفتيات القصر والنساء، قد أثرت سلبا على صورتها في القارة السمراء. ورأت الصحيفة أن الممارسات السيئة التي يقوم بها أفراد من قوات حفظ السلام قد هزت ثقة سكان الدول الأفريقية في بعثات الأمم المتحدة تلك، كما رسخت لدى الجماعات المسلحة المتناحرة في بعض البلدان شعورا بالقدرة على الإفلات من العقاب.

ولفتت إلى أنه على الرغم من عملياتها على مدى ربع قرن لحفظ السلام في أفريقيا، فإن الأهداف التي أعلن المجتمع الدولي أنها ستحققها ما زالت حبرا على ورق.

وأشار تقرير الصحيفة الروسية إلى أن جمهورية أفريقيا الوسطى منحت الشركات الروسية تراخيص تمكنها من استخراج الثروات المعدنية في البلاد، بعد نجاح وحدات من شركة فاغنر العسكرية الروسية في حل المشاكل الأمنية التي كانت تشكل تحديا لقادة الكونغو.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى