الاخبار العاجلةسياسة

الحرب في أوكرانيا.. لوتان: هذا ما تقوله الصين وما لا تريد قوله

أصدرت الدبلوماسية الصينية -خلال الأيام القليلة الماضية- وثيقة من 12 نقطة تحدد فيها موقفها من الملف الأوكراني، مما يظهر أن بكين مستعدة للمشاركة هذه المرة، بعد أن علق عليها الأوروبيون الأمل في أن تقوم بدور الوساطة للتفاوض على إنهاء الحرب في أوكرانيا، لأنها الفاعل الوحيد الذي يمكنه الضغط على موسكو.

ولإلقاء الضوء على هذه الوثيقة، حاولت لوتان (Le Temps) فك رموزها في 5 نقاط، أوضح خلالها فريدريك كولر -في مقاله لهذه الصحيفة السويسرية- ما تقوله الصين بالفعل وما لا تريد قوله.

لا خطة سلام صينية

لا تدعي بكين أن الوثيقة التي أصدرتها تحت عنوان “الموقف الصيني من الحل السياسي للأزمة في أوكرانيا” “خطة سلام” ولكنها تعيد قراءتها للصراع وتعرض طرقها لوضع حد له، في 12 نقطة كما يلي: احترام سيادة جميع البلدان، التخلي عن عقلية الحرب الباردة، نهاية الأعمال العدائية، استئناف محادثات السلام، حل الأزمة الإنسانية، حماية المدنيين وأسرى الحرب، تأمين محطات الطاقة النووية، الحد من المخاطر الإستراتيجية، تسهيل صادرات الحبوب، إنهاء العقوبات أحادية الجانب، صيانة سلاسل الإنتاج الصناعي. وأخيرا، تعزيز إعادة الإعمار بعد الصراع.

لا توجد حرب في أوكرانيا

وبحسب بكين، لا “حرب” في أوكرانيا ولا “عدوان” هناك “أزمة” أو “صراع” ليس بين روسيا وأوكرانيا، بل بين روسيا والولايات المتحدة وحلفائها في الناتو، وبالتالي فإن ما يحدث في أوكرانيا ليس غزو بلد من قبل دولة أخرى، ولكن تحديد مجالات النفوذ في عالم متعدد الأقطاب تدعو إليه بكين، مما يعني تخلي الولايات المتحدة وحلفائها عن فرض نظامهم على بقية العالم.

اقرأ ايضاً
أوكرانيا قد تتعرض لهزيمة "نكراء".. مقال في تلغراف: حملة الربيع الروسية قد تغير موازين الصراع

إعادة تأكيد السيادة

تصر بكين على السيادة الوطنية وسلامة الأراضي واحترام ميثاق الأمم المتحدة، مما يعني أنها -وهي التي لم تعترف بأي ضم للأراضي الأوكرانية من قبل روسيا- تلتزم بحدود أوكرانيا التي تم تحديدها في وقت استقلالها، أي الحدود المعترف بها دوليا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم، لكنها لا تقول ذلك صراحة. وهي في النقطة الثانية من وثيقتها تشير إلى “المصالح المشروعة” لكل من الطرفين في “الهيكل الأمني ​​الأوروبي” مما يدعم الحجة الروسية.

السلاح النووي خط أحمر

أوضح الرئيس الصيني شي جين بينغ أن اللجوء إلى التهديد بالأسلحة النووية غير مقبول، ناهيك عن استخدامها، وهذا الموقف الواضح للغاية يشكل -من وجهة النظر الغربية- الضمانة الصينية الرئيسية ضد تصعيد الصراع. ومع أن الصين أعلنت حيادها بشأن تسليم الأسلحة إلى المتحاربين، فإن الغرب يتهمها بتقديم معدات مزدوجة الاستخدام لموسكو، ولكن الوثيقة لا تقول شيئا عن ذلك وتدعو إلى إنهاء “العقوبات أحادية الجانب”.

شي لم يدع زيلينسكي

خلافا للرؤساء الغربيين عموما، رحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي إيمانويل ماكرون بهذا “الموقف الصيني” وقال إنه “ينوي لقاء شي جين بينغ” وبالتالي إذا استقبلته بكين، فسيكون ذلك بمثابة نقطة تحول تشير إلى ابتعاد الصين عن روسيا، أما إذا لم تهتم بكين بيد كييف الممدودة، فسوف تسقط الأقنعة، خاصة أنه لا يوجد ما يشير في النقاط الـ 12 إلى أن الصين تنوي فرض نفسها كوسيط للسلام.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى