الاخبار العاجلةسياسة

رفض الحديث عن مستقبله السياسي بعد منعه من الترشح.. جيرمي كوربن للجزيرة نت: هذه أسباب ارتفاع الأسعار ببريطانيا

لندن- لا يكاد الزعيم السابق لحزب العمال البريطاني، جيرمي كوربن، يفوت أي فرصة للمشاركة في الإضرابات والاحتجاجات العمالية التي تعرفها البلاد منذ أشهر وتعتبر من بين الأضخم في تاريخ بريطانيا، لذلك ما زالت هناك شعبية مرتفعة لكوربن في الأوساط العمالية والشبابية.

في المقابل، يعتبر كوربن عنصرا غير مرغوب لدى البعض من النخب اليمينية، بما في ذلك القيادة الجديدة لحزب العمال، الأمر الذي وصل إلى اتخاذ زعيم المعارضة كير ستارمر قرارا بمنع كوربن من الترشح باسم الحزب في الانتخابات المقبلة، وهو القرار الذي خلف صدمة لدى كثيرين، خصوصا وأن كوربن ظل يواصل عمله السياسي لأكثر من 40 سنة.

وجاء قرار المنع بعد سلسلة من التضييق على كوربن، ومحاولة إلصاق تهمة معاداة السامية، بسبب الدعم الكبير الذي يقدمه للقضية الفلسطينية وانتقاده اللاذع لسياسات الاحتلال الإسرائيلي.

ورغم عجز خصوم كوربن عن الإتيان بأي دليل حول تورطه في معاداة السامية، فإنه يواجه معركة حقيقية الغرض منها إخراجه من المشهد السياسي إلى الأبد، بعد أن ظل لسنوات رقما صعبا في السياسة البريطانية وكان قاب قوسين أو أدنى من الوصول لمنصب رئيس الوزراء بانتخابات سنة 2019.

مستقبل مجهول

في اتصال للجزيرة نت مع كوربن، رفض الإفصاح عن الخطوة المستقبلية التي سيقدم عليها بعد قرار منعه من الترشح باسم العمال، مؤكدا أنه يركز حاليا على مواجهة أزمة ارتفاع تكاليف المعيشة التي تشهدها بلاده.

في المقابل، رجحت مصادر من حزب العمال -للجزيرة نت- أن كوربن قد يترشح مستقلا خلال الانتخابات العامة التي ستجرى نهاية سنة 2024 أو بداية 2025.

نفس المصادر أكدت أن كوربن يتمتع بشعبية كبيرة في منطقته الانتخابية (إيزلنتون) بالعاصمة لندن، ويمكنه الفوز بمقعد برلماني بسهولة حتى وإن ترشح بعيدا عن حزب العمال.

الأرباح قبل المواطن

عند سؤاله حول أسباب أزمة غلاء المعيشة التي تعرفها بريطانيا، أكد كوربن أن سببها “النظام الاقتصادي الذي يقدس ويعطي الأولوية لتقديم الأرباح على حساب المواطنين” مضيفا أن شركات الطاقة تحقق أرباحا بالمليارات التي توزعها على مساهميها “مقابل دفع ملايين المواطنين نحو الفقر”.

اقرأ ايضاً
حرب أوكرانيا.. روسيا تستهدف أهدافا حيوية في كييف والبابا يدعو لإجراء مفاوضات حقيقية

وعبر كوربن عن تفهمه للإضرابات التي يخوضها مئات الآلاف من العمال “لأنهم يحاربون ضد التفاوتات الكبيرة في المجتمع وانعدام المساواة ويطالبون بمجتمع أكثر عدلا للجميع”.

وشدد على أن أزمة غلاء المعيشة لن يتم حلها “ما دامت الشركات الخاصة تفعل ما تريد دون حساب، وتتحكم في الطريقة التي نستهلك بها الموارد من أجل العيش”.

ويقترح السياسي البريطاني حلا للتعامل مع هذه الشركات من خلال “جعل كل الموارد الأساسية مثل الطاقة والماء والبريد والسكك الحديدية تحت إدارة عمومية ديمقراطية، وألا تبقى محتكرة من الأقلية” معبرا عن قناعته بأن هذه هي الطريقة المثلى “من أجل نقل الثروة والقوة الاقتصادية من يد أولئك الذين يسيطرون عليها إلى من يحتاجها”.

ضربة للديمقراطية

ورغم رفض كوربن الحديث عن مستقبله السياسي بعد قرار منعه من الترشح باسم حزب العمال، إلا أنه أكد تشبثه بموقفه الذي عبر عنه في البيان الذي أصدره مباشرة بعد صدور القرار.

وقال في هذا البيان إن قرار ستارمر هو ضربة صريحة للديمقراطية، وكذلك تجاوز لحقوق سكان منطقة إيزلينتون في اختيار ممثلي حزب العمال، مشددا على أن السكان هم أصحاب الحق في اختيار مرشحيهم وليس قيادة الحزب، مضيفا أن أي تجاوز لهذا المسار الذي تنص عليه قوانين الحزب يجب أن تتم مواجهته من طرف أي شخص يؤمن بالديمقراطية.

واعتبر كورين في نفس البيان أن قرار منعه من الترشح تشويش على الهدف الأساسي والأهم وهو هزيمة حزب المحافظين خلال الانتخابات المقبلة، مؤكدا أن هذه الحكومة تتسبب في واحدة من أسوأ أزمات المعيشة التي عرفتها بريطانيا منذ أجيال.

وتنص القوانين الداخلية لحزب العمال والقوانين البريطانية أن أعضاء الحزب في كل منطقة هم من يصوتون لاختيار مرشحيهم، وفي حال حاز كوربن على دعم سكان المنطقة فسيكون على الحزب قبول ترشحه، وإلا سيكون على القيادة أن توقف الترشح، وهنا قد تجد نفسها في حرج ومواجهة مع قواعدها في تلك المنطقة، لكن يبقى السيناريو الأوفر حظا هو اختيار كوربن للترشح بشكل مستقل.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى