الاخبار العاجلةسياسة

“السلطة الآن بيدنا”.. ميديابارت: المستوطنون يريدون ضم الضفة دون منح الجنسية للفلسطينيين

بعد قيام مستوطنين بإحراق بلدة فلسطينية بالقرب من نابلس وإراقة الدماء فيها، يلتقي إسرائيليون من أقوى المستوطنات في المنطقة، وآخرون ممن يؤمنون بإقامة “يهودا والسامرة مهما كان ومهما كلف ذلك من ضحايا بين البشر”، وشعارهم “لقد نجحنا الآن، نحن من بيدنا السلطة”.

بهذه الجمل لخّص موقع ميديابارت (Mediapart) الفرنسي مقالًا مشتركًا لجوزيف كونفافرو ومارينز فلاهوفيتش، حاورا فيه مستوطنين في الضفة الغربية على خلفية الأحداث التي شهدتها بلدة حوارة جنوبي نابلس الأسبوع الماضي.

أحد المستوطنين الذين أورد المقال آراءهم يدعى بيني كاتزوفر، وهو رائد الحركة السياسية والدينية في مستوطنة غوش إيمونيم، وقد قدم نفسه قائلا “بعد ألفي عام من الانقطاع، ربما أكون أول يهودي عاد إلى السامرة”، متفاخرًا بأنه أسهم في تشكيل مستوطنات يهودية في الضفة الغربية، بعد أن استقر في الخليل بعد حرب عام 1967.

يقول هذا المستوطن “طردنا الجيش 7 مرات، ولكن المرة الثامنة حالفنا النجاح، حيث لم يكن هناك في ذلك الوقت وجود يهودي في السامرة، أما الآن فيوجد أكثر من 300 مستوطنة. لم أرغب ولم أفكر أبدًا في أن أرى بأم عيني عدد سكاننا يرتفع من 50 إلى 500 ألف شخص”، في إشارة إلى عدد الإسرائيليين الذين تم توطينهم الآن في الضفة الغربية، التي يطلقون عليها “يهودا والسامرة” وسط سكانها الفلسطينيين البالغ عددهم 3 ملايين نسمة.

ويضيف بيني كاتزوفر (76 عامًا) “ما تراه أمام عينيك هو إرادة الله، لم تكن هناك طرق ولا مياه ولا كهرباء. كان هناك إرهابيون عرب. وكان علينا التغلب على عداء كل المجتمع الدولي بما فيه حكومتنا”. ويشير المقال إلى أن كاتزوفر يعد أحد مؤسسي مستعمرة “إيلون موريه” الواقعة على بُعد كيلومترات قليلة من مدينة نابلس وبلدة حوارة التي كانت مؤخرا ضحية لهجوم همجي عقابي من قبل المستوطنين وصفه الجنرال يهودا فوكس، قائد القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية بأنه مذبحة، وهو مصطلح غير مقبول بالنسبة لبيني كاتزوفر، مع أنه يقر بأن الهجوم على هذه البلدة “ليس بالأمر الجيد”.

دعوة لإبادة حوارة

ونبه المقال إلى أن بيني كاتزوفر يمكن أن يعتبر أيقونة للمستوطنين الذين يستقرون بشكل متزايد في مناطق بعيدة للغاية عن الخط الأخضر الذي يفترض منذ عام 1967 أنه يشكل الحدود بين إسرائيل ودولة فلسطينية قد تولد في المستقبل، وذلك لإعاقة هذه الفكرة بتشجيع من حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الحالية التي تعتمد على اليهود المتعصبين والصهاينة بقيادة وزيريه إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.

وأشار الكاتبان إلى أن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش دعا في معرض حديثه عن الهجوم الذي تعرضت له حوارة من قبل المستوطنين، إلى إبادة البلدة، فيما اكتفت الحكومة الإسرائيلية باعتقال عدد قليل من منفذي الهجوم على البلدة الفلسطينية اعتقالًا إداريًّا.

وفي السياق نفسه الذي تحدث فيه بيني كاتزوفر، قالت المستوطنة نادية مطر، مؤسسة حركة “السيادة” ذات النفوذ المتزايد، “أفهم دوافع المستوطنين في يتسهار (وهي مستوطنة إسرائيلية في الضفة الغربية)، فالمشكلة الحقيقية هي الإرهابيون العرب وليست في مثيري الشغب الإسرائيليين، وأتهم الحكومة والجيش بالتقصير في حماية السكان في يتسهار الذين يتعرضون للهجوم كل يوم في حوارة”.

اقرأ ايضاً
لوفيغارو: حكومة طالبان تعتمد على السياحة للتخفيف من عزلتها

“حل الدولتين انتحار”

وتحتج المستوطنة نادية على تسمية المستوطنات، وتدعي أن هذه الأرض إرث لليهود، وترى أن جذور المشاكل الحالية بدأت بعد حرب 1967 التي انتصرت فيها إسرائيل، وتضيف “تمكنا من العودة إلى أراضينا، ومع ذلك فإن الحكومة رفضت أن تفعل أي شيء من شأنه أن ينقذنا من كل المتاعب التي لدينا اليوم”.

وتقول نادية إن “السيادة” التي يسعى وزير المالية اليميني المتطرف سموتريتش اليوم لاستعادتها هي ضم كل الضفة الغربية لإسرائيل بدلا من تسليم السيطرة لذراع الجيش المسؤول عن الإدارة المدنية للأراضي المحتلة”.

وتوضح أنها أدركت منذ عام 1967، أن الأمور تغيرت بشكل جذري مع وجود 500 ألف مستوطن في الضفة الغربية، أكثر من نصفهم بالقدس الشرقية، وترى أن اليمين الإسرائيلي أخطأ بالتركيز على مضاعفة المستوطنات خارج الخط الأخضر فقط، وتقول “شعرنا أننا لن ننقذ يهودا والسامرة بزرع 30 شجرة هنا وبناء 3 منازل هناك، بالنسبة لنا حل الدولتين الذي يريده اليسار انتحار، وهكذا بدأنا الحركة من أجل السيادة التي تطالب بضم مناطق جديدة”.

ضم الضفة وإقصاء العرب

وأورد المقال رأي مستوطن آخر هو شلومو نئمان، رئيس حركة “السيادة” التي تنتمي إليها نادية مطر، الذي يقول إن هناك فرقًا بين سيادة دولة إسرائيل في الجولان حيث يوجد عدد قليل جدا من اليهود، وبين سيادتها في مستوطنات من قبيل “معاليه أدومين” و”أريئيل” التي يعتبر كل سكانها يهودًا، ويرى أن الضم لا يضمن “السيادة على الأرض” إذ يخشى البعض من أن ينجر عنه منح الفلسطينيين في الضفة الغربية نفس الحقوق التي يتمتع بها الفلسطينيون في إسرائيل، ويمكّنهم من التصويت وانتخاب ممثلين لهم في الكنيست.

ويشير الكاتبان إلى أن نادية مطر وحركتها يدركون صعوبة معادلة ضم الأراضي الفلسطينية، لذلك فإن مطر ترى أنها وجدت حلًّا للمعضلة يتمثل في “أن نقيم سيادة على يهودا والسامرة دون أن نضطر لمنح الجنسية للعرب على الفور، وذلك من خلال منحهم الإقامة فقط كما هو الحال في القدس، وفتح الطريق لهم للحصول على الجنسية فيما بعد”.

سيادة الأمر الواقع

ووفق مقال ميديابارت، فإن المستوطنين في الخليل يؤكدون سيادتهم عليها بحكم الأمر الواقع، ببساطة من خلال العيش في المدينة التي تعد من أكبر المدن الفلسطينية في الضفة الغربية ويقطنها نحو 700 ألف فلسطيني، حيث يحتل بضعة آلاف من المستوطنين اليهود جزءًا منها تحت حماية ضعف عددهم من قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وفي ختام المقال يورد الكاتبان رأي مستوطنة يهودية في مدينة الخليل قدمت إليه من فرنسا، وتدعى فاليري، التي قالت ردا على سؤال الكاتبين عما إذا كانت ترى أن حكومة نتنياهو الجديدة التي جعلت المتطرف إيتمار بن غفير وزيرًا للأمن القومي تبعد الخطر عن المستوطنين أم تفاقم المخاطر الأمنية؟ “أنا من المعجبين بنتنياهو وأعتقد أنه سينجح، وأعرف بن غفير، وأعتقد أن سينجح، لقد أصبحنا الآن في السلطة”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى