الاخبار العاجلةسياسة

زيارة وزير الدفاع الأميركي للمنطقة.. هل حملت جديدا؟

واشنطن- تعكف واشنطن على تنشيط جهودها الدبلوماسية في الشرق الأوسط بالتركيز المزدوج على قضيتي أعمال العنف المتزايدة في مدن الضفة الغربية إثر الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة، وقضية المخاوف المرتبطة بالملف النووي الإيراني.

وفي الوقت الذي اجتمع فيه أمس الاثنين وزير الخارجية أنتوني بلينكن في واشنطن بوزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي، واصل وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن جولته فزار 3 من حلفاء واشنطن في المنطقة (إسرائيل والأردن ومصر).

وقال مسؤول عسكري أميركي إن زيارة الوزير أوستن هدفها دعوة الأطراف إلى العمل على خفض التوترات في الضفة الغربية، بالإضافة إلى التأكيد على نقل التزام الولايات المتحدة الدائم تجاه الشرق الأوسط، وأن واشنطن لا تزال ملتزمة بدعمهم عسكريا.

ومن ناحية أخرى، تخشى واشنطن من تجدد اندلاع المزيد من أعمال العنف في مدن الضفة الغربية مع قرب حلول شهر رمضان المبارك من جانب، وأعياد الفصح عند اليهود من جانب آخر.

توقيت “استثنائي”

وجاءت زيارة الجنرال أوستن عقب إجراء عدد من أرفع المسؤولين الأميركيين -مثل مستشار الأمن القومي، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية، ووزير الخارجية- زيارات إلى المنطقة خلال الشهرين الماضيين.

وعلق السفير ديفيد ماك، مساعد وزير الخارجية السابق لشؤون الشرق الأوسط والخبير حاليا في المجلس الأطلسي، على زيارة أوستن، بالقول إنها جاءت متأخرة للغاية.

وفي حديث للجزيرة نت، أشار ماك إلى أن “واشنطن عقدت مؤخرا اجتماعات رفيعة المستوى مع كبار القادة الدوليين فيما يتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية والقلق المتزايد بشأن الصين في الشرق الأقصى وجنوب آسيا وأفريقيا، كما عززت المستوى العالي من العلاقات مع دول مجلس التعاون الخليجي فيما يتعلق بإيران، وعلى النقيض من ذلك، أهملت علاقاتها مع الأردن ومصر، وهما شريكان رئيسيان لهما دور كبير في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني”.

من جانبه أشار الخبير بمركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الإستراتيجية في جامعة الدفاع الوطني التابعة للبنتاغون ديفيد دي روش، إلى أن توقيت زيارة الجنرال أوستن للمنطقة مهم بصورة استثنائية.

وأضاف دي روش أن “التوقيت مهم بشكل خاص، بسبب اكتشاف الوكالة الدولية للطاقة الذرية لجزيئات اليورانيوم عالية التخصيب ذات الأصل غير المحدد في إيران، وهو ما زاد من القلق بشأن إمكانية تطوير إيران لسلاح نووي في وقت قصير جدا، واحتمال مبادرة إسرائيل لشن هجوم على إيران، ومن المهم أن يشارك أوستن ما لديه من معلومات مع شركائنا الأمنيين، وكذلك لطمأنتهم بشأن التزام الولايات المتحدة تجاه المنطقة”.

اقرأ ايضاً
عام ينتهي والأقصى في قلب المواجهة.. هذا ما يحمله 2023 للقدس ومسجدها وأهلها

اهتزاز ثقتهم

وأشار بيان صدر عن البنتاغون أمس إلى أن زيارة أوستن تهدف لإظهار دعم بلاده للحلفاء الرئيسيين بالمنطقة في مواجهة ما وصفه مسؤولون أميركيون “التهديد المتزايد الذي تشكله إيران”.

وتشعر الولايات المتحدة بقلق بالغ إزاء التقدم غير المسبوق في برنامج إيران النووي، إذ قال وكيل وزارة الدفاع للشؤون السياسة كولين كال، أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، إن طهران طورت الكثير من إمكانياتها النووية منذ انسحاب إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي عام 2018، وإنها قد تحتاج إلى 12 يوما فقط لتخصيب ما يكفي من اليورانيوم المستخدم لصنع قنبلة نووية واحدة.

في حين اقترح المسؤول السابق بوزارة الخارجية دنيس روس، في مقال له بمجلة “أتلانتيك” عددا من الإجراءات التي يتعين على إدارة بايدن اتخاذها لمعالجة البرنامج النووي الإيراني، بحجة أن التدخل الأميركي قد يكون ضروريا لمنع ضربة إسرائيلية.

وقال روس إن إعادة اكتشاف الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمواد مخصبة في بعض المواقع الإيرانية “لن يؤدي إلا إلى تأكيد الاعتقاد الإسرائيلي العميق بأن النهج الحالي لواشنطن سيؤدي في النهاية إلى حصول إيران على قنبلة”.

واعتبر الخبير دي روش أن الحفاظ على حوار مفتوح وتقديم المعلومات الأمنية التي لدى الأميركيين ربما يكونان أفضل طريقة لبناء الثقة، لذا فإن زيارة الوزير أوستن هي بالتأكيد شيء جيد، على حد تعبيره.

دور للبنتاغون

ويلعب المنسق الأمني الأميركي التابع لوزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” دورا كبيرا ومحوريا في التنسيق الأمني بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

وأوضح دي روش أن مكتب المنسق العسكري يقوم بالتفاعل على الأرض بين الطرفين، ومع ذلك، فإن النقاش الأميركي حول سلوك القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية عادة ما يتم التعامل معه من خلال القنوات السياسية وليس القنوات العسكرية.

ولعبت الولايات المتحدة أدوارا رئيسية في تسهيل تبادل المعلومات الاستخباراتية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية منذ التوقيع على اتفاقية أوسلو عام 1993، واستمرت واشنطن في ذلك لما يقرب من عقد من الزمان، إلى جانب تقديم الدعم المادي لقوات الأمن الفلسطينية.

ويرى ماك أن “العديد من القادة العرب، وكذلك القادة الأتراك، سيراقبون زيارة أوستن لمعرفة ما إذا كانت إدارة بايدن مستعدة لاتخاذ موقف قوي ضد الإسرائيليين المتطرفين من خلال تدابير تتجاوز بيانات الإدانة”، مشددا على أن “زيارة أوستن إلى عمان والقدس والقاهرة هي جزء من هذا الجهد، لكن المتابعة الحاسمة من واشنطن هي الأكثر أهمية”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى