اتخذ الممثل الخاص للأمم المتحدة في ليبيا ، عبد الله باثيلي ، عدة خطوات أمنية “غير مسبوقة” استعدادًا لإجراء الانتخابات الليبية ، وسط تكهنات من قبل بعض السياسيين حول كفاية الإجراءات التي اتخذها حتى الآن.
وفي حديث لـ “الشرق الأوسط” ، أشار عدد من العسكريين والباحثين إلى أن باثيلي يمكن أن ينجح في تحقيق هدفه ، لكنهم أشاروا إلى عقبات وتوترات محتملة.
وفي هذا الصدد ، قال وزير الدفاع الليبي السابق محمد البرغثي ، إن باثيلي نجح في جمع كل القوات العسكرية النشطة والقادرة تقنيًا على ضمان إجراء انتخابات آمنة في أي وقت ، معتبراً أن المبعوث الأممي تعامل مع مهمته بـ “الذكاء والشجاعة التي افتقدها أسلافه”.
وقال البرغثي أيضا إنه يتفهم الشكوك في أن قادة الفصائل المسلحة في المنطقة الغربية لن يلتزموا بالانتخابات لأنها تعرض سيطرتهم الأمنية للخطر ، لكنه قال إن التسوية “لم تكن ولن تكون مجانية”.
ولفت إلى أن “على الأرجح قادة تلك الفصائل فرضوا شروطهم خلال الاجتماعات الأمنية المفاجئة التي سبقت اجتماعهم الأخير في طرابلس”.
من جهته دعا رئيس حزب التجديد الليبي سليمان البيودي إلى توسيع نطاق المشاركة في الاجتماعات الأمنية لتشمل كافة القوات العسكرية والأمنية في البلاد.
وحذر البيودي باتيلي في منشور على فيسبوك من تداعيات تجاهل القوات العسكرية المعزولة.
كما سلط أحمد عليبة الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الضوء على عدة عوامل على المستويين الدولي والمحلي من شأنها أن تمكن باثيلي من توفير الحد الأدنى من البيئة الأمنية المطلوبة لإجراء الانتخابات.
وقال عليبة لـ“الشرق الأوسط ” ، إن القوات الدولية وعلى رأسها واشنطن غيرت مواقفها بزيادة التنسيق مع قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر ، الأمر الذي يعكس المصالح المشتركة بين الجانبين.
تجلى ذلك في مشاركة وفد الجيش في جميع الاجتماعات الأمنية التي عقدت في ليبيا وخارجها.
وعلى الصعيد المحلي ، قال عليبة إن الليبيين سئموا المأزق السياسي الذي امتد لأشهر حتى الآن ، والذي يمكن أن يستخدمه باثيلي للضغط على البرلمان والمجلس الأعلى للدولة في ليبيا لتمرير قوانين الانتخابات في أقرب وقت ممكن.
وأضاف أن الاتفاقات غير المباشرة بين حفتر ورئيس حكومة الوحدة الليبية المؤقتة عبد الحميد دبيبة تنبئ بإمكانية تجاوز أي عقبات أو تهديدات قد تعيق إجراء الانتخابات.
