الاخبار العاجلةسياسة

“ظهرنا مسنود”.. ماذا قدمت صواريخ المقاومة للمعتكفين في المسجد الأقصى؟

القدس المحتلة – “ظهرنا مسنود” بهذه العبارة استهل الشاب الفلسطيني المعتكف داخل المسجد الأقصى حمزة أحمد حديثه، في إشارة إلى أن وقوف المقاومة الفلسطينية إلى جانبهم عبر استهداف الاحتلال بالصواريخ أشعرهم بأنهم ليسوا وحدهم في مواجهة جبروت الاحتلال داخل الأقصى.

شهد حمزة أحمد على الفرق الكبير في تعامل الشرطة الإسرائيلية مع المسجد الأقصى والمعتكفين فيه قبل وبعد إطلاق صواريخ المقاومة والعمليات الفردية التي جرت عقب الاقتحامات المتكررة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في الأقصى.

وقال الشاب الفلسطيني، في تصريح للجزيرة نت، إن “المعادلة تغيّرت.. الصواريخ أربكتهم وقلبت حساباتهم، ورغم أن الشبان لم يوقفوا فعاليات الإرباك الصوتي والتكبيرات والهتافات منذ الصباح.. فإن الشرطة قابلت ذلك بضبط النفس مجبَرة خوفا من تدهور الأوضاع مرة أخرى”.

وعن شعوره حيال ذلك، قال المعتكف الشاب “شعرنا بالفخر.. هناك من يقف معنا ويسند ظهورنا، وبالإضافة لذلك فإن عزيمة المصلين وثباتهم وإراداتهم كفيلة بنجاح الاعتكاف في كل رمضان”.

%D9%A1
معتكفون يرتلون القرآن أمام قوات الاحتلال بالتزامن مع اقتحامات المستوطنين (الجزيرة)

منذ بداية شهر رمضان خرج حمزة أحمد من مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية مرارا نحو الأقصى بنية الاعتكاف فيه، فاحتجزه الاحتلال وأعاده أدراجه تارة، وطُرد من المسجد تارة أخرى، لكنه صمّم على العودة والاعتكاف فيه.

داخل المصلى القبلي، التقت الجزيرة نت بالمعتكف موسى ناصر الذي ينحدر من قرية دير قديس غرب رام الله، ورغم أنه وصل إلى المسجد الأقصى بشق الأنفس ويعلم أن مصيره قد يكون الاعتقال بعد القمع والتنكيل، فإن ذلك لم يثنه عن الوجود في رحابه خلال أحد أكبر المواسم التهويدية المرتبطة باقتحامات عيد الفصح اليهودي.

%D9%A3
المعتكف موسى ناصر: صواريخ قطاع غزة ولبنان شكّلت رادعا لشرطة الاحتلال (الجزيرة)

شعور بالارتياح

وتوقع موسى ناصر أن تُشكل الصواريخ التي أُطلقت من قطاع غزة ولبنان قبل أيام رادعا لشرطة الاحتلال، لمنعها من تنفيذ اقتحام كبير للمسجد الأقصى كما حدث ليلتي الأربعاء والخميس الماضيتين.

وأضاف أن المعتكفين شعروا بشيء من الارتياح لأنهم يعلمون مدى قوة الردع التي تشكلها صواريخ المقاومة، لكن من ناحية أخرى لا يمكن التعويل على نجاح الاعتكاف دون وجود أعداد كبيرة، مشيرا إلى أن عدد المعتكفين بلغ هذه الليلة نحو ألف رجل وامرأة، وهذا أربك الشرطة ودفعها للتراجع.

اقرأ ايضاً
عاجل | المتحدث باسم حركة طالبان: ارتفاع عدد ضحايا الزلزال الذي ضرب شرقي أفغانستان إلى 1500 قتيل وأكثر من 2000 مصاب

وبدأ هذا الشاب العشريني رحلة الاعتكاف بالأقصى عام 2011، وصمم على المضي بها رغم مشقة الطريق وخطورة المصير، وفي حديثه عن الروحانيات التي تحفه في الأقصى، قال “للجلوس هنا نكهة خاصة، ومن يألف هذا المكان يصعب عليه الابتعاد عنه، وقوتنا العددية فيه تصنع الفرق بلا شك”.

%D9%A4
مجموعة من الشبان الأتراك يعمرون المسجد الأقصى (الجزيرة)

مدافعون جدد

صواريخ المقاومة لم تكن وحدها التي دافعت عن المعتكفين داخل الأقصى، وذلك بعد تدفق مجموعة من الشبان الأتراك القادمين من مدينة إسطنبول والذين يزورون القدس والمسجد الأقصى للمرة الأولى في حياتهم، ومن بينهم أسعد بينجر الذي قال “رأيتُ القدس قوية”، بمجرد سؤاله كيف رأيت المدينة؟

وفي وصفه للمشاهد التي رآها في الأقصى، قال “وقفنا أمام المصلى القبلي، رأينا المستوطنين والشرطة يقتحمون المسجد، ويقابلهم المصلون كبارا وصغارا بالهتافات والتكبيرات، وهؤلاء أقوياء بإيمانهم، فالطفل الذي لم يتجاوز سن الثامنة يقف أمام الشرطي ويصرخ في وجهه”.

يجلس أسعد قرب متوضأ الكأس مطمئنا مع 20 شابا آخر، يقول إنهم قدموا للرباط ولمساعدة “أمة الأقصى”، رغم أنهم يعلمون أن هذه الساحة ستكون مشتعلة خلال شهر رمضان.

ويضيف أسعد أن “المستوطنين دخلوا إلى المسجد الأقصى بحماية الشرطة، ثم رحلوا وبقي المسلمون بداخله.. ونحن الشبان الأتراك لا نغادر المسجد منذ وصولنا ولا نبتعد عنه سوى لثلاثة ساعات يوميا.. لأن هدفنا الوحيد من الزيارة هو الرباط فيه”.

ورغم كافة محاولات الشرطة الإسرائيلية لإفشال الاعتكاف في المسجد الأقصى وحصره في العشر الأواخر وأيام الجمعة في رمضان، فإن المعتكفين نجحوا بإراداتهم وبصدورهم العارية في صد اقتحامين كبيرين توقعت الشرطة أنهما سيردعان المصلين ويمنعانهم من التجمع والاعتكاف مجددا في أولى القبلتين.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى