هل تنجح الوساطة العمانية في حل الأزمة اليمنية؟
مسقط- تقود سلطنة عمان هذه الأيام مباحثات ضمن وساطة بين الأطراف المتصارعة في اليمن، تهدف إلى إحلال السلام والتوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار.
وأكد سفير السعودية لدى اليمن -عبر تغريدة له- أنه يزور صنعاء رفقة وفد عماني، بهدف تثبيت الهدنة ووقف إطلاق النار ودعم عملية تبادل الأسرى وبحث سبل الحوار بين المكونات اليمنية، وذلك للوصول إلى حل سياسي شامل ومستدام في هذا البلد.
ووصل -السبت الماضي- وفدان من السلطنة والمملكة السعودية إلى صنعاء، وسط آمال لإنهاء الحرب التي انطلقت عام 2015.
وأظهرت لقطات مصورة نشرتها وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) لحظة مصافحة الوفدين العماني والسعودي لمهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى لجماعة أنصار الله (الحوثيين).
ونقلت “سبأ” عن المشاط امتنانه لجهود الوساطة التي تقوم بها سلطنة عمان لتقريب وجهات النظر وتحقيق السلام، كما نقلت عن رئيس الوفد السعودي تثمينه لدور السلطنة وحرصها على دعم السلام والاستقرار في اليمن.
وقد أثارت جهود مسقط لإنهاء الصراع اليمني تفاعلا بين نشطاء مواقع التواصل، إذ شهد وسم “عمان تصنع السلام باليمن” رواجا كبيرا خاصة في اليمن والسلطنة.
طبيعة الوساطة العمانية
تسعى الدبلوماسية العمانية -ومنذ سنوات- إلى إيجاد تسوية سلمية ونهائية للصراع الدائر في اليمن منذ سنوات، وتمثل ذلك عبر تنظيم عدة جولات من المفاوضات بين الأطراف المتحاربة.
وتعتبر هذه المرحلة من المفاوضات “إيجابية جدا، حسب المقاسات السياسية والدبلوماسية” وفقا للكاتب والباحث في الشؤون السياسية ورئيس جمعية الصحفيين العمانية محمد العريمي.
وفي حديثه للجزيرة نت، أوضح العريمي أهمية هذه المرحلة “خاصةً بعد الاتفاق السعودي الإيراني الأخير برعاية صينية، وما تبعه من اجتماعات سعودية إيرانية، كان آخرها اجتماع وزيري الخارجية للبلدين”.
وأفاد العريمي بأن الاجتماعات تبحث العديد من الملفات لإحلال السلام المنشود في اليمن منها:
- إعادة فتح الموانئ والمطارات.
- دفع أجور الموظفين العموميين.
- فتح المسارات الإنسانية في الأراضي اليمنية.
- إلغاء القيود المفروضة من قبل التحالف الذي تقوده السعودية.
- إيجاد الترتيبات الاقتصادية وما يخص العملة النقدية.
- إيجاد صيغة توافقية في ما يخص ملف الأسرى والمفقودين.
- تثبيت الهدنة من 6 شهور إلى سنة من أجل التمكين لتحريك العديد من الملفات السياسية وغيرها من الملفات العالقة.
#عمان_تصنع_السلام_باليمن وتاريخ السياسة العمانية المتزنة والحكيمة يمنحها الاستحقاق بإن تقود وساطة هذا الملف
وفق الله الجميع pic.twitter.com/VawKdZKI25
— عادل الكاسبي ADIL ALKASBI (@adil_alkasbi) April 9, 2023
دبلوماسية السلام
عرف عن سلطنة عمان دبلوماسيتها السلمية والمحايدة تجاه العديد من القضايا الإقليمية والدولية، مما جعلها قبلة المتصارعين لإيجاد الحلول، لما تحظى به هذه الدبلوماسية من احترام وتقدير مُختلف دول العالم.
فالسلطنة لم تشارك في الحرب الدائرة في اليمن، بل سعت جاهدة لإنهاء النزاع ورأب الصدع بين الأطراف المتنازعة فـ “لا نريد أن يسجل التاريخ أن عمان اعتدت على اليمن، فهناك مشاعر قوية جياشة لدى العمانيين تجاه اليمن” هذا ما عبر عنه حينه وزير الخارجية السابق يوسف بن علوي لإذاعة “الوصال” المحلية.
وقد استضافت مسقط العديد من اللقاءات المشتركة بين الأطراف المتنازعة، في محاولة لتسوية الأزمة سلميا، كان أولها في أغسطس/آب 2015 بعد فشل مؤتمر جنيف حيث وصف ذلك اللقاء بالإيجابي، وتوالت اللقاءات بعدها بمشاركة أممية ودولية.
يومًا ما سيهتف اليمنيون بصوت عال، هذه الدولة صديقتنا حتى الأبد. لقد كانت عمان أخر الأسوار المدافعة عن حياة مسالمة لليمنيين، وظلت ترافع عن حقهم بحياة مثل كل شعوب الأرض. حتى وقد بدأت الحرب تتزحزح، سيحتاج المتحاربون، أن يتعلموا من الدرس العماني جيدا.#عمان_تصنع_السلام_باليمن…
— أنيس منصور (@anesmansory) April 8, 2023
مساعدات إنسانية
إلى جانب الجهود الدبلوماسية، قدمت مسقط مساعدات إنسانية وبرامج علاجية للسكان المتضررين من الحرب، وأرسلت طائرات إغاثية.
وأكدت السلطنة بالعديد من المحافل الدولية التزامها تقديم المساعدات الإنسانية للشعب اليمني لتمويل خطة الاستجابة الإنسانية وجهود الإغاثة للتخفيف من المأساة الإنسانية، مشيرة إلى أن هذا الدعم لن يتوقف على مختلف الأصعدة، وفقا لتصريحات مندوب عمان الأممي محمد بن عوض الحسان، خلال اجتماع بشأن الأزمة الإنسانية باليمن.
وحظيت مسقط بإشادات دولية وأممية بسبب سياستها الحيادية والسلمية، كان آخرها إشارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الدور القيادي للسلطنة في التوصل لهدنة بالحرب اليمنية، كما أثنت الأمم المتحدة في وقت سابق على دور الوساطة العمانية في تحقيق سلام اليمن، وأكدت أن الحكومة العمانية تعمل بشكل جاد على إيجاد حلول سلمية للصراع في اليمن.