الاخبار العاجلةسياسة

بينهم 250 طالبا ومرضى وصحفيون.. عشرات العالقين بمحيط القصر الرئاسي في الخرطوم

الخرطوم- يواجه عشرات المدنيين، بينهم أطفال، في وسط العاصمة الخرطوم أوضاعا إنسانية قاسية بعد أن وجدوا أنفسهم في مرمى نيران الاشتباكات العنيفة التي تدور بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حول عدد من المواقع الإستراتيجية.

ومنذ أمس السبت علق عشرات الطلاب داخل مدرسة “كمبوني” القريبة من محيط القصر الرئاسي، وتعذّر عليهم المغادرة في ظل اشتداد الصراع المسلح بين القوتين لليوم الثاني على التوالي.

وقالت نهى كرار والدة أحد الفتية العالقين في المدرسة إن نحو 250 من الطلاب محتجزون في المدرسة منذ صباح السبت، وإن الأسرة عاجزة عن التحرك لإجلاء ابنها البالغ من العمر 16 عاما، بسبب إغلاق الطرق ووقوع منزلها في مرمى اشتباكات مستمرة بضاحية امتداد ناصر شرق العاصمة وبالقرب من مطار الخرطوم.

وقالت نهى كرار -للجزيرة نت- إنها تتواصل مع ابنها على مدار الساعة عبر هواتف زملائه وإن عددا من المعلمين موجودون مع الطلاب.

وأفادت بأن ابنها حدثها عن شعوره بالجوع إذ كان صائما وحاول المعلمون مساعدته ورفاقه بتوفير وجبة طعام سريعة، مبدية قلقها الشديد على وضع العالقين مع غياب المؤشرات على إمكانية إجلائهم في ظل تصاعد الاشتباكات المسلحة. وقالت إنهم يفترشون الأرض ويعيشون حالة من الخوف الشديد.

 

 

أوضاع صعبة

وصف مدير مدرسة كمبوني، جوزيف بانظير، الوضع الأمني في محيط المدرسة بالصعب؛ حيث تتساقط القذائف من وقت لآخر على مقربة منهم وتسبب حالة من الرعب الشديد وسط التلاميذ.

وأكد للجزيرة نت تمكنهم من تأمين طعام وشراب صباح اليوم، لكن دون أمل في انجلاء قريب للأزمة، ما لم توفر ممرات آمنة تساعد في نقل الطلاب والمعلمين والعمال العالقين بالمدرسة.

وقال متحدث باسم الهلال الأحمر السوداني -للجزيرة نت- إن إجلاء العالقين وسط الخرطوم يُعد مخاطرة، فلا تزال المنطقة تشهد اشتباكات عنيفة.

ويُحتجز بانظير مع 35 طالبا بجانب عدد من المدرسين والعاملين، بينما يوجد نحو 200 طالب في الصفوف الثانوية الملحقة بالمبنى الرئيس للمدرسة، متوقعا أن يكون العدد قد تقلص بعد محاولات عدد من أولياء الأمور إجلاء أبنائهم بجهود فردية.

وبالفعل، تقول الأم ريم عبد الجليل إن ابنها البالغ من العمر 8 سنوات تمكن من مغادرة المدرسة ليل أمس بعد وصول والد أحد رفاقه، وتمكنه من نقلهما إلى ضاحية الحاج يوسف شرق الخرطوم، والاتصال بالأسرة التي تقيم بمنطقة شمبات في الخرطوم بحري والتي تحركت لتسلّمه وسط ظروف أمنية معقدة.

اقرأ ايضاً
وزارة الحج والعمرة: 10 ملايين حاج قاموا بأداء العمرة منذ إطلاق إجراءات السلامة

وتشير ريم عبد الجليل -في حديثها للجزيرة نت- إلى أن صغر سن ابنها ووجوده مع الأساتذة والطلاب خففا عليه استشعار تعقيدات الموقف، لكن مع دخول الليل بدأ ينتابه الخوف فليس من المعتاد مكوثه في المدرسة حتى ذلك الوقت.

مطالب بممرات آمنة

أطلقت لجنة الأطباء المركزية مناشدة لجميع القوات بضرورة فتح ممرات آمنة لخروج مرضى غسيل الكلى المحتجزين في مركز الشهيدة سلمى بالقرب من القيادة العامة. وقالت اللجنة -في بيان لها- إن المرضى يعيشون ظروفا إنسانية بالغة التعقيد بسبب مرضهم وكبر سنهم، مبدية تعاطفها مع ذوي الأطفال المحتجزين بمدارس كمبوني، وطالبت القوات بضرورة إجلائهم بأمان.

وناشدت جميع الأطباء للاستجابة لنداءات اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء بتغطية طوارئ المستشفيات بالقرب من مناطق سكنهم.

بدورها، ناشدت نقابة الصحفيين السودانيين الأطراف المتقاتلة وقف الاقتتال، وفتح ممرات آمنة للمدنيين العالقين في مناطق الاشتباكات، وتمكين المسعفين والكوادر الطبية من الوصول إلى المستشفيات ومراكز تلقي العلاج.

كما حثت بصفة خاصة على فتح مسار آمن للطلاب العالقين في مدارسهم والبالغ عددهم 250 طالبا وطالبة، والسماح بعودتهم إلى المنازل.

 

 

مناشدات عاجلة

أطلقت نقابة الصحفيين صباح اليوم الأحد مناشدة جديدة لمساعدة 7 صحفيين من قناتي “الحرة” الأميركية و”آر تي” الروسية، قالت إنهم عالقون في مكاتبهم خلف مستشفى “أمبريال” وسط الخرطوم حيث تتساقط القذائف بجوارهم وتشهد المنطقة اقتتالا عنيفا. وطالبت النقابة السلطات بضرورة إجلائهم إلى منطقة آمنة.

ويواجه العديد من العاملين في القنوات الفضائية بمبنى العمارة الكويتية المطلة على شارع النيل أيضا أوضاعا قاسية جراء إغلاق الطرق وانعدام فرص الحصول على إمدادات غذائية، كما تتعرض بعض نواحي المبنى لقصف يهدد سلامة الموجودين في طوابقه، وفقا لشهود عيان.

وأضافت النقابة في تحديث لاحق “مع كل دقيقة يصبح الوضع أكثر خطورة على الصحفيين في محيط القيادة العامة والقصر الجمهوري الذي يشهد معارك شرسة بين الأطراف المتحاربة”، وناشدت القوات من الطرفين بعدم استهداف المباني المدنية.

ودوّن ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي مناشدات عاجلة لإجلاء طالبات من السكن الداخلي التابع لجامعة الخرطوم بشارع القصر وسط العاصمة، كما يتردد أن عشرات من موظفي بنك الخرطوم محتجزون في مبناه الواقع قرب القصر الجمهوري الذي أغلقت جميع الطرق المؤدية إليه.



المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى