الاخبار العاجلةسياسة

غياب رسمي عن المشهد.. بريطانيا تحتفي برمضان في أشهر مواقعها

لندن- تحظى الأقلية المسلمة في بريطانيا هذه السنة بإفطارات جماعية ومفتوحة بأماكن عامة لم يسبق أن تم فتحها للجاليات المسلمة لتنظيم الفعاليات الرمضانية ورفع الأذان داخلها، من مكتبات ومتاحف وكنائس وقصور قديمة، وهي سابقة من نوعها حول العالم.

ولم يسجل أي بلد غربي الزخم نفسه الذي شهدته بريطانيا من تنظيم للإفطارات الرمضانية في أماكن تاريخية ولها رمزيتها بداية من البرلمان البريطاني الذي رُفع فيه الأذان لأول مرة، مرورا بالمكتبة البريطانية، ووصولا لعدد من المتاحف التاريخية في لندن، والكنائس كذلك وملاعب كرة القدم.

ولا يكاد يخلو يوم من أيام رمضان من دون تداول عدد من الصور والمقاطع لمسلمين وغير مسلمين يفطرون في مكان شهير في بريطانيا بعد رفع الأذان.

هذا الاحتفاء الشعبي بشهر رمضان في الفضاء العام ببريطانيا، كان من المتوقع أن يصحبه أيضا تحرك من أهم شخصية في البلاد وهي الملك تشارلز الثالث المعروف باطلاعه الواسع على الإسلام وبصداقته مع عدد من ممثلي الجالية المسلمة عندما كان وليا للعهد، خصوصا أن هذا أول رمضان بعد تربعه على عرش بلاده، ومع اقتراب الشهر الفضيل من نهايته لم يتم تسجيل أي نشاط للملك أو تصريح له مرتبط بهذه المناسبة.

LONDON, UNITED KINGDOM - APRIL 07: People gathered at the south steps of Royal Albert Hall during an "Open Iftar" event held in the holy Islamic month of Ramadan in London, United Kingdom, April 07, 2023. The event hosted by the Ramadan Tent Project, an award-winning charity founded in 2013. (Photo by Rasid Necati Aslim/Anadolu Agency via Getty Images)

“انشغال بحفل التنصيب”

بعد أشهر من وصول تشارلز الثالث إلى عرش المملكة المتحدة، لاحظ عدد من المتتبعين تغيرا في تحركاته وتصريحاته مقارنة بفترة ولايته للعهد.

وبدا الأمر جليا أيضا حتى في تعامله مع تهنئة المسلمين في شهر رمضان، حيث اكتفى بنشر صورة على الحساب الرسمي للأسرة الملكية البريطانية لتهنئة للمسلمين بمناسبة هذا الشهر، بخلاف ما فعله في فترات سابقة عندما كان وليا للعهد.

وقبل سنتين سجّل الملك تشارلز الثالث الذي كان حينها وليا للعهد؛ كلمة مصورة بمناسبة شهر رمضان، يهنئ فيها مسلمي بريطانيا والعالم، ويتحدث عن قيم شهر رمضان، وكذلك للثناء على الدور الفعال الذي قدمه المسلمون والمساجد في بريطانيا لمساعدة المحتاجين خلال جائحة كورونا.

إلا أن أحكام الحكم تختلف عن الهامش الذي كان متوفرا لدى ولي العهد، ففي عهد والدته الراحلة الملك إليزابيث الثانية لم يسبق لها أن سجلت كلمة لأي مناسبة دينية إلا كلمتها الشهيرة بمناسبة أعياد الميلاد، ويبدو أن هذا العرف هو الذي يسير عليه الملك تشارلز الثالث.

كما أن كل تحركات الملك حاليا وجهود البلاط الملكي منصبّة هذه الأيام على ترتيبات حفل التنصيب المقرر في السادس من مايو/أيار المقبل، والذي تقول كل التوقعات إنه سيكون حفلا تاريخيا.

تهنئة باهتة من سوناك

إن كانت الأعراف تفرض على الملك تشارلز الثالث التقيد بما كانت عليه والدته، فإن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك فعل العكس، ولم يطبق عرفا سبقه له سلفه بوريس جونسون، الذي -رغم تعليقاته العنصرية في حق النساء اللاتي يرتدين النقاب- كان حريصا على تسجيل كلمة يهنئ فيها المسلمين بحلول شهر رمضان مع عبارة “رمضان مبارك”.

اقرأ ايضاً
تغييرات جذرية في شكل الأسرة.. تعرف على أبرز أفراد العائلة الملكية في بريطانيا

في المقابل اكتفى رئيس الوزراء الحالي ريشي سوناك بنشر تغريدة للتهنئة بشهر رمضان على حساب رئاسة الوزراء، وليس حسابه الشخصي، علما أنه سبق أن نشر مقطعا مصورا يهنئ المنتمين لطائفة التاميل الهندية بعيد “بونجال” الذي يعد “عيد الشكر” الهندي العظيم.

وكان لافتا أن رئيس الوزراء سوناك لم يشارك في أي من الإفطارات التي تم تنظيمها طيلة شهر رمضان، كما أنه طيلة مدة ولايته لم يسجّل له حضوره أو تنظيمه لنشاط خاص بالأقلية المسلمة في بريطانيا.

ويبقى عمدة لندن المسلم صادق خان وفيا لعادة دأب عليها منذ توليه منصبه، وهو حضور الإفطار المفتوح الذي يتم تنظيمه في ميدان “ترفلغار” وسط العاصمة لندن، وكذلك تنظيمه لحفل مفتوح بمناسبة حلول العيد.

إفطارات في كل مكان

وتقف مؤسسة “مشروع خيمة رمضان” (Ramadan tent project) خلف تنظيم “الإفطار المفتوح” (Open Iftar) في عدد من الأماكن الشهيرة في العاصمة لندن خصوصا، وكلها أماكن تاريخية، مثل “المكتبة البريطانية”، ومتحف “فيكتوريا وألبرت”، وساحة القاعة الشهيرة “ألبرت الملكية”، إضافة إلى ملعب نادي تشلسي الإنجليزي “ستامفورد بريدج”.

وحظيت هذه الأنشطة بمتابعة إعلامية كبيرة داخل بريطانيا وخارجها، وانتقلت الفكرة إلى مدن أخرى، حيث باتت الكنائس أيضا تفتح الباب أمام المسلمين لتنظيم الإفطار ورفع الأذان ومشاركة الإفطار بين المسلمين وغير المسلمين.



المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى