الاخبار العاجلةسياسة

“اقتلوني ودعوا أخواتي يذهبن”.. جرائم يندى لها الجبين في الكونغو الديمقراطية

كانت الأختان غريس وزاوميني ترعيان أختهما الصغرى نيرلين (شهران من العمر) عندما جاء المتمردون. وكانت والدتهما قد ذهبت إلى السوق في ذلك الصباح وطلبت منهما الاعتناء بنيرلين. وعندما سمعتا صوت إطلاق النار والصراخ في الخارج، أمسكتا بها وهربتا إلى الغابة.

نقلت صحيفة “تايمز” (The Times) البريطانية قصة الفتاتين الشقيقتين غريس وزاوميني، في تقرير لها، وسط الصراع العرقي المسلح على السلطة بين التوتسي والهوتو شرقي الكونغو الديمقراطية، الذي انتقل من رواندا، حيث جرت الإبادة الجماعية الشهيرة في التسعينيات.

التوتسي والهوتو مرة أخرى

ودخل مقاتلو التوتسي في “حركة 23 مارس” (M23) المتمردة -المدعومة من رواندا ضد الحكومة الكونغولية- إلى كيشانغا مسقط رأسي الفتاتين.

ووصفت تايمز هذا الصراع، الذي يتكشف في غفلة من العالم، بالوحشية التي لا يمكن تصورها تقريبا، مضيفة أن المحللين يخشون أن محاولات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس السبت لتنظيم وقف لإطلاق النار، وهو الرابع منذ سبتمبر/أيلول، لن تكون له فرصة تذكر للنجاح.

وتابعت الصحيفة ما جرى للفتاتين، قائلة إنه بينما كانتا تركضان حاولتا الاختباء بين الأشجار مع جيرانهن (4 نساء أخريات و7 رجال) لكن المتمردين وجدوهم وجرّوهم إلى الأدغال، ثم سكروا واغتصبوا النساء.

لمدة يومين، احتجز المتمردون النساء والرجال كعبيد، وأجبروهم على الطهي والتنظيف واستمروا في اغتصاب النساء. ثم أعلنوا أنهم سيقتلون الرهائن الواحدة تلو الأخرى.

3 6
خارطة توضح الحدود بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا وبورندي وتنزانيا وأوغندا ومدينة غوما (الجزيرة)

“اقتلوني أنا ودعوا أخواتي”

توسلت زاوميني (23 عاما)، التي كانت أكبر من غريس بـ3 سنوات، للمتمردين بعدم قتل أختيها الأصغر سنا. وقالت: “إذا كنتم ستقتلون، فاقتلوني أنا فقط، واتركوهما تذهبان”.

جرّ المتمردون زاوميني إلى العراء واغتصبوها مرة أخرى، ثم قطعوها بالمناجل حتى الموت.

وقالت غريس للصحيفة في مخيم للنازحين خارج مدينة غوما: “لقد كانت أمام عيني، آخر شيء أخبرتني به هو أن أكون قوية وأعتني بالطفلة”.

اقرأ ايضاً
رئيس وزراء أستراليا الأسبق: الصين تعود مجددا لتبني الماركسية اللينينية نهجا للحكم

على مدى 3 أسابيع الشهر الماضي وفي المخيم نفسه، تم تسجيل أكثر من 100 حالة اغتصاب أبلغت عنها نساء تتراوح أعمارهن بين سن المراهقة والستينيات.

من أجل السلطة والثروة

يزعم المتمردون أنهم يحمون التوتسي الكونغوليين من الاضطهاد في الكونغو، حيث فر مئات الآلاف من مقاتلي الهوتو والمدنيين بعد الإبادة الجماعية عام 1994 في رواندا. لكن الكونغوليين يقولون إن هذه ذريعة من قبل الرئيس الرواندي بول كاغامي، الذي ينتمي للتوتسي، لاستخدام وكلائه في “حركة 23 مارس” وقواته المسلحة لبسط سيطرته على شرق الكونغو الغني بالموارد.

M23 rebels are backed and armed by Rwanda
متمردو “حركة إم 23” في الكونغو الديمقراطية (الفرنسية)

بعد اغتصاب أختها وقتلها، يستمر تقرير تايمز، رأت غريس شيئا فظيعا آخر لدرجة أنها بالكاد تستطيع روايته، إذ أخذ المقاتلون إحدى جاراتها، وهي امرأة حامل، وسحبوها إلى الخارج أمام مرأى ومسمع الآخرين، ثم قطعوا بطنها وقتلوها هي وجنينها.

في تلك الليلة، عندما ثمل المتمردون وناموا، أمسكت غريس نيرلين وركضت إلى الغابة. وقالت: “كنت أمسك فمها حتى لا تستطيع البكاء”. وفي الصباح، سارت غريس حتى وجدت طريقا رئيسيا وسارت إلى مخيم النزوح المؤقت بالقرب من غوما.

طقوس إذلال وعقاب

ويشير التقرير إلى أن “حركة 23 مارس” والقوات المتحالفة معها على حد سواء ارتكبوا أعمالا يندى لها الجبين ضد المدنيين، وكان المقصود منها، على ما يبدو، الإذلال والعقاب بدافع طقسي تقليدي.

وذكر أن “حركة إم 23” تبعد حاليا حوالي 32 كيلومترا فقط عن غوما التي يفر إليها المئات كل يوم من الريف، ويحمل كثير منهم أطفالهم فقط. والأكثر حظا يحمل معه غطاء بلاستيكيا لحمايته من المطر، وينام آخرون على الأرض الموحلة.

وفي المخيم الذي يطلقون عليه اسم “مخيم كانياروتشينيا”، يعيش الآلاف في بحر من الفضلات البشرية، ويعاني الأطفال من السعال الخشن والمخاط المتدفق من أفواههم. وتقول جماعات الإغاثة إن الكوليرا تمزق السكان، والغذاء باهظ الثمن، ويعيش كثيرون على حافة المجاعة.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى