رياضة

رحيل ليفاندوفسكي وإقالة ناغلسمان وموسم متواضع.. قصة لقب البوندسليغا الأصعب لبايرن ميونخ منذ أكثر من عقد

حصد بايرن ميونخ بشكل دراماتيكي لقب الدوري الألماني بعد فوزه على مضيفه كولون 2-1، وتعادل بوروسيا دورتموند 2-2 مع ضيفه ماينز اليوم السبت في الجولة 34 الأخيرة من
البوندسليغا.

وظفر بايرن باللقب بعد تفوقه بفارق الأهداف فقط على دورتموند، بعد أن تساوى الفريقان في مجموع النقاط بإجمالي 71 نقطة لكل منهما.

وبدأ الموسم الحالي بصدمة لفريق دورتموند الذي كان يبحث عن لقبه الأول في البوندسليغا منذ 2012، بعد الإعلان عن إصابة مهاجمه الإيفواري سيباستيان هيلير القادم من صفوف أياكس أمستردام الهولندي بسرطان الخصية؛ ليغيب عن النصف الأول من الموسم بأكمله.

ومنذ تعافيه وظهوره للمرة الأولى بقميص دورتموند مطلع العام الحالي، سجل هيلير 9 أهداف كانت حاسمة في استمرار الفريق في الصراع مع بايرن على اللقب، لكنه أهدر ضربة جزاء خلال المواجهة أمام ماينز في الجولة الختامية من الموسم.

على الجانب الآخر، خسر بايرن ميونخ جهود هدافه البولندي روبرت ليفاندوفسكي الذي رحل إلى برشلونة من دون أن ينجح في تعويضه، حيث إن إمكاناته لا تسمح بالتعاقد مع أمثال المهاجم الإنجليزي الدولي هاري كين هداف توتنهام، ليكتفي النادي البافاري بضم الهداف السنغالي ساديو ماني من صفوف ليفربول.

لكن صفقة ماني لم تؤت ثمارها مع النادي البافاري قبل تعرض قائد المنتخب السنغالي لإصابة قوية، إضافة إلى أن بطولة كأس العالم 2022 في قطر أثرت بشكل سلبي على أداء بايرن ميونخ.

وشاركت مجموعة من لاعبي دورتموند في المونديال، وانعكست هذه المشاركة إيجابيا على لاعبي الفريق، حيث تألق النجم الإنجليزي الشاب جود بلينغهام بشكل ملفت مع الفريق في البوندسليغا، لكنه جلس على مقاعد البدلاء أمام ماينز بسبب إصابته في الركبة.

واعتمد جوليان ناغلسمان المدرب السابق لبايرن بشكل أساسي على المهاجم الكاميروني إيريك ماكسيم تشوبو موتينغ (34 عاما)، الذي أدى بشكل رائع وسجل 10 أهداف في البوندسليغا، لكن بعد إصابته توقفت الفاعلية الهجومية للنادي البافاري.

وقرر قادة الفريق البافاري بشكل مفاجئ الاستغناء عن ناغلسمان والاستعاضة عنه بتوماس توخيل في مارس/آذار الماضي، في خطوة أثارت دهشة المجتمع الكروي العالمي.

وكان دورتموند يتصدر جدول ترتيب البوندسليغا في ذلك الوقت بفارق ضئيل للغاية عن بايرن، الذي كان قد فاز في جميع مبارياته في دوري أبطال أوروبا بجانب استمرار تواجده في مسابقة كأس ألمانيا.

وفوجئ ناغلسمان مثله مثل الجميع بنبأ إقالته، حيث علم بالأمر عبر وسائل الإعلام.

وكانت هذه الخطوة بمثابة مقامرة كبيرة من جانب الرئيس التنفيذي لبايرن ميونخ أوليفر كان والمدير الرياضي حسن صالح حميديتش، بعد أن تعرض كلاهما لضغوط كبيرة بسبب الموافقة على رحيل ليفاندوفسكي الذي سجل 40 هدفا للفريق خلال موسم واحد.

اقرأ ايضاً
بأسرع هدف في تاريخ البطولة.. الهلال السعودي يتوج بلقب أبطال آسيا

 

ورغم فوز الفريق الصعب بلقب البوندسليغا، أقال الفريق البافاري أوليفر كان وحسن حميديتش، وعين يان كريستيان دريسن رئيسا تنفيذيا.

وهناك علامات استفهام لدى جماهير بايرن ميونخ بشأن افتقاد كان وحميديتش لعنصر الخبرة الذي كان يحظى به أمثال أولي هونيس وكارل هاينز رومينيغه.

وبدأ توخيل مسيرته بشكل جيد مع بايرن ميونخ، حيث قاده للفوز على فريقه السابق دورتموند 4-2، ليعود النادي البافاري لصدارة البوندسليغا.

ولكن في غضون أسابيع قليلة خرج بايرن من ربع نهائي دوري أبطال أوروبا على يد مانشستر سيتي الإنجليزي، ومن الدور نفسه في كأس ألمانيا على يد فرايبورغ، وخسر النادي البافاري أيضا على ملعب ماينز 1-3، ليفقد موقعه في الصدارة لصالح دورتموند.

وكانت الفرصة سانحة أمام دورتموند للتتويج بلقب البوندسليغا للمرة الأولى منذ عام 2012 تحت قيادة مدربه السابق يورغن كلوب، لكن ذلك لم يتحقق في النهاية.

وتغاضى الحكم عن احتساب ضربة جزاء لدورتموند بعد تعرض كريم أديمي للعرقلة داخل منطقة الجزاء خلال التعادل على ملعب بوخوم 1-1 في الجولة 30، واتخذ اتحاد الكرة الألماني قرارا نادرا وأصدر بيانا في اليوم التالي أكد خلاله خطأ الحكم وحكم الفيديو المساعد.

كما عانى بايرن ميونخ عدة مرات بسبب قرارات الحكام، وأكد قطاع كبير من المشجعين أن الأداء التحكيمي هذا الموسم لم يكن جيدا، وكذلك الحال بالنسبة لتقنية الحكم المساعد (الفار).

وفي أقوى صراع على موسم البوندسليغا في العقد الأخير، توج بايرن باللقب بفارق الأهداف فقط عن دورتموند الوصيف.

وتعرض بايرن لأول خسارة له على ملعبه أمام لايبزيغ في الجولة الماضية، وسقط 1-3، ليصبح الطريق نحو اللقب مفتوحا على مصراعيه أمام دورتموند عقب فوزه في الجولة الماضية على مضيفه أوغسبورغ بـ3 أهداف دون مقابل.

وفي الموسم الأول لإيدين تيرزيتش في منصب المدير الفني، تعادل دورتموند في الجولة الختامية مع ضيفه ماينز بهدفين لمثلهما بعد أن كان متأخرا بهدفين دون رد، في الوقت الذي سجل فيه جمال موسيالا هدفا في الثواني الأخيرة ليبقى لقب البوندسليغا في أليانز أرينا للموسم 11 على التوالي.

وفاز بايرن بلقب الدوري الألماني للمرة 33 في تاريخه، لكنها المرة الأولى التي يحسم فيها لقب البوندسليغا بفارق الأهداف منذ عام 2000، حينما توج النادي البافاري باللقب بعد تفوقه بفارق الأهداف على باير ليفركوزن.



المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى