ليس برونالدو وحده تأتي الألقاب.. النصر السعودي يخرج من الموسم بخفَّي حُنَين
كان نادي النصر السعودي يمنّي النفس بأن يأتي تعاقده مع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو بالألقاب المحلية والقارية “للعالمي”، ولكن على عكس التوقعات خرج صفر اليدين من جميع البطولات المحلية.
ووصل أفضل لاعب في العالم 5 مرات إلى النصر في يناير/كانون الثاني الماضي في صفقة تقدّر بأكثر من 440 مليون يورو حتى صيف 2025، في باكورة مشروع رياضي ضخم يُتوقع أن يستقطب أيضًا الأرجنتيني ليونيل ميسي.
وشكّلت الصفقة من الناحية الإعلامية منعرجًا إيجابيا للدوري السعودي غير المعروف عالميا، إذ تهافت السعوديون والأجانب على حضور مباريات “الدون”، وأوفدت وسائل إعلام دولية مراسليها لتغطية مبارياته بدوري “روشن” السعودي.
لكن الصفقة الكبيرة لم تنعكس على أرض الملعب بالنسبة لجمهور النصر على الأقل، إذ خسر النصر البطولات المحلية الثلاث تباعًا.
فبعد أقل من شهر على وصوله، خسر النصر فرصة الفوز بالكأس السوبر، بالهزيمة أمام اتحاد جدة في الرياض.
ورأى مدير تحرير صحيفة “الرياضية” البارزة مقبل الزبني أن النصر ورونالدو “عاشا موسما محبطًا، وكانا بحاجة إلى بطولة واحدة على الأقل”.
وحلّ النصر ثانيًا في الدوري خلف اتحاد جدّة، وذلك يؤهله للمشاركة في تصفيات دوري أبطال آسيا. وسجّل رونالدو 14 هدفًا بينها 5 ركلات جزاء، لكن ذلك لم يكن كافيًا ليفوز النصر بالدوري المتوّج به للمرة الأخيرة في 2019.
وأضاف أن “رونالدو حاول مع النصر وأظهر روحا قتالية لكن الكرة لعبة جماعية؛ فإذا لم تكن هناك مجموعة قوية لن يكون هناك فوز”.
وأشار الزبني إلى عمر رونالدو المتقدم (38 عامًا)، وقال “لا ننسى أن رونالدو نفسه ليس رونالدو السابق. كبر في السن وبات غير قادر على حمل فريق بمفرده ومن ثم فلن ينجح وحده”.
ونجح نجم ريال مدريد الإسباني ومانشستر يونايتد الإنجليزي السابق بأهدافه في حسم 10 نقاط لمصلحة النصر في الدوري.
ورغم ذلك، رأى الإعلامي الرياضي حواس العايد أن رونالدو بدا “تائهًا وضائعًا” مع النصر.
وتابع “في كثير من المباريات كان من الصعب تحديد موقعه في الملعب”.
ومع تسديدة طائشة لرونالدو خارج الثلاث خشبات في تعادل مخيّب أمام الخليج المتواضع قبل أسبوعين، أعرب المشجع مبارك الشهري عن إحباطه حيال “أداء سيئ وغير مفهوم” من رونالدو الذي لم يسجّل في تلك الليلة.
وفي مؤتمر تقديمه في يناير/كانون الثاني، وصف رونالدو نفسه بأنه لاعب “فريد”، لكن إدارة النصر أخطأت حين راهنت على رونالدو وحده، حسب متابعين.
وقال الإعلامي العايد “كان يجب جلب لاعبين مساعدين لرونالدو لإخراج أفضل ما لديه”، مشيرًا إلى أن الإدارة فوّتت “فرصة تدعيم الفريق بشكل أفضل في الشتاء”.
ويحق لكل ناد سعودي تسجيل 8 أجانب، وهي فرصة تستغلها الأندية السعودية عادة لضم عناصر مميزة.
وبخلاف رونالدو، لم يبرز في النصر سوى البرازيلي تاليسكا، وافتقد الفريق في شكل واضح لأجنحة هجومية فعّالة.
وعجز رونالدو عن قيادة النصر لاستعادة الألقاب الغائبة عن خزائنه منذ 3 سنوات، خصوصًا مع تحفز كل الفرق للتألق أمامه.
أما المحلل الرياضي المصري أحمد عفيفي فقال “لا يتحمّل رونالدو مسؤولية” موسم النصر الصفري؛ “لقد قدّم التزامًا كبيرًا ولم يتعامل بفوقية مع زملائه أو الأحداث”.
وأشار عفيفي إلى أن “النصر واجه سوء حظ في الإصابات وأبرزها حارسه الأساسي الكولومبي دافيد أوسبينا”، وتابع “بخلاف أن منافسه الرئيسي اتحاد جدة تطوّر كثيرًا وقدم موسمًا استثنائيا” توّجه بلقبي الدوري والسوبر.
كما أقالت الإدارة المدرب الفرنسي رودي غارسيا في شكل مفاجئ قبل 7 جولات على نهاية الدوري، في قرار اختلف المعلقون في جدواه.
والأسبوع الماضي صرح بأنه يعتقد أن الدوري السعودي سيكون بين أفضل 5 دوريات في العالم “لكنه بحاجة للوقت، واللاعبين، والبنية التحتية”.
وقال المحلل الزبني “إذا كان رونالدو لم ينجح رياضيا في موسمه الأول، فإن الصفقة نجحت تسويقيا بجدارة”.
وتبصم مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالنصر على النجاح التسويقي للصفقة، إذ قفز عدد متابعي حسابه على تويتر من 800 ألف إلى أكثر من 4 ملايين وعلى إنستغرام من مليونين إلى أكثر من 14 مليون متابع.
وتفاخر الكاتب السعودي مساعد العبدلي في عموده في “صحيفة الرياضية” الأحد بأن “كرة القدم السعودية أصبحت محطّ حديث معظم وكالات الأنباء ووسائل الإعلام العالمية”.
وأضاف “ولعل التعاقد مع رونالدو أسهم في هذا الوهج الإعلامي”.
أما كرويا فلا يريد الجمهور سوى الفوز بالبطولات، وقال المشجع إبراهيم السويلم إن “رونالدو وحده لا يكفي”.
