الاخبار العاجلةسياسة

ما رسائل المقاومة الفلسطينية من تصعيد عملياتها بالضفة الغربية؟

قال الدكتور علي الجرباوي، أستاذ العلوم السياسة في جامعة بيرزيت، إن العمليات النوعية الأخيرة للمقاومة الفلسطينية بعثت بعدد من الرسائل أهمها أن أمر الحسم الذي تريده حكومة بنيامين نتنياهو “المتطرفة” -لوضع الضفة- أصبح متعثرا، وإنه لم يعد لإسرائيل التصرف دون ردود فعل “موجعة”.

وإلى جانب ذلك، عدد الجرباوي رسائل أخرى للمقاومة، وهي أن كل فعل للاحتلال سيكون له رد فعل مقابل، وأنه حتمي حتى وإن لم يعرف موعده، كما أنه قوي وفعال، مثلما نتج عن العمليات الأخيرة.

وجاء حديث الجرباوي خلال الحلقة التي خصصها برنامج “ما وراء الخبر” بتاريخ (2023/6/20) لتصاعد عمليات المقاومة الفلسطينية، والتي كان آخرها هجوم نفذه مسلحون فلسطينيون في مستوطنة عيلي الواقعة بالضفة الغربية، والذي قتل فيه 4 إسرائيليين وأصيب 4 آخرون.

وسارعت قوات جيش الاحتلال لتعقب المنفذيْن وتصفيتهما، بينما تداعت قيادات سياسية وأمنية إلى موقع العملية، وسط دعوات داخل حكومة نتنياهو للرد بشن عملية عسكرية واسعة في الضفة وغيرها.

وتساءلت حلقة البرنامج عن دلالات ورسائل العملية الفلسطينية الأخيرة، وخيارات حكومة نتنياهو في التعامل مع تصاعد عمليات المقاومة في الضفة كما وكيفا ردا على الاقتحامات الإسرائيلية، والمسارات الميدانية والسياسية المحتملة بالمنطقة.

رسالة واضحة

بدورها، أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) انتماء منفذي العملية لجناحها المسلح (كتائب عز الدين القسام) وقالت إن عملية “عيلي” رسالة واضحة لحكومة الاحتلال وهي رد على مخططات تقسيم الأقصى المبارك. ومن جانبها، اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي هذه العملية أنها “رد طبيعي على جرائم الاحتلال المتصاعدة بحق الشعب الفلسطيني”.

وفي السياق، تفاعل المنسق الأممي لعملية سلام الشرق الأوسط تور وينسلاند مع التطورات الجارية بالضفة، قائلا “أحث كل الأطراف على الامتناع عن خطوات قد تزيد تأجيج وضع متفجر أصلا”.

ويعود الجرباوي ليقول إن الحديث عن إمكانية تحقيق تهدئة بالمنطقة يستلزم وجود أطراف معروفة تقبل بتلك التهدئة، وهو أمر غير حاصل في هذه المرحلة. ولم يستبعد ضيف البرنامج قيام إسرائيل بعملية عسكرية موسعة بالضفة، لكنها لن تكون بالحجم الذي كانت عليه عام 2002.

اقرأ ايضاً
دول الخليج تؤكد أهمية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي على المستوى السياسي

أزمة متعمقة

بدوره، يرى عادل شديد، الباحث المختص بالشأن الإسرائيلي، أن عمليات المقاومة المتصاعدة عمقت أزمة حكومة الاحتلال في مسارات متعددة، خاصة الاتجاه السياسي والاقتصادي، حيث إن أي عملية واسعة ستؤثر على الحل الاقتصادي الذي يراه نتنياهو في هذه المرحلة.

وأشار في حديثه لـ “ما وراء الخبر” بأنه في الوقت الذي تتبنى فيه إسرائيل خطابا تخويفيا لقوى المقاومة بالتهديد بتنفيذ عملية موسعة، تبادر تلك القوى بتنفيذ عمليات جريئة شجاعة تضرب المستوطنين المتطرفين في عقر دارهم.

ويرى شديد أنه لا يمكن لنتنياهو أن يذهب باتجاه عملية واسعة، كون الاحتلال موجود في الضفة بشكل كامل، بخلاف ما كان عليه الوضع سابقا، حينما كانت بعضها يخضع للسلطة الفلسطينية، ومن ثم فإن الذهاب باتجاه عملية عسكرية موسعة سيؤجج الغضب ويثمر عمليات مقاومة جديدة.

أسلوب مفاجئ

وفي حين لا يرى أميخاي شتاين، مراسل الشؤون الدبلوماسية في هيئة البث الإسرائيلية، هذه العمليات أمرا مفاجئا للإسرائيليين، كونها متوقعة من “المجموعات الإرهابية” على حد تعبيره، لكنه أقر بأن ما استخدمته من أساليب وأسلحة في العمليات الأخيرة لم يكن في الحسبان.

وفي حديثه للبرنامج، اعترف شتاين بأنه من الصعوبة بمكان أن تتوقع الأجهزة الأمنية أماكن العمليات التي تنفذها المقاومة، مبديا أسفه كون “إسرائيل لا تعيش أوقاتا هادئة الفترة الأخيرة” متوقعا زيادة مثل هذه العمليات خلال الأشهر المقبلة.

وحول جدوى العمليات العسكرية التي ينفذها جيش الاحتلال في ظل استمرار عمليات المقاومة وتصاعدها، يرى شتاين أنه كان من الممكن أن تكون أكثر وضحاياها أكبر في حال لم تنفذ تلك العمليات، مضيفا أن جميع المكونات في إسرائيل باتت ترى أنه من الضروري تسريع وتيرة الردود وشدتها.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى