الاخبار العاجلةسياسة

الضفة الغربية تنتصر لمخيم جنين.. هل تتدحرج الأحداث إلى هبة أوسع؟

رام الله- تفاعلت الضفة الغربية سريعا مع مجريات الاجتياح الإسرائيلي لمدينة ومخيم جنين، شمالي الضفة الغربية، ما يطرح تساؤلا عن إمكانية تدحرج الأحداث إلى هبة أوسع.

فمع بدء الهجوم الإسرائيلي على مخيم جنين، بدأت الفصائل في دعوة أنصارها إلى التحرك وتصعيد المواجهة في نقاط الاحتكاك مع الجيش الإسرائيلي، وهو ما حدث بالفعل في أغلب المحافظات.

وتقول جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن طواقمها تعاملت مع 76 إصابة خلال مواجهات جرت في محافظات نابلس (59) مصابا وبيت لحم (16) مصابا وفي الخليل مصاب واحد.

وصباح اليوم الثلاثاء، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع شهداء العدوان على مخيم جنين إلى 10 والإصابات إلى 100، بينهم 20 وصفتها بالخطيرة.

وقفات تضامن وإضراب

كما شهدت مختلف المحافظات مساء الاثنين ونهار الثلاثاء وقفات دعم وإسناد لمدينة جنين، شارك فيها مئات الفلسطينيين من مختلف القوى والفصائل.

وخصصت مؤسسات حقوقية مختصة بشؤون الأسرى وقفة وسط مدينة الخليل “للتضامن مع عشرات المعتقلين في المخيم، الذين لا يعرف مصيرهم أو ظروف اعتقالهم” وفق مدير هيئة شؤون الأسرى في المدينة إبراهيم نجاجرة.

وأضاف نجاجرة، في حديثه للجزيرة نت، أن “العشرات تم اعتقالهم في الساعات الأخيرة دون مراعاة للقوانين والأعراف الدولية أو متابعات قانونية وصحية، وقد يتعرض بعضهم للتنكيل والضرب في معسكرات الجيش أو مراكز الاعتقال”.

وإضافة إلى نحو 120 فلسطينيا أعلن جيش الاحتلال اعتقالهم خلال اجتياحه لمخيم جنين، قال نادي الأسير الفلسطيني إن حصيلة الاعتقالات من مختلف المحافظات بلغت 20 معتقلا خلال الساعات الأخيرة.

إلى ذلك، شل الإضراب مختلف القطاعات الخاصة والحكومية في محافظات الضفة الغربية، كما أغلقت المحلات التجارية أبوابها، حدادا على أرواح الشهداء، استجابة لدعوة القوى والفصائل الفلسطينية وحراكات شبابية.

تبرعات بالدم والغذاء

بالتزامن مع المواجهات، سارعت أوساط شعبية ورسمية ونقابية إلى تنظيم حملات للتبرع بالدم، كما جرى في مستشفى الخليل الحكومي، وأخرى لجمع المواد الغذائية وخاصة في مدينة نابلس القريبة من مدينة جنين.

اقرأ ايضاً
إلى أين يتجه التوتر في شمال كوسوفو؟

وقال مدير مستشفى الخليل الحكومي الدكتور طارق البربراوي للجزيرة نت إن المستشفى أطلق منذ الصباح حملة للتبرع بالدم “نصرة لأهلنا في جنين”.

وأضاف أن الحملة ستستمر حتى مساء الثلاثاء، مبينا أن كميات الدم المتبرع بها في الخليل وغيرها من المحافظات ستنقل إلى بنك الدم المركزي في رام الله، ومن ثم إلى مستشفيات جنين.

وذكر أن “العشرات من المواطنين يشاركون في الحملة خاصة أن جنين تنزف لليوم الثاني على التوالي، ومشافيها بحاجة إلى مزيد من وحدات الدم في ظل زيادة أعداد المصابين”.

مرحلة جديدة

في ظل تزايد حدة ورقعة المواجهات من جهة، والتضامن الشعبي من جهة ثانية، يرى منسق القوى الفلسطينية في مدينة رام الله عصام أبو بكر أن ما يجري اليوم في جنين “يسمع صداه في أنحاء الضفة ويؤسس لمرحلة جديدة على مختلف الأصعدة”.

ويضيف أبو بكر، في حديثه للجزيرة نت، أن المقاومة الشعبية كانت تجري بشكل متقطع وتتركز في بعض المناطق المستهدفة من الاحتلال والاستيطان “لكن أحداث جنين تؤسس لمرحلة جديدة يجب أن تكون مختلفة من حيث شكل وتوزيع رقعة المقاومة الشعبية وتكامل أشكالها”.

ورجح القيادي الفلسطيني أن يتدحرج الوضع الميداني “وصولا إلى هبة شاملة لأن تصاعد جرائم الاحتلال بما في ذلك تكثيف وتوسيع الاستيطان لم يجعل أمام الفلسطينيين من خيار سوى توسيع وتكثيف المقاومة الشعبية بكافة أشكالها وفق ما يسمح به القانون الدولي”.

وأضاف أبو بكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول من خلال عدوانه ترسيخ ائتلافه الحزبي الحاكم واستعادة قوة الردع المهزوزة بعد سلسلة العمليات بالضفة، وأن يثبت بأن يد إسرائيل تصل لمن تريد “لكن الحل وفق المدخل الأمني محفوف بالمخاطر، لأنه جُرب سابقا، وتم اجتياح الضفة ولم يؤدي ذلك لحفظ الأمن لإسرائيل، بل فشلت كل المخططات وستمنى مستقبلا بالفشل الذريع”.

وفي عام 2002، أعادت إسرائيل احتلال الأراضي التي كانت تابعة للسلطة الفلسطينية وفق اتفاق أوسلو، وما زالت تسيطر عليها.

يذكر أن القيادة الفلسطينية أعلنت، في بيان بعد اجتماعها برئاسة الرئيس محمود عباس مساء الاثنين، “وقف جميع الاتصالات واللقاءات مع الجانب الإسرائيلي والاستمرار بوقف التنسيق الأمني”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى