الاخبار العاجلةسياسة

تايمز: الليبرالية الأوروبية تواجه تحديات في جميع دول القارة العجوز

حذرت صحيفة ذا تايمز البريطانية (The Times) من التحديات التي يتعرض لها نظام الحكم الليبرالي في أوروبا وتحوّل غالبية دول القارة العجوز نحو سياسات اليمين المتطرف التي تغيّر وجه أوروبا تماما.

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها: من المفارقات أنه، في الوقت الذي تسعى فيه الأحزاب الرئيسية إلى تبني سياسات اليمين المتطرف، على أمل سلبها من المؤيدين، فإنها تجعل هذه الأحزاب أكثر احتراما. ودعت القوى السياسية الأوروبية إلى مجابهة هذه الظاهرة.

واستعرضت التحول الأوروبي نحو اليمين وبدأت عرضها بالسويد، واصفة إياها بأنها البلد الذي ظل لعقود نموذجا لليبرالية دولة الرعاية الاجتماعية، لكن اليوم أصبحت سياساتها يمينية بشكل حاد، موضحة أن هذا البلد لن يتعامل مع الجريمة بعد اليوم على أنها استثناء اجتماعي، ولن يُعرض على السجناء إجازة للدراسة والعمل مع إجازة نهاية الأسبوع، ولن يتم الترحيب بطالبي اللجوء للتمتع بمزايا سخية وحماية اجتماعية.

ستوكهولم أصبحت أخطر الوجهات السياحية

وأشارت “ذا تايمز” إلى أن السويد قد صدمتها جرائم الأسلحة النارية وعنف العصابات وتجارة المخدرات في ستوكهولم، التي أدت -بشكل لا يصدق تقريبا- إلى تسميتها كواحدة من أخطر الوجهات السياحية في العالم، مضيفة أن الحكومة الجديدة تخطط لزيادة عدد السجون وتشديد الأحكام وحتى تأجير سجون في الخارج.

وقالت إن الحزب اليميني “المتطرف” الذي كان يُنظر إليه في السابق على أنه منبوذ سياسيا، يجد الدعم الآن من تحالف يمين الوسط الحاكم، وأصبحت الآراء والسياسات -التي اعتبرها السويديون من قبل غير متسامحة وغير مقبولة- تجد الترحيب والاحترام.

وأضافت أن السويد ليست وحدها، بل لدى غالبية الدول الأوروبية، أصبحت السياسات والأيديولوجيات التي يُنظر إليها على أنها سامة أكثر انتشارا، وتشكل أجندات الأحزاب التقليدية وتكتسب جاذبية انتخابية بشكل مطرد.

كل أوروبا وألمانيا أكثر إثارة للقلق

واستعرضت الصحيفة عددا من الدول الأوروبية التي أصبح التيار اليميني فيها يُحظى بتأييد كبير، ومن بينها فرنسا وإسبانيا والمجر وبولندا، واليونان التي فاز فيها اليمين المتطرف مؤخرا بمقاعد في البرلمان، وفنلندا، وإيطاليا التي أصبح فيها حزب اليمين المتطرف حاكما حاليا.

وقالت إن الأمر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة لمعظم أوروبا ربما يكون هو الجاذبية المتزايدة في ألمانيا لحزب “البديل من أجل ألمانيا” -الذي يعد الآن ثاني أكثر الأحزاب شعبية- متقدما على الديمقراطيين الاشتراكيين، إذ فاز للتو بانتخابات محلية شرق البلاد، ويمكنه الآن اختراق جدار الحماية الذي ضربته حوله جميع الأحزاب الأخرى المذعورة من أي صلات له بالماضي النازي السام.

وختمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن جاذبية اليمين المتطرف تستند إلى مخاوف الهجرة غير المنضبطة وفقدان الهوية الوطنية، تحدي العولمة، الارتباك حول السياسة والحروب الثقافية الجديدة، تكلفة السياسات “التقدمية” خاصة على البيئة.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى