الاخبار العاجلةسياسة

خبراء روس يكشفون للجزيرة نت لغز اختفاء “الجنرال هرمجدون”

موسكوـ لا يزال الغموض سيد الموقف فيما يخص مصير ومكان تواجد نائب قائد المجموعة المشتركة للقوات الروسية في أوكرانيا، الجنرال سيرغي سوروفيكين، الذي اختفى من المشهد الإعلامي بعد التمرد الفاشل لمجموعة “فاغنر” في يونيو/حزيران الماضي، ولا تزال الأسئلة عن مكانه دون إجابات رسمية.

وكان سوروفيكين عين من قبل وزارة الدفاع الروسية قائدا للمجموعة الجنوبية للقوات الروسية، قبل أن يعاد تعيينه بعد عدة أشهرٍ نائبَ قائد المجموعة المشتركة للقوات الروسية في أوكرانيا، في خطوة وصفها محللون روس وغربيون آنذاك بأنها لمنع الهجوم المضاد للقوات الأوكرانية ولإحباط أية محاولة لاختراق دفاعات الجيش الروسي.

وغني عن القول إن تعيين سوروفيكين الملقب بـ”الجنرال هرمجدون” جاء في حينه ليرضي مؤيدي الإجراءات الصارمة والمتشددة للقوات الروسية مع دخولها مرحلة جديدة من التصعيد على ضوء ازدياد الهجمات المرتدة الأوكرانية إلى داخل المناطق الروسية.

كما أن وسائل إعلام غربية، كصحيفة “إيكونوميست” وصفت الجنرال المخضرم بأنه كان لسنوات يمثل مصالح “فاغنر” في وزارة الدفاع الروسية، مستشهدة بالانتقادات التي وجهها رئيسها، يفغيني بريغوجين، الذي قتل في حادث تحطم طائرة قبل نحو أسبوع، إلى كل من قائد القوات المشتركة، فاليري غيراسيموف ووزير الدفاع سيرغي شويغو، مقابل توجيه المديح لسوروفيكين.

ورغم ذلك، أدان الجنرال المختفي عن الأنظار محاولة التمرد التي قامت بها فاغنر في 24 يونيو/ حزيران الماضي، ودعا قادة ومقاتلي المجموعة إلى “الخضوع لإرادة الرئيس وحل القضية سلميا”، قبل أن تنتهي العملية بإعادة نشر قوات المجموعة على الأراضي البيلاروسية.

عقب ذلك مباشرة، اختفى الجنرال فجأة من المشهد الإعلامي، مما تسبب بحالة حيرة لدى المراقبين الروس والأجانب على حد سواء، رغم نفي وزارة الدفاع الروسية أنباء اعتقاله.

خارج التغطية

واتهمت صحيفة نيويورك تايمز “سوروفيكين” بأنه كان على علم بالتمرد الوشيك، وأنه دعم منظميه وكان جزءًا من خطة لتغيير قيادة وزارة الدفاع، ولكن في المقابل، لم تصدر أي تأكيدات رسمية لهذه المعلومات.

أما من بين السياسيين الروس فكان رئيس لجنة الدفاع بمجلس الدوما، العقيد أندريه كارتابولوف، أول من علق على اختفاء سوروفيكين بالقول إنه “يستريح” فقط وليس “متاحًا” في الوقت الراهن.

في هذا السياق، قد تكون العلاقات الطيبة التي ربطت “فاغنر” بسوروفيكين هي السبب في إزاحة الأخير عن المشهد العام، وذلك وفقًا لما قاله للجزيرة نت محلل الشؤون العسكرية ألكسندر ليسين، الذي أشار إلى أن علاقات من هذا النوع تعني بالضرورة وجود توتر وتنافر مع وزارة الدفاع.

اقرأ ايضاً
التبرع بالدم والمال.. هكذا تساهم الجاليات العربية في مواجهة زلزال تركيا

ويؤكد ليسين أنه إذا كانت هذه التناقضات موجودة بالفعل، فمن المرجح أنه تم “إخمادها” من أجل عدم التأثير سلبًا على العملية العسكرية في أوكرانيا.

ويتابع أن صراعًا من هذا النوع من شأنه أن يضعف بشكل خطير قدرات القوات الروسية في المنطقة العسكرية الشمالية، لأن أي اختراق للقيادة أثناء الحرب وتقويض أسس وحدة القيادة محفوف بالفشل على الجبهة.

إلى جانب ذلك، لا يستبعد ليسين إمكانية إرسال سوروفيكين إلى سوريا كنوع من المنفى، لكنه لا يرجح ذلك كفرضية.

ويأتي تزاحم التكهنات حول مصير سوروفيكين مع السيناريوهات التي بدأت تتحدث عنها وسائل إعلامية غربية وازنة، كصحيفة فايننشال تايمز، التي ذكرت، نقلا عما وصفتها بـ”المصادر داخل موسكو”، أن الجنرال معتقل ويخضع للاستجواب، بانتظار الكشف عن التهم التي ستوجه له.

ووفقًا للصحيفة، فإن “عملية تطهير بدأت لوقف الانتقادات ولاستعادة النظام والهيبة” وأن سوروفيكين مشمول بها.

لكن رئيس أكاديمية القضايا الإستراتيجية، ليونيد إيفاشوف، ينفي هذه الفرضية بقوله إن سوروفيكين رجل ذو أهمية إستراتيجية، وهناك حاجة إلى مهارته وخبرته في الجبهة، وقد يكون الآن في مكان ما من مناطق العملية العسكرية في أوكرانيا أو حتى داخل المقر الرئيسي لهيئة الأركان.

يؤدي واجباته

ويعتبر أيفاشوف أن واجب سوروفيكين هو وضع الخطط القتالية والنماذج العملياتية والتكتيكية وإدارة القوات الموكلة إليه، وليس التواصل مع الصحافة، فهذه من مهام أشخاص آخرين.

ولا يستبعد أنه يقوم في الوقت الراهن بإعداد القوات التي ستدخل في المعركة وتخترق الدفاعات الأوكرانية خلال الهجوم المتوقع للقوات الروسية في أوكرانيا في غضون أشهر قليلة.

وكشف أيفاشوف أن الجيش الروسي يقوم في الوقت الحالي بتجميع الإمكانات البشرية والمعدات والموارد من أجل تنفيذ هجوم إستراتيجي، وقد تكون الحاجة إلى كفاءة الجنرال الذي قاد إنشاء خط دفاع سوروفيكين ملحة الآن أكثر من أي وقت مضى.

وبالنظر إلى ماضيه في سوريا، حيث قام مرارا وتكرارا بزيارات إليها، لا يستبعد الخبير في الشؤون الإستراتيجية، رولاند بيجاموف، أن يكون سوروفيكين قد توجه إلى هناك للاستفادة من خبراته، على ضوء عملية تفعيل القوات الأميركية هناك وهو ما يرى فيه بيجاموف مقدمة لاستفزازات ضد القوات الروسية لتقوم بالرد.

وبحسب قوله، يحاول الأميركيون استخدام “غطاء” المقاتلين التابعين للمعارضة في سوريا، لتشتيت موارد القوات الروسية، وذلك للتخفيف الضغط عن القوات الأوكرانية التي تواجه ـ حسب رأيه ـ وضعا صعبا.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى