هبوط طائرة اسرائيلية في جدة ونتنياهو يشكر السعودية
في خطوة غير مسبوقة، شكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السلطات السعودية على “المعاملة الدافئة” التي أبدتها للركاب الإسرائيليين بعد هبوط طائرة اسرائيلية في جدة اضطراريا يوم الاثنين.
كانت الطائرة التابعة لشركة طيران سيشل متجهة من سيشل إلى تل أبيب عندما واجهت مشكلة فنية واضطرت للهبوط في مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة.
وأعرب نتنياهو في تغريدة على تويتر عن “بالغ تقديري لتعامل السلطات السعودية الدافئ مع المسافرين الإسرائيليين الذين مرت طائرتهم في أزمة فاضطرت للقيام بالهبوط الاضطراري في جدة”.
وأضاف: “أنا سعيد لعودة الجميع إلى المنزل سالمين، إنني أقدر حقا حسن الجوار”.
يأتي شكر نتنياهو للسعودية في وقت تسعى فيه إسرائيل إلى إقامة علاقات دبلوماسية مع المملكة، التي لا تعترف بإسرائيل حتى الآن.
وكانت هناك مؤشرات على أن العلاقات بين البلدين آخذة في التحسن، حيث سمحت السعودية في وقت سابق من هذا العام للطائرات الإسرائيلية بعبور أجوائها، وبدأت في السماح للإسرائيليين بزيارة المملكة لأغراض تجارية.
واعتبر بعض المراقبين أن هبوط طائرة اسرائيلية في جدة هو علامة إيجابية على العلاقات بين البلدين.
وقال المحلل السياسي الإسرائيلي، شمعون آرون، إن “هبوط طائرة اسرائيلية في جدة هو خطوة مهمة على طريق التطبيع بين البلدين”.
وأضاف: “إنه يشير إلى أن السعودية مستعدة للتعاون مع إسرائيل، حتى في ظل عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية”.
واعتبر المحلل السياسي السعودي، خالد المرغني، أن “هبوط طائرة اسرائيلية في جدة هو خطوة تاريخية”.
وأضاف: “إنه يشير إلى أن السعودية بدأت تنظر إلى إسرائيل على أنها دولة طبيعية في المنطقة”.
ويبقى أن نرى ما إذا كانت هذه التطورات ستؤدي إلى إقامة علاقات دبلوماسية رسمية بين البلدين في المستقبل ام لا.
تفاصيل هبوط طائرة اسرائيلية في جدة
اضطرت طائرة تابعة لشركة طيران سيشل تقل 128 راكبا إلى الهبوط يوم الاثنين بسبب عطل كهربائي.
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن الركاب قضوا ليلتهم في أحد فنادق المطار في جدة وأعادتهم شركة الطيران على متن طائرة بديلة.
أظهرت بيانات التتبع من موقع FlightRadar24.com أن طائرة طيران سيشل من طراز إيرباص A320، الرحلة HM22، تم تحويلها إلى جدة مساء الاثنين بينما كانت فوق البحر الأحمر. ولم تستجب شركة الطيران لطلب التعليق.
وتوجهت طائرة أخرى تابعة لشركة طيران سيشل من طراز A320 إلى جدة يوم الثلاثاء قادمة من دبي لنقل المسافرين ونقلهم إلى تل أبيب. وفي يوليو/تموز 2022، رفعت السعودية الحظر الذي فرضته على التحليق الجوي الإسرائيلي خلال زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمملكة.
وخرج الركاب من مطار بن غوريون الدولي في إسرائيل في وقت لاحق من يوم الثلاثاء، ويبدو أن بعضهم فوجئ بسرب المراسلين والمصورين وبالونات الحفلات التي استقبلتهم.
وفي مقابلات مع وسائل إعلام إسرائيلية، قال الركاب إن تجربتهم في جدة كانت ممتعة، حتى أن بعض السعوديين استقبلوهم بالعبرية.
وقالت إيمانويل أربيل، إحدى الركاب، لراديو 103FM، بحسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل: “كان الاستقبال الذي تلقيناه من السعوديين مفاجئًا للغاية”. “قالوا لنا مرحبًا بكم وكانوا يبتسمون. في الحقيقة، لم نكن نتوقع هذا”.
جهود التطبيع
على الرغم من أن المملكة العربية السعودية لم تكن واحدة من دول الخليج والدول العربية التي قامت بتطبيع العلاقات مع إسرائيل كجزء من اتفاقيات إبراهيم لعام 2020 التي توسطت فيها الولايات المتحدة، إلا أن التكهنات تزايدت حول صفقة وشيكة.
ولا توجد علاقات رسمية بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، على الرغم من أنهما طورتا علاقات قوية ولكن غير رسمية في السنوات الأخيرة بسبب مخاوفهما المشتركة بشأن نفوذ إيران المتزايد في المنطقة.
إن اتفاق التطبيع مع المملكة العربية السعودية، أقوى دولة عربية وأكثرها ثراء، لديه القدرة على إعادة تشكيل المنطقة وتعزيز مكانة إسرائيل بطرق تاريخية.
لكن التوسط في مثل هذه الصفقة يمثل ضغطًا كبيرًا حيث قالت المملكة إنها لن تعترف رسميًا بإسرائيل قبل حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود.
وتُلقى اللوم على الحكومة اليمينية المتطرفة الحالية في إسرائيل، بقيادة نتنياهو، في تصعيد العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، حيث تؤدي الغارات شبه اليومية إلى مقتل وإصابة المئات.
كما أوضحت إسرائيل أنها ستواصل توسيع المستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة، على الرغم من الانتقادات الدولية والاتهامات بالفصل العنصري من قبل منظمات حقوق الإنسان.
ومن جانبهم، يبدو أن السعوديين يسعون أيضًا للحصول على ضمانات دفاعية والوصول إلى التكنولوجيا النووية الأمريكية.
وأشار معلقون صحفيون إسرائيليون إلى أن جهود التطبيع مع السعودية تعرضت لتهديدات شديدة على خلفية إعلان إسرائيل عن لقاء بين وزير خارجيتها ونظيره الليبي في روما.
وأثار هذا الإعلان احتجاجات في ليبيا، التي لا تعترف بإسرائيل، وأدى إلى إقالة وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش.
لكن وزارة الخارجية الإسرائيلية نفت الاثنين أن تكون مصدر “التسريبات” حول اللقاء بين الوزيرين، دون تقديم مزيد من التوضيحات.
وبحسب الصحافي باراك رافيد، فإن الحادث يمكن أن يساهم في إثناء الدول العربية عن الانخراط في أي خطوات أخرى للتطبيع مع إسرائيل، كما كتب في موقع “والا” الإسرائيلي.
المصدر: الجزيرة + رأي الخليج