ناشونال إنترست: عواقب وخيمة تتهدد الجيش الأميركي
حذر خبير في التنافس الإستراتيجي الدولي من “عواقب وخيمة” تتهدد الجيش الأميركي، قائلا إنه غير مجهز بالعتاد اللازم لخوض قتال مع منافس من القوى العظمى يتطلب حشد كل الإمكانيات المتاحة.
وأضاف الخبير في قضايا الأمن القومي “كريستوفر د. بوث” -في مقاله بمجلة “ناشونال إنترست”- أن إصلاح المعدات العسكرية في صراع مع قوة عظمى منافسة يجب تعريفه على أن الافتقار إليه يمثل تهديدا محتملا ذا تأثير بالغ ورغم ذلك يتم تجاهله، مما سيؤدي إلى عواقب وخيمة.
ويحتاج الجنود الأميركيون إلى خطة للتعامل مع هذه القضية، لأن القدرة على إصلاح تلك المعدات في ميدان القتال ستكون عاملا مهما في تنافس بين قوى عظمى والقوات البرية الأميركية.
ومع أن سلاح مشاة البحرية الأميركية (مارينز) نشر في مارس/آذار الماضي تحديثا لتعليماته فيما يخص خدمات الإمداد والتموين (اللوجستيات) في بيئة متنازع عليها، إلا أنه لا ينفك يواجه مشكلة دعم جنوده في الخطوط الأمامية باعتبارهم قوات احتياط، أو تنفيذ عمليات استكشاف متقدمة في حال نشوب صراع مع الصين، كما يقول بوث.
قيود لوجستية
ويعتقد الكاتب -وهو خريج كلية القادة والأركان التابعة للمارينز- أن هذه القيود اللوجستية ستكون عويصة عند إصلاح المعدات العسكرية المعطوبة، “ففي غياب عمليات الترميم والإصلاح، قد يستحيل على المارينز العودة إلى القتال”.
ثمة مشكلة أساسية تعاني منها القوات الأميركية وتكمن في المركبات وأنظمة الأسلحة والمعدات المعقدة التي تعتمد عليها، مما يجعل عمليات الترميم والإصلاح في الميدان مستحيلة في كثير من الأحيان.
ويشدد في هذا الصدد على ضرورة نشر أسلحة ومعدات “بسيطة وقابلة للإصلاح” لها الأولوية في تجهيز قوات المارينز التي تعمل داخل جزر شرق آسيا المنتشرة عبر الأرخبيل الياباني.
وأشاد بوث بتحول القوات الأوكرانية من حالة الدفاع إلى الهجوم، رغم ما تعانيه من نقص في حجم قواتها وإمدادات الذخائر مقارنة بما يتمتع به الغزاة الروس، على حد تعبيره.
ومن الأمثلة التي ضربها في هذا السياق، قدرة أوكرانيا على إصلاح معداتها في ساحات المعارك عن طريق إرسال الميكانيكيين إلى الخطوط الأمامية، مما ضاعف من قوتها القتالية.
معارك وجودية
وعلى النقيض من ذلك -يضيف الخبير العسكري في مقاله- فإن ثمة مشكلة أساسية تعاني منها القوات الأميركية وتكمن في المركبات وأنظمة الأسلحة والمعدات المعقدة التي تعتمد عليها، مما يجعل عمليات الترميم والإصلاح في الميدان مستحيلة في كثير من الأحيان.
وفي حين أن تكنولوجيا الطباعة المجسمة وتكنولوجيا التصنيع السريعة قد تسمح بتصنيع العديد من قطع الغيار، حتى في بيئة استكشافية، فإنها لا يمكن أن تسهل عمليات إصلاح الدروع المتطورة أو تصنيع رقائق أشباه الموصلات للإلكترونيات المعقدة في الأجهزة مثل أجهزة اللاسلكي أو الحواسيب الباليستية الموضوعة في الطائرات أو أنظمة التوجيه.
ويمضي بوث إلى القول إن خصوم الولايات المتحدة لن يسمحوا لها ببناء مرافق لوجستية، ولن يكون من السهل عليها إخلاء مركباتها أو إيصال قطع الغيار في الوقت المناسب عبر السفن أو الطائرات.
ويضيف أن “القوات الجوية والبحرية (الأميركية) ستخوض معارك وجودية في مواجهة الصواريخ الباليستية وفرط الصوتية المتطورة، والهجمات السيبرانية (الإلكترونية)، والأسلحة المضادة للفضاء”.