مقال في غارديان: حرب غزة الأكثر فتكا بالأطفال والأسوأ قادم
أكدت رئيسة قسم الصحة العامة في جامعة إدنبره الأسكتلندية ديفي سريدهار أن صيحات التحذير التي تطلقها منظمات الإغاثة الدولية بشأن الأوضاع في غزة مرعبة للغاية، وتؤشر لوجود مخاوف كبرى من حدوث مآس غير مسبوقة في حق المدنيين بالقطاع المحاصر.
وقالت سريدهار -في مقال لها بصحيفة غارديان البريطانية- إن الحرب على غزة سجلت العديد من الأرقام القياسية، وخاصة ما يتعلق بتدمير مرافق الرعاية الصحية والبنية التحتية.
وأضافت أن هذه الحرب استُهدفت خلالها المدارس والمستشفيات والعاملون فيها وسيارات الإسعاف، كما استهدفت منظمات الإغاثة الطبية مثل “أطباء بلا حدود” ومنظمات إنقاذ الطفولة، ولم تحترم فيها الاتفاقيات الدولية مثل اتفاقية جنيف.
الأكثر فتكا بالأطفال
وتابعت رئيسة قسم الصحة العامة في جامعة إدنبره الأسكتلندية أن هذه الحرب أيضا توصف بأنها الأكثر فتكا بالأطفال، إذ قتل نحو 160 طفلا يوميا الشهر الماضي وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
كما أنها الحرب الأكثر دموية للصحفيين منذ 30 عاما -كما توضح سريدهار في مقالها- وتضيف أن هذه الوفيات يرجح أنها ستكون البداية فقط، إذ يعلم خبراء الصحة العامة أنه من المرجح أن يلقى عدد كبير من الأطفال حتفهم بسبب انتشار الأمراض.
وقالت سريدهار إن العائلات لا تكاد تجد مياها نظيفة، أو مراحيض صالحة للاستخدام، فضلا عن غياب الغذاء والدواء وعدم وجود فريق طبي مدرب لديه معدات طبية كاملة، مبرزة أن هذه هي الاحتياجات الأسياسية التي يحتاجها أي إنسان -وخاصة الرضع والأطفال- للبقاء على قيد الحياة.
كما ذكرت أن معدلات الإسهال بين أطفال غزة داخل المخيمات -وفق منظمة الصحة العالمية- تجاوزت المستوى العادي بأكثر من 100 ضعف مع بداية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وهو ما يعني إمكانية الإصابة بالجفاف والموت مباشرة.
تحذير
وحذرت سريدهار من أن ما يقرب من ربع سكان غزة قد يلقون حتفهم في غضون عام واحد ما لم يتغير شيء ما في القطاع، مبرزة أن هذا الرقم تقريبي لكنه يعتمد على البيانات باستخدام الأعداد الحقيقية المرعبة للوفيات في الصراعات المماثلة.
وأكدت أن المنظمات الدولية تحاول دق ناقوس الخطر، ونقلت عن المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، مارغريت هاريس، أسفها قائلة إن “العالم يبدو أنه فقد بوصلته الأخلاقية”.
ومن جانبها، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) من أن “نقص المياه والغذاء والدواء والحماية يشكل تهديدا أكبر من القنابل على حياة الآلاف في غزة”.
وعادت سريدهار لتقول إنها تعمل في مجال الصحة العامة منذ عقدين، ولم تسمع صيحات تحذير مماثلة من طرف منظمات الإغاثة مما يؤشر إلى وجود مخاوف كبرى من حدوث مآس غير مسبوقة بحق المدنيين في قطاع غزة.