تشيلي وإسرائيل.. معادلة الأخلاق والمصالح
دافعت وكيلة وزارة الخارجية التشيلية السابقة شيمينا فوينتيس عن قرار بلادها استبعاد الشركات الإسرائيلية من المشاركة في معرض الطيران والفضاء في أميركا اللاتينية، الذي من المقرر أن يقام في وقت لاحق من الشهر الحالي في العاصمة سانتياغو.
واعتبرت فوينتيس، التي تمثل تشيلي أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، قرار بلادها “قرارا أخلاقيا بارزا”، وقالت إن “مجرد وجود الشركات الإسرائيلية التي تصنع الأسلحة التي تسببت في الوضع الإنساني الرهيب في قطاع غزة في تشيلي أمر غير مقبول”.
وقالت فوينتيس في مقال لها اليوم الخميس -بصحيفة “لاتيرسيرا” التي تصدر بالإسبانية في سانتياغو- إن “قرار الحكومة التشيلية قرار معقول، ويتوافق مع المبدأ التقليدي لسياستنا الخارجية المتمثل في احترام حقوق الإنسان”.
كما نبهت الدبلوماسية التشيلية إلى تحذيرات الخبراء من أن وجود الشركات الإسرائيلية في المعرض “يعني ضمنا مخاطر على أمن المعرض نفسه، وتشجيع الإجراءات الاحتجاجية ضد هذه الشركات”.
توريد السلاح
وتطرقت فوينتيس إلى علاقات بلادها العسكرية والاقتصادية مع إسرائيل، قائلة إن “إسرائيل تمتلك واحدة من أقوى الصناعات العسكرية في العالم، وظلت المورد الرئيسي لقواتنا المسلحة لسنوات. كما تشارك أيضا في تنفيذ نظام الأقمار الاصطناعية التشيلية، وهو أمر ضروري للسيطرة الكاملة على أراضينا”.
وأضافت “وبالمثل، تقدم الشركات الإسرائيلية خدمات للشركات المصرفية والمالية واللوجستية التشيلية، مما يسلط الضوء على مجال الأمن السيبراني”، الذي تتصدر فيه إسرائيل.
وتصبح شبكة المصالح الإستراتيجية هذه أكثر أهمية في سيناريو دولي حيث ينغمس اللاعبون الرئيسيون في سباق فضائي جديد وقد زادوا بشكل كبير من إنفاقهم الدفاعي، ويبحثون بلا هوادة عن موردين لكلتا الصناعتين.
وخلصت فوينتيس إلى القول بأن “تشيلي تفتقر وحدها إلى الأدوات اللازمة لوقف الكارثة في غزة، وتراكم الإشارات واللوم الذي أطلقته الحكومة ضد إسرائيل يمكن أن يؤدي في النهاية إلى الإضرار ببلدنا”، مشيرة إلى أن إسرائيل علقت إسرائيل صادراتها الدفاعية إلى كولومبيا بسبب موقفها من الحرب على غزة.
يذكر أن الحكومة التشيلية أعلنت -أول أمس الثلاثاء- أنها قررت منع الشركات الإسرائيلية من المشاركة في معرض الطيران والفضاء الكبير في أميركا اللاتينية، ولم توضح وزارة الدفاع التشيلية دوافع القرار، لكنها قدمت فقط إشعارًا بإزالة إسرائيل من المعرض الدفاعي.
على الجانب الآخر، قال سفير إسرائيل لدى تشيلي جيل أرتزيالي إن الحكومة التشيلية لم تتصل به بشأن القرار، وإنه تم إبلاغه بإعلان وزارة الدفاع التشيلية، مضيفا أنه “من الصعب أن نقول إننا فوجئنا بعقيدة الحكومة التشيلية تجاه إسرائيل”.
جدير بالذكر أن حكومة الرئيس غابرييل بوريك انتقدت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية بعد طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي. ورغم إدانة حكومته حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، فإنها تعتبر الحرب الإسرائيلية على غزة ردا “غير متناسب”.
واستدعت تشيلي -التي تضم أكبر عدد من الفلسطينيين خارج العالم العربي- سفيرها لدى إسرائيل أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، للاحتجاج على الانتهاكات الإسرائيلية غير المقبولة للقانون الإنساني الدولي في غزة.
وانضمت المكسيك وتشيلي يناير/كانون الثاني الماضي إلى الدعوات التي تطالب المحكمة الجنائية الدولية بإجراء تحقيق في ارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.