إسرائيل تعاقب فلسطينيي الضفة بمنعهم من زيارة الأقصى برمضان
رام الله- بعد صلاة الفجر مباشرة غادرت هند حجازي منزلها في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية متجهة إلى مدينة القدس للصلاة في المسجد الأقصى، وعند وصولها إلى حاجز قلنديا بعد ساعتين تفاجأت بمنعها من الدخول على الرغم من أن عمرها تجاوز 73 عاما، حاولت عبثا مرة ومرتين وخامسة دون جدوى، أخيرا قال لها أحد الجنود في النهاية “لو عمرك 100 سنة لن يسمح لك بالمرور”.
كانت تعتقد هند أن تقدمها في السن هو تصريحها الذي سيسمح لها بالدخول إلى المدينة المقدسة بعد 6 أشهر من عمر الحرب على قطاع غزة التي منعت خلالها إسرائيل كل فلسطينيي الضفة من الوصول إلى الأقصى.
تقول حجازي للجزيرة نت “ننتظر شهر رمضان كل عام ليسمح لنا بالوصول إلى الأقصى والصلاة فيه، حتى هذه الأيام حرمنا منها”.
لم يكن هذا مصير حجازي وحدها، بل مصير مئات الفلسطينيين ممن تجاوزت أعمارهم الفئات التي حددتها سلطات الاحتلال للصلاة بالأقصى في الجمعة الأولى من شهر رمضان على عكس السنوات السابقة، حيث تفاجؤوا بأن ذوي الأعمار المحددة لا يسمح لهم بالوصول إلى الأقصى إلا بعد الحصول على تصريح صلاة ليوم واحد.
وللحصول على هذا التصريح على المتقدم الحصول على بطاقة ممغنطة صادرة عن الارتباط العسكري الإسرائيلي تحمل رقما متسلسلا، ويحصل عليها مقابل مبلغ مالي من خلال تطبيق المنسق، وهو مسؤول وحدة تنسيق الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، ليتم الحصول على التصريح بعد إدخال رقم البطاقة.
إجراءات غير مسبوقة
الإجراءات الإسرائيلية الجديدة التي حددت إمكانية الوصول إلى المسجد الأقصى بفئة كبار السن ممن يحملون تصاريح أمنية أفقدت الآلاف من سكان الضفة الغربية فرصتهم الوحيدة لزيارة القدس والصلاة في الأقصى، وذلك بعد سنوات طويلة من السماح لهم بالصلاة فيه خلال أيام الجمع من رمضان.
فقد كان يتم السماح بدخول جميع النساء من كل الأعمار والأطفال المرافقين حتى سن 12 عاما والرجال الذين تجاوزت أعمارهم 45 عاما دون اشتراط الحصول على تصاريح، أما من هم دون ذلك فكانوا يسمح لهم بالدخول بعد حصولهم على تصاريح يتم التقديم عليها مسبقا.
لكن هذا العام فرض الاحتلال إجراءات جديدة، بحيث يشترط على النساء أن يتجاوزن الـ50 عاما، وأن تقل أعمار الأطفال المرافقين عن 10 سنوات، وأن تتجاوز أعمار الرجال 55 عاما.
ولا يعني التقدم بتصريح لمن تجاوزت أعمارهم الفئات المحددة إمكانية الحصول عليه، فكثير منهم واجه عقبة أخرى وهي الرفض لدواعٍ أمنية لا يتم الإفصاح عنها كما حصل مع عبد الجواد عبد الجواد (62 عاما) من مدينة رام الله، والذي تقدم بطلب التصريح عبر تطبيق المنسق، ويحمل بطاقة ممغنطة سارية المفعول حتى العام 2026.
اعتاد عبد الجواد الصلاة في الأقصى في كل يوم جمعة من رمضان والاعتكاف في الأيام الأواخر من الشهر فيه أيضا، ولم يستطع مغادرة الحاجز رغم معرفته بعدم السماح له بالمرور من خلاله، وشارك العشرات من الفلسطينيين بأداء صلاة الظهر أمامه.
يقول عبد الجواد للجزيرة نت “قبل الحرب كنت أنتقل إلى القدس بدون أي تصريح ضمن فئة كبار العمر، لا أدري ما الذي تغير ليتم رفض منحي تصريحا”.
عقبات إضافية
ومنذ العدوان على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي فرضت سلطات الاحتلال قيودا مشددة على حرية تنقل الفلسطينيين من شمال وجنوب الضفة الغربية إلى المسجد الأقصى.
الفلسطيني أحمد عثمان -وهو من بلدة قريبة من جنين شمال الضفة الغربية- استغرق وصوله إلى قلنديا ساعات طويلة بسبب كثرة الحواجز، ويقول للجزيرة نت “إذا كان علينا قطع كل هذه المسافة للوصول إلى الحاجز فنحن لا نعرف أيضا ماذا يمكن أن يكون عليه الحال في محيط الأقصى بعد الإعلان عن نشر قوات وحواجز جديدة على بواباته”.